يحيى قلاش: الدولة فقدت إحدى أبرز أدواتها الناعمة بعد أن كانت الصحافة شريكًا في اتخاذ القرار.

قال الكاتب الصحفي، ونقيب الصحفيين الأسبق، يحيى قلاش، إن الدولة فقدت أحد أهم أذرعها الناعمة، مشيراً إلى أن الصحافة كانت تلعب دورا كبيراً في الماضي من خلال شراكة حقيقية مع النظام.
وأضاف قلاش، خلال منشور عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «كان الزميل الراحل الأستاذ سامي متولي، مدير تحرير الأهرام ودينامو الجريدة، يقوم بالاتصال هاتفياً بالأستاذ إبراهيم نافع، عندما يتزامن موعد عقد اجتماع مجلس النقابة مع موعد طباعة الجريدة، لعرض ما تتضمنه الصفحه الأولى قبيل الأمر بالطبع».
وأضاف: «تصادف أن سمعته مرة أثناء الاتصال به يقول لا يا سامي، شيل المانشيت ده وغيره بحاجة تانية؛ فهمت من المناقشة أن المانشيت مرسل من جهة سيادية، فكان الرد الحاسم شيله يا سامي، ملكش دعوة».
وأوضح: «بعد انتهاء المكالمة، أجرى نافع اتصالاً مع رئيس هذه الجهة ليؤكد له أن الخبر لن يكون على صفحات الأهرام غذًا، وشرح له أنه غير مناسب ويحقق عكس المطلوب منه، ثم استكمل: أنا في اجتماع بالنقابة، وبعدين أبقى أشرح لك».
وتابع قلاش: «أتذكر ذلك الآن والحديث دائر عن احتفالية بلوغ جريدة الأهرام للعام المائة والخمسين، كما أتذكر كثيراً من مواقف مماثلة رؤساء التحرير الذين كان النظام يثق فيهم ويدينون له بالولاء، كانوا يعتبرون أنفسهم شركاء خلصاء للنظام ذلك ترك لهم حرية التقدير واختيار الطريقة وكيفية التأثير».
وأردف: «إذا كان الوضع يغري لأحد الأطراف أن يتصور أنه يأمر فيطاع، فإن النتيجة الحتمية عندما تواجه الدولة تحديات أو تخوض معارك هي فقدان ظهير إعلامي قوي، كأننا قد خسرنا قوة جبارة وجيش حقيقي مكبل بأوضاع مهنية واقتصادية واجتماعية بلغت حد الخطر، ولا نملك غير الأسى والإحساس بالفقد بعد انتهاء عهد القوة الناعمة التي كانت رغم كل الانتقادات عن ديمقراطية الهوامش، قادرة ومؤثرة ومتصدية وتحظى بثقة قطاعات كبيرة».
واختتم قلاش: «ما زال يحدونا الأمل أن نستعيد بعض هذه المكانة، فهذا ما نستحقه، فتاريخ صحافتنا يزيد عن أعمار بعض الدول».