أزمة في طب طنطا: استقالات جماعية تهز قسم النساء والتوليد وإجراء عاجل من العميد

قدّم 8 أطباء من أصل 15 في قسم النساء والتوليد بجامعة طنطا استقالاتهم دفعة واحدة، ما تسبب في أزمة حقيقية داخل القسم، وطرح تساؤلات حول ظروف العمل داخل الكلية والمستشفى الجامعي.
تحرّك عاجل من عميد كلية طنطا
فور الإعلان عن الاستقالات، تحرّك الدكتور أحمد غنيم، عميد كلية الطب بجامعة طنطا، بشكل فوري، حيث قرر عقد اجتماعًا طارئًا مع إدارة القسم ونوابه لمناقشة أسباب الأزمة والبحث عن حلول عاجلة لاحتوائها، واتخاذ خطوات مبدئية لمعالجة الوضع قبل أن تزداد الاستقالات وتؤثر على سير العمل داخل القسم الحيوي.
شهادات أطباء طنطا المستقيلين
وفي تصريحات صادمة، كشف الأطباء المستقيلون عن ظروف عمل قاسية ولا إنسانية، حيث أُجبروا على العمل في نوبات تمتد لـ 72 و82 ساعة متواصلة دون نوم كافٍ، وكانوا ينامون على الأرض أو فوق كراسي المرضى.
وقالت الطبيبة رنين جبر: “قالولنا وجودكم مش مرحب بيه.. قدموا استقالاتكم وامشوا”.
كما أشاروا إلى أن النوم لم يكن مسموحًا به إلا بعد إذن مباشر، وسط تهديدات مستمرة بـ”تبنيش” الدفعة بأكملها إذا أخطأ أحدهم.
وأضافوا أن بيئة العمل كانت خالية من الدعم النفسي أو المهني، ما فاقم شعورهم بالإهانة والإرهاق.

غياب الحد الأدنى من حقوق الأطباء
وقالت الطبيبة سارة مطاوع وزملاؤها، إن “القسم لم يوفر لهم أي مكان مخصص للراحة، ولا حتى حمامًا لائقًا، لم يكن يُسمح لهم بالحصول على إجازات، أو حتى وقت مخصص للأكل أو الصلاة، ورغم وعود الجامعة بأن نيابة القسم تتيح فرصًا للتعلم والتسجيل للماجستير، إلا أن الواقع كان مختلفًا تمامًا، حيث لم يتحقق أي تطوير علمي خلال فترة النيابة”، بحسب قولهم.

أزمة الأطباء في مصر
وتجدر الإشارة، إلى أنه بين عامي 2019 ومارس 2022، استقال أكثر من 11,536 طبيبًا من القطاع الحكومي المصري.
حاليًا، تُسجل نحو 12 استقالة يوميًا، بحسب ما صرّح به الدكتور خالد أمين، الأمين العام المساعد لنقابة الأطباء في يناير 2025.
الأسباب الجذرية للاستقالات
– ضعف الرواتب مقابل ضغط العمل الشديد.
– ظروف عمل مرهقة، وغياب بيئة تعليمية أو تدريبية مناسبة.
– القلق من قانون المسؤولية الطبية، الذي يثير مخاوف الأطباء من تعرضهم للمساءلة والعقوبات دون حماية كافية.