خبير في العلاقات الدولية لـ«الحرية»: كلمة الرئيس أكدت على تجنب إسرائيل للشروع في أي حل سياسي ورفضها للخيارات الدبلوماسية

قال أحمد العناني، خبير العلاقات الدولية، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي التي ألقاها اليوم جاءت واضحة وصريحة، محملة برسائل سياسية هامة، أبرزها الكشف عن حجم التسييس الذي تتعرض له القضية الفلسطينية، خاصة ما يحدث في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الرئيس سلط الضوء بشكل مباشر على تعمد إسرائيل إغلاق الأفق السياسي ورفضها للحلول الدبلوماسية.
خبير علاقات دولية: كلمة الرئيس السيسي رسالة قوية ضد تعنت إسرائيل
وأكد العناني في تصريح خاص لـ “الحرية” أن الرئيس السيسي أوضح بشكل لا لبس فيه أن معبر رفح مفتوح من الجانب المصري، وأن مصر قامت بترميمه وإصلاحه بالكامل، إلا أن الجانب الإسرائيلي هو من يعرقل دخول المساعدات الإنسانية، وهو ما يعني أن الأزمة لا تتعلق بمصر، بل باتعنت الإسرائيلي المتعمد لمنع وصول الدعم الإنساني للقطاع.
وأشار إلى أن الرئيس وجه رسالة قوية إلى المجتمع الدولي والضمير الإنساني العالمي، محذرًا من خطورة الصمت الدولي، وطالب بتكثيف الضغوط الأمريكية والدولية على إسرائيل للسماح بدخول المساعدات الإنسانية، لافتًا إلى أن العلاقات المصرية الأمريكية يمكن أن تُستخدم كرافعة ضغط في هذا الملف الحساس، خصوصًا مع استمرار تل أبيب في فرض شروطها التعجيزية.
وتطرق العناني إلى ما أشار إليه الرئيس السيسي بشأن الاجتياح الكامل لمدينة رفح والاحتلال المحتمل لقطاع غزة بالكامل، مؤكدًا أن هذه الخطوة ستزيد الوضع تعقيدًا في المنطقة، وهو أمر لا تريده مصر ولا ترغب فيه دول الإقليم، موضحًا أن إسرائيل تحاول سكب الزيت على النار بجرّ المنطقة إلى مزيد من التصعيد.
وفيما يخص ملف الأسرى، قال العناني إن مصر تبذل جهودًا كبيرة في هذا الشأن، والرئيس السيسي شدد على ضرورة تنفيذ صفقة تبادل تشمل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، كجزء من حل متكامل يضع حدًا للتصعيد ويوفر بيئة سياسية مناسبة للمفاوضات.
وأكد العناني أن خطاب الرئيس اليوم كان ضروريًا في ظل تصاعد التعنت الإسرائيلي، حيث أوضح الموقف المصري بشكل شفاف للرأي العام الدولي، بهدف كشف الحقائق، وحشد التأييد العالمي، وتفعيل دور المجتمع الدولي في وقف نزيف الدم الفلسطيني وضمان وصول المساعدات دون شروط.