من استقرار العملة إلى تراجع الأسعار.. المواطن المصري يشعر بالارتياح

تقرير: سمر أبو الدهب
شهدت السوق المصرية مؤخرًا تحسنًا ملموسًا تجلى في تراجع سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصري، وانخفاض معدل التضخم، وهو ما فتح بابًا واسعًا من الأمل للمواطنين بانفراجة وشيكة في أسعار السلع.
ويأتي هذا التحسن في سياق حزمة من الإجراءات الحكومية، التي كان أبرزها التوجيهات الوزارية المباشرة لخفض أسعار 640 سلعة، هذا التحرك الحكومي يُعد محاولة حاسمة لترجمة الاستقرار النقدي إلى واقع ملموس يشعر به المواطن، وخطوة ضرورية لاستعادة الثقة في قرب انتهاء الأزمة الاقتصادية.
انخفاض الدولار أساس للتعافي
وفي ذلك، قال الدكتور أحمد خلاف، الخبير الاقتصادي، في تصريح خاص لـ «الحرية»، إنه لم يكن تراجع سعر الدولار مجرد مصادفة، بل هو نتيجة مباشرة لجهود الحكومة في توفير السيولة الدولارية وتعزيز الثقة في الاقتصاد، وأن هذا الاستقرار في سعر الصرف، بعد فترة من التقلبات، يُعد بمثابة حجر الأساس الذي يُمكن البناء عليه لخفض تكاليف الإنتاج والاستيراد، فمع انخفاض قيمة الدولار، تتراجع تكلفة استيراد المواد الخام والسلع الوسيطة التي تُعد شريان الصناعة المحلية، مما يُفترض أن ينعكس بشكل طبيعي على أسعار المنتجات النهائية في الأسواق، ومع ذلك، فإن هذه المعادلة لا تتحقق دائمًا تلقائيًا، وهو ما دفع الحكومة للتدخل المباشر.
توجيهات وزارية لضبط الأسواق
وأضاف أن الحكومة أصدرت توجيهات وزارية حاسمة للقطاعات التجارية والصناعية بضرورة خفض أسعار 640 سلعة، إدراكًا منها أن التغيرات النقدية قد لا تنعكس بالسرعة المطلوبة على أسعار المستهلك، وهذه التوجيهات ليست مجرد دعوة، بل هي قرار يهدف إلى حماية المستهلك من أي محاولات لاستغلال فارق سعر الصرف لتحقيق أرباح غير مبررة، متابعًا: “تأتي هذه الخطوة في إطار سعي الحكومة لضمان أن ثمار الاستقرار الاقتصادي تصل إلى المواطن بشكل مباشر، مما يعزز من شعوره بالتحسن ويُعزز من ثقته في مسار التعافي الاقتصادي، وهذا التدخل المباشر يبعث برسالة قوية للمستهلكين بأن الدولة تقف إلى جانبهم في مواجهة التضخم وارتفاع الأسعار”.
إعادة الثقة للمستهلك مؤشر على قرب انتهاء الأزمة
وأضاف «خلاف»، أن تأثير هذه التوجيهات على ثقة المستهلك في غاية الأهمية، إذ أنه بعد فترة طويلة من ارتفاع الأسعار، يشعر المواطن بضغوط اقتصادية متزايدة، وعندما يرى أن هناك إجراءات حكومية ملموسة تُتخذ لخفض أسعار السلع الأساسية، فإن ذلك يولد لديه شعورًا بالطمأنينة والأمل في قرب انتهاء الأزمة الاقتصادية، مضيفًا أن هذا الشعور بالثقة لا يُعزز فقط من استقرار السوق، بل يُشجع أيضًا على زيادة الإنفاق والاستهلاك، مما يدعم النشاط الاقتصادي بشكل عام.
وأشار إلى إن ترجمة انخفاض الدولار إلى انخفاض حقيقي في أسعار السلع، تحت إشراف وتوجيهات حكومية، هو المفتاح لإعادة بناء الثقة في الاقتصاد المصري ودفع عجلة النمو للأمام.