الحزب الليبرالي: انتخابات مجلس الشيوخ تفتقر للمضمون الديمقراطي والإقبال لم يتجاوز 5%

وصف الحزب الليبرالي المصري انتخابات مجلس الشيوخ 2025 بأنها “استعراض شكلي بلا مضمون ديمقراطي”، منتقدًا ما اعتبره غيابًا شبه كامل للمنافسة الحقيقية، وتدنيًا غير مسبوق في نسب المشاركة، والتي قال إنها لم تتجاوز في أفضل التقديرات 5%.
جاء ذلك في بيان أصدره الحزب مساء الثلاثاء 5 أغسطس، عقب إغلاق صناديق الاقتراع في اليوم الثاني والأخير من التصويت، حيث قدّم تقييمه النهائي للعملية الانتخابية، مؤكدًا أنها افتقرت إلى الحد الأدنى من المعايير الديمقراطية، وأظهرت أزمة ثقة عميقة بين المواطن المصري والعملية السياسية.
وقال الحزب إن كوادره رصدت خلال اليومين الماضيين حالات توزيع مساعدات نقدية وعينية بالقرب من بعض اللجان، إلى جانب استمرار الدعاية الانتخابية لبعض الأحزاب بالتزامن مع التصويت، واعتبر أن هذه الممارسات، رغم محدوديتها، تشكّل انتهاكًا صارخًا لمبدأ تكافؤ الفرص، وتُفقد العملية الانتخابية مصداقيتها.
وانتقد البيان أيضًا غياب التنافسية الحقيقية في أغلب الدوائر الانتخابية، مشيرًا إلى أن الانتخابات جاءت “نتاجًا لسياسات متعمدة تهدف إلى تفريغ المؤسسات التشريعية من دورها الفعلي”، ما أدى إلى عزوف شعبي واسع النطاق عن المشاركة.
مع ذلك، ثمّن الحزب الجهود التي بذلها بعض القضاة المشرفين على العملية الانتخابية، والإجراءات التنظيمية الجيدة التي تم رصدها في عدد من مراكز الاقتراع، ولا سيما ما يتعلق بتسهيل التصويت لذوي الاحتياجات الخاصة، مؤكدًا أن نقده موجّه للنظام الانتخابي ككل، وليس للأفراد العاملين في الميدان.
واختتم الحزب بيانه بمطالبة السلطات بـفتح تحقيق مستقل ونزيه في جميع المخالفات التي تم توثيقها، داعيًا إلى مراجعة شاملة للنظام الانتخابي من أجل ضمان تنافسية حقيقية في المستقبل، واعتبر أن ما جرى “فرصة ضائعة لبناء الثقة بين المواطن والدولة”.
وأكد الحزب أنه سيواصل دوره الرقابي خلال مرحلة الفرز وإعلان النتائج، مجددًا تمسكه بمعارضة بنّاءة تسعى للإصلاح الجاد، لا النقد المجاني، مشددًا على أن “الخروج من الأزمة الراهنة يتطلب الاعتراف بالشروخ السياسية والعمل بصدق على معالجتها”.