مصر ترجع إلى العصور القديمة”: عمار علي حسن يحذر من أن اللائحة المالية الجديدة لمستشفيات الصحة النفسية “تهدد الفقراء بالعيش في الشارع

انتقد الدكتور عمار علي حسن، الكاتب والباحث في علم الاجتماع السياسي، اللائحة المالية الجديدة التي بدأ تطبيقها بمستشفى الأمراض النفسية والعصبية بالعباسية، محذرًا من أن ارتفاع تكلفة الإقامة اليومية إلى ما بين 150 و550 جنيهًا دون أن تشمل العلاج أو الغذاء، سيؤدي إلى تشريد المرضى النفسيين من الفقراء، ودفعهم إلى الشوارع، ما يشكل تهديدًا لأنفسهم وللغير.
وقال حسن، في تعليق نشره عبر صفحته على فيسبوك، إن هذه الإجراءات تمثل انهيارًا لمفهوم الرعاية الصحية المجانية، وعودة إلى “عصور ما قبل التاريخ”، مضيفًا: “كنا نقول إن السلطة الحالية أعادتنا إلى قرون غابرة في السياسة والتفكير والتسلط والجباية، لكن من الواضح أنها تعيدنا إلى الغابة”.
وفي مقارنة تاريخية لافتة، أشار إلى أن البيمارستان المنصوري الذي أُسس في القاهرة عام 1284، كان يوفر للمرضى النفسيين إقامة مجانية كاملة، تشمل الطعام والدواء والترفيه، إضافة إلى صرف كسوة ومبلغ من المال عند التعافي، لمساعدتهم على بدء حياة جديدة.
وأكد أن هذه الرعاية كانت تقدم في مصر منذ أكثر من سبعة قرون، بينما كانت أوروبا آنذاك “تشعل النار في مريض الفصام بزعم أن روحًا شريرة تسكنه”، على حد تعبيره.
ولفت إلى أن البيمارستان المنصوري احتوى أقسامًا متعددة لكل تخصص طبي، وكان يعمل به أطباء وصيادلة يصنعون الأدوية والمراهم وخيوط الجراحة، مضيفًا: “لمَّا أُهمل في أواخر القرن الثامن عشر، لم يبق فيه سوى المرضى العقليين، فصار يُطلق اسم ‘المورستان’ على مستشفى الأمراض النفسية، وجرى نقلهم إلى الخانكة ثم إلى العباسية”.
وأنهى حسن تعليقه بالتحذير من خطورة التخلي عن المرضى غير القادرين، قائلًا: “لم ترجع العربة إلى الخلف، إنما تاهت في الغابة المتوحشة”.