وزير المالية الإسرائيلي يطالب بالاستيلاء على غزة بالكامل.. وأسر الأسرى: هذا يعني حكم الإعدام لأبنائنا.

وزير المالية الإسرائيلي يطالب بالاستيلاء على غزة بالكامل.. وأسر الأسرى: هذا يعني حكم الإعدام لأبنائنا.

كتبت: أحلام كمال أبو قبلان

دعا وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، اليوم الأربعاء، إلى اتخاذ قرار عاجل بشن هجوم شامل على قطاع غزة واحتلاله بالكامل، مشيرًا إلى أن “القضاء العسكري التام على حركة حماس” هو الطريق الوحيد لتحقيق النصر، على حد وصفه.

وقال سموتريتش في تصريحات صحفية نقلتها وسائل إعلام عبرية: “آمل أن تتخذ الحكومة الإسرائيلية، خلال اجتماعها المرتقب غدا، قرارًا واضحًا بالهجوم على غزة كلها واحتلالها. لا يمكن القبول بأنصاف الحلول. يجب القضاء على حماس عسكريًا وبشكل كامل.”

وأضاف: “آن الأوان لحسم المعركة. يجب أن تعود غزة إلى السيادة الإسرائيلية الكاملة، وأن يُطرد منها كل من يشكل خطرًا على أمننا. هذه مسؤوليتنا أمام شعبنا وأمام مستقبل دولتنا.”

واعتُبر هذا التصريح من أخطر التصريحات التي صدرت عن مسؤول إسرائيلي رفيع منذ بدء العدوان على قطاع غزة، حيث عكس توجّهًا متصاعدًا داخل حكومة الاحتلال نحو تبنّي خيار الاجتياح البري الشامل وإعادة فرض السيطرة العسكرية الكاملة على القطاع

تصريحات سابقة: “غزة يجب أن تُدمّر”

جاء هذا التصعيد من جانب وزير المالية امتدادًا لمواقف سابقة كان قد أطلقها في مايو الماضي، حيث أكد حينها أن “النصر الإسرائيلي لا يتحقق إلا من خلال تدمير غزة بالكامل، وترحيل سكانها إلى دول أخرى.” وشدد في تصريحاته على أن إعادة بناء القطاع يجب أن تتم تحت السيادة الإسرائيلية الكاملة.

وأثارت تلك التصريحات حينها موجة إدانات محلية ودولية، وُصفت بأنها دعوة صريحة لسياسة التطهير العرقي والتهجير القسري.

رد حماس: تهديد بالإبادة واستمرار لسياسة التهجير القسري

اعتبرت حركة حماس تلك التصريحات “تهديدا صريحا بالإبادة الجماعية، واستمرارًا لسياسة التطهير العرقي التي تمارسها إسرائيل ضد أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.”

وأوضحت الحركة، في بيان صدر عنها حينها، أن التصريحات عكست النية المبيتة للاحتلال في مواصلة الجرائم بحق المدنيين العزل، كما كشفت، وفق البيان، زيف الادعاءات الإسرائيلية التي تزعم أن العمليات العسكرية تستهدف أهدافًا محددة.

ودعت الحركة المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري والعاجل لوقف ما وصفته بـ”العدوان الممنهج”، محذّرة من كارثة إنسانية غير مسبوقة في حال تنفيذ مخططات الاحتلال باجتياح غزة واحتلالها بالكامل.

مؤسسة الأمن الإسرائيلية تُحذّر: الخطة مدمّرة

عبّر رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية إيّال زامير عن معارضته الشديدة لأي خطة تتضمن احتلالًا كاملًا لغزة، مشيرًا إلى أن مثل هذه الخطوة “قد تقود إلى انهيار المنظومة العسكرية في القطاع، وتهدد حياة المختطفين الإسرائيليين المحتجزين هناك.”

وحذّرت تقارير أمنية من أن تنفيذ مخطط السيطرة الكاملة على غزة “سيُدخل إسرائيل في مستنقع سياسي وأمني لا يمكن الخروج منه بسهولة، ويحوّل القطاع إلى عبء دائم على الجيش الإسرائيلي”.

عائلات المختطفين الإسرائيليين: الاحتلال يعني إعدام أبنائنا

وانضمت عائلات المختطفين الإسرائيليين إلى رافضي الخطة، حيث قالت فيكي كوهين، والدة أحد الأسرى في غزة: “احتلال غزة يعني الحكم بالإعدام على أبنائنا. لا يمكن التضحية بهم من أجل أحلام سياسية متطرفة.”

وطالبت العائلات الحكومة بوقف أي خطط قد تُعرّض حياة المختطفين للخطر، مشيرة إلى أن التصعيد العسكري لن يُعيدهم بل سيُعرّضهم للقتل.

تحذيرات دولية: كارثة وشيكة

أصدرت منظمات دولية، بينها الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان، تحذيرات عاجلة من أن أي هجوم شامل على غزة قد يؤدي إلى إبادة جماعية جماعية وسيناريو كارثي لم يشهده العالم منذ عقود.

وأكدت المنظمات أن الوضع الإنساني في القطاع قد بلغ مرحلة “الانهيار الكامل”، مشيرة إلى أن أكثر من 2 مليون فلسطيني يعيشون تحت الحصار والقصف، في ظل نقص حاد في الغذاء والمياه والدواء.

ودعت عدة دول أوروبية وعربية إلى وقف فوري للتصعيد، وممارسة ضغوط على إسرائيل للامتناع عن تنفيذ تهديداتها.