نتنياهو وقرار السيطرة على أنقاض غزة: إتمام الإبادة بدعم أمريكي وسكوت إسلامي

نتنياهو وقرار السيطرة على أنقاض غزة: إتمام الإبادة بدعم أمريكي وسكوت إسلامي

اتخذ نتنياهو قرار احتلال أطلال غزة، لأن غزة لم تعد موجودة. أصبحت خرابًا وركامًا ونعوشًا. مدينة بلا أي شيء. لا مستشفيات، لا مساجد، لا كنائس، لا مدارس، لا جامعات. فقط يوجد في غزة هياكل بشر: جوعى، أو مرضى، أو على وشك الهلاك.

نتنياهو قرر أن يستكمل الإبادة، وترامب يقدم له الأضواء الخضراء والزرقاء والدعم الكامل. ومعه أوروبا، ما عدا إسبانيا وإيرلندا. وبرغم أن فرنسا تسوّق للاعتراف بدولة فلسطين، وكذلك مالطا وإنجلترا، وهي أصل البلاء للشعب الفلسطيني، إلا أن كل الاعترافات بدولة فلسطين لا تساوي حتى الورق.

فلسطين معترف بها من دول أكثر من الدول المعترفة بالكيان الصهيوني، فهل منع هذا الإبادة؟ فرنسا وإنجلترا وألمانيا لم تقاطع إسرائيل، ولم تخرجها من الاتفاق الأوروبي. إذن، ما هي قيمة الاعتراف؟

أمس خرج أكثر من ١٥٠ الف أسترالي أو أكثر، ومثلهم في هولندا وإسبانيا وإيرلندا، وغيرهم من دول العالم.

وفي حفلات المطربين والمشاهير وفي السياسة، الكل أجمع على الإبادة والتجويع.

ولكن ماذا كان رد الكيان الإسرائيلي؟ احتلال غزة.

هل في ظل استعداد نتنياهو لاحتلال غزة واستكمال الإبادة، كيف هو وضع الإخوة المسلمين؟ أليس من المفترض أن يستيقظ ضميرهم؟ نام، أو مات. ألم يعلم هؤلاء أن فقدان غزة لن يمنع اليهود الصهاينة من احتلال أي مدينة عربية؟ لم يتبقَّ غير مصر.

من ماذا؟ من مخطط أول رئيس وزراء لإسرائيل، ليفي أشكول، الذي قال: “لا بد أن تُفكك ثلاث دول عربية: العراق، وسوريا، ومصر”. ونجحوا في ذلك. والباقي: مصر. وإن سقطت غزة، فالدور مليون في المئة على مصر.

اليهود الصهاينة تقدّم لهم أوروبا وأمريكا كل الدعم، لعدة أسباب؛ أهمها: ألا يعودوا إلى أوروبا مرة أخرى. والسبب الثاني: قوة ضغط اللوبي الصهيوني على قادة الدول، لأن أغلبهم ملطوطين في فضائح إبستين.

أنقذوا غزة. للمرة المليون، غزة خط الدفاع الأول عن سقوط العالم العربي في قبضة الصهاينة.

انظروا على الخريطة. الكيان الإسرائيلي من الفرات إلى النيل. هم لم يختبئوا، ولم يخافوا. هم أوقح شعوب الأرض. والدليل: هل استطاع العالم كله، بكل فئاته الآن، أن يندد أو يغضّ في وجوههم؟ في كل مكان، أصبحوا منبوذين. وبرغم ذلك، مستمرون في القتل، والإبادة، والاحتلال.