طلعت طه في حديثه مع «الحرية»: الإخوان وحماس والصهاينة متعاونون لإسقاط مصر، ولم نقم بإغلاق معبر رفح على الإطلاق.

تظاهرات عناصر الكيان الإسلامي ضد مصر تخدم أجندات أمريكية وصهيونية
معبر رفح لم يُغلق من الجانب المصري إطلاقًا.. والاحتلال الإسرائيلي هو من يمنع دخول المساعدات إلى غزة
المتظاهرون في تل أبيب إما جهلاء أو ينفذون دافعًا أمريكيًا صهيونيًا.. وإسرائيل وحماس سبب المجاعة في غزة
مصر هي حائط الصد الأقوى والسند الحقيقي للشعب الفلسطيني
أمريكا لا تقدم شيئًا مجانًا.. وتتدخل فقط بعد إشعال الأزمات
ترامب يعاني من جنون عظمة ويريد أن يُخلد اسمه لألف عام.. وهو كذاب ومراوغ ويُغيّر مواقفه باستمرار
مصر تتخذ استراتيجيات لتقليل أضرار سد النهضة.. والتدخل العسكري هو الخيار الأخير في مواجهة الأزمة
الجيش المصري عقيدته الدفاع عن الأرض والسيادة مهما كلف الأمر
وسط تحديات إقليمية متصاعدة، وأزمات تفرض نفسها على المشهدين العربي والدولي، يتحدث المحلل السياسي طلعت طه حول ما وصفه بـ«التحركات الممنهجة» ضد مصر، متهمًا أطرافًا بعينها من بينها الإخوان، وحماس، والكيان الصهيوني بمحاولة إشعال المنطقة لحساب أجندات أمريكية وإسرائيلية.
وفي حواره مع «الحرية» يتناول طه دور مصر في دعم القضية الفلسطينية، ومصير أزمة سد النهضة، وتقييم سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ولايته الجديدة، ويكشف عن الأسباب الحقيقية وراء تظاهرات بعض العناصر ضد مصر من داخل تل أبيب.
وإلى نص الحوار:
كيف تابعت مشهد تظاهر بعض عناصر «الكيان الإسلامي» داخل تل أبيب ضد مصر؟
كان من الأولى أن يتظاهر هؤلاء الجماعات ضد الكيان الصهيوني الذي يقوم بإبادة شعب غزة، ولكن ما حدث من خروج هذه الجماعات للتظاهر ضد مصر، يُعد شكلًا من أشكال تنفيذ أجندات وأهداف محددة تخدم المصالح الأمريكية والصهيونية.
ولقد وقفت هذه الجماعات في تل أبيب تطالب مصر بفتح معبر رفح، وهنا يبرز التساؤل: متى أغلقت مصر معبر رفح من الأساس؟ فالمعبر لم يُغلق قط من الجانب المصري، وإنما الاحتلال هو من يمنع دخول المساعدات إلى أهلنا في غزة.
وحين نبحث عن دوافع هذه الجماعات للتظاهر، نجد أن الإجابة إما الجهل، أو أنها تنفذ دافعًا سياسيًا موجهًا يخدم المصالح الأمريكية الصهيونية، وحتى إذا افترضنا أن لهم حق التعبير، فلماذا لم يتطرقوا إلى المعابر الأربعة الأخرى؟
وبعيدا عن كل ذلك فمن هو المتسبب في المجاعة من الأساس؟، فالمتسبب في كل ذلك هي إسرائيل، ومعها حماس، التي كان يمكنها التفاوض بشكل أفضل يضمن دخول المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة.
وباختصار، الإخوان وحماس والصهاينة يجتمعون في هدف واحد، وهو السعي لإسقاط مصر، تمهيدًا للسيطرة عليها أو على غيرها من الدول العربية.
ما تقييمك للدور المصري في القضية الفلسطينية؟
مصر تمثل حائط الصد الأقوى والسند والداعم للدولة الفلسطينية، وبعيدًا عن الشعارات، يجب أن نطرح على أنفسنا سؤالًا مهمًا: إذا توقف الدور المصري تمامًا، فأي دولة ستتولى دعم القضية الفلسطينية؟
فهل هناك دولة أخرى تؤدي نفس الدور الذي تقوم به مصر في مساندة الشعب الفلسطيني سياسيًا وإنسانيًا؟
هل ترى أن الولايات المتحدة قادرة على إنهاء أزمة سد النهضة وإقناع إثيوبيا دون أن تدفع مصر ثمنًا مقابل ذلك؟
الولايات المتحدة لا تقوم بأي شيء دون مقابل، فالدوافع الأمريكية دائمًا مرتبطة بالمصالح، ولكن الأمر يختلف نسبيًا في حالة مصر، حيث إن ترامب يتبع نهج صناعة الأزمة ثم الظهور كبطل في حلّها، حيث يتعمد تفجير المشكلات، ثم يتدخل لاحقًا ليبدو وكأنه المنقذ.
وأما عن تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، في البرلمان الإثيوبي فهي ليست بجديدة، حيث إنه ذكرها من قبل العام الماضي، من خلال حديثه على أنهم أوشكوا على الانتهاء من السد، وأنه يدعو مصر والسودان إلى حضور حفل افتتاح سد النهضة والذي يقول عنه إنه عمل عظيم.
ومثل هذه التصريحات لا تؤثر على مصر بأي شكل من الأشكال، حيث إن القاهرة لا تتأخر أبدا في الرد على ما يخص الشأن الإثيوبي، وهي تعي تماما بما يحدث في سد النهضة.
والدولة المصرية تتخذ عدد من الاستراتيجيات من أجل التقليل من أضرار إنشاء سد النهضة، ونحن بإمكاننا الرد والدفاع عن أرضنا، لأن عقيدة الجيش المصري، والعقيدة السياسية تقول إننا ندافع عن الحدود المصرية ومقدرتنا مهما بلغ الأمر.
والمفاوضات مع إثيوبيا حول سد النهضة توقفت منذ العام الماضي، وهذا هو تصعيد خطير، ورغم ذلك الدولة المصرية لا تريد تصعيد الأمور أكثر من ذلك، وتمتلك الصبر الاستراتيجي، حرصا على عدم الدخول في أمر لا يُحمد عقباه للآخرين.
وأنا أرى أن القيادة السياسية تعي جيدا ما يمكن أن يحدث في حالة وجود خطر يتطلب طرق تصعيدية، ولكن التدخل العسكري، يعد الخيار الأخير، حيث إنه لم يتم اللجوء إليه ألا في حالة انتهاء كل الحلول السلمية، والرئيس السيسي أكد من قبل أنه لن يسمح لأي طرف بالتعدي على السيادة المصرية مهما كلفنا الأمر.

كيف تقيم سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ولايته الجديدة سواء على مستوى الشرق الأوسط أو على الصعيد الدولي؟
رأيي الشخصي ترامب يعاني من حالة جنون العظمة غير العادية، وهذه الحالة لم تكن موجودة في ولايته الأولى، فهو يسعى إلى ترسيخ صورة لنفسه كأعظم رئيس في تاريخ الولايات المتحدة، بل وربما لألف عام قادمة.
وترامب يعتبر أيضا كذابا ومراوغا، حيث إنه يظهر بألف وجه، كما أنه يُعرف بتناقضاته الصارخة، فهو كثيرًا ما يُصدر تصريحات ثم يعود ليتحدث بعكسها.
