سيدني سويني تثير الجدل بإعلانها عن ‘أمريكان إيغل’ وتسجيلها كناخبة جمهورية، مما يثير نقاشات سياسية وثقافية

سيدني سويني تثير الجدل بإعلانها عن ‘أمريكان إيغل’ وتسجيلها كناخبة جمهورية، مما يثير نقاشات سياسية وثقافية

أحدثت سيدني سويني، الممثلة الأمريكية الشابة، موجة واسعة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، بعد ظهورها في إعلان جديد لعلامة الملابس “أمريكان إيغل”، بالتزامن مع الكشف عن تسجيلها كناخبة في الحزب الجمهوري بولاية فلوريدا.

الإعلان الذي بدا عاديًا في ظاهره، تسبّب في حالة من الانقسام، واعتُبر من قبل البعض حملة لها أبعاد سياسية وثقافية غير محسوبة.

سيدني سويني تواجه انتقادات بسبب إعلان “جينز” ورسائل متداخلة

في تفاصيل الحملة الدعائية التي أثارت الجدل، ظهرت سيدني سويني في إعلان لعلامة American Eagle، حيث قالت عبارة: “Sydney Sweeney has great genes” (سيدني سويني لديها جينات رائعة)، قبل أن يتم تعديل الكلمة لاحقًا إلى “jeans” (جينز).

وفي الإعلان، تحدثت عن “جيناتها” التي تحدد شكل عينيها وشخصيتها وشعرها، قبل أن يتحول الحديث إلى سراويل الجينز الزرقاء، في مزج بين كلمتي “جينات” و”جينز” الإنجليزية.

هذا اللعب اللغوي لم يمرّ مرور الكرام، حيث اعتبره عدد من النشطاء والنقّاد تلميحًا غير مناسب، خاصة في ظل النقاشات الحادة في الولايات المتحدة حول التمييز العنصري والتنوع العرقي.

وأشار بعضهم إلى أن الإعلان قد يُفهم على أنه ترويج لفكرة “التفوق الوراثي”، وهو ما يذكّر بنظريات “اليوجينيكا” التي تسعى لتحسين الجنس البشري عبر الانتقاء الجيني، وهي نظريات ارتبطت في السابق بأفكار عن تفوق العرق الأبيض.

سيدني سويني

تزامن الحملة مع السجل الانتخابي لسويني زاد من حدة الجدل

ما زاد من تعقيد الموقف هو توقيت الحملة، الذي جاء متزامنًا مع الكشف عن أن سيدني سويني مسجّلة كناخبة في الحزب الجمهوري بولاية فلوريدا منذ يونيو 2024، أي بعد وقت قصير من إدانة دونالد ترامب في قضية جنائية، وقبل فوزه في الانتخابات الأمريكية نوفمبر الماضي.

رأى البعض أن الجمع بين هذه المعلومات – ظهورها في حملة قد تُفسر بأنها تحمل دلالات “تفوقية” وتسجيلها كجمهورية – قد يُنظر إليه على أنه تأييد ضمني لمواقف سياسية معينة، حتى لو لم تكن سويني قد صرّحت بشيء علني في هذا السياق.

وربط منتقدون بين الإعلان ومواقف الحزب الجمهوري في قضايا التنوع والمساواة، مما أضاف أبعادًا سياسية غير مقصودة إلى الحملة الإعلانية.

سويني ليست جديدة على الانتقادات السياسية: واقعة سابقة مع قبعات “ترامب”

هذه الحادثة ليست الأولى التي تتعرّض فيها سيدني سويني لانتقادات تتعلق بانتمائها السياسي. ففي عام 2022، نشرت صورًا من حفل عائلي على إنستغرام، ظهرت فيه قبعات شبيهة بشعار حملة ترامب الشهير “لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا” (MAGA).

حينها، خرجت سويني لتنفي أي دلالة سياسية للحفل، وأكدت أن المناسبة كانت عائلية بحتة، مطالبة المتابعين بعدم إسقاط التوقعات السياسية على حياتها الخاصة.

لكن مع تراكم هذه الوقائع، بدأ البعض في ربط مواقف سويني الشخصية بخياراتها المهنية، واعتبروا أن هذه الأمور لم تعد مجرد مصادفات منفصلة، بل تعكس ميلًا سياسيًا واضحًا.

سيدني سويني
سيدني سويني

دونالد ترامب يرحّب بانتماء سيدني سويني السياسي ويمتدح إعلانها

في خضم هذه العاصفة، كان للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب رد فعل واضح، حيث أبدى سعادته حين علم أن سيدني سويني تنتمي للحزب الجمهوري.

وخلال مؤتمر صحفي في ولاية بنسلفانيا، علّق ترامب قائلاً: “أوه، الآن أحب إعلانها… إذا كانت سيدني سويني جمهورية مسجلة، فأعتقد أن إعلانها رائع”، وذلك حسب ما نشرته صحيفة “نيويورك بوست”.

ترامب لم يخفِ إعجابه بالحملة التي أصبحت محل جدل، واعتبرها تمثل نموذجًا جريئًا في مجال الإعلانات، خاصة في وقت يتزايد فيه استهداف الشخصيات العامة ذات التوجهات المحافظة من قبل ما يُعرف بـ”ثقافة الإلغاء”.

الجمهوريون يدافعون عن سيدني سويني وينتقدون “ثقافة الإلغاء”

لم يكن ترامب وحده في صف سيدني سويني، بل تلقّت دعمًا واسعًا من شخصيات جمهورية وإعلاميين محافظين، وصرّح ستيفن تشيونغ، مدير الاتصالات في حملة ترامب، أن الهجوم على سويني يعكس ما وصفه بـ”الهيستيريا الثقافية”، وأن ردود الفعل المبالغ فيها تمثل “مثالًا جديدًا على ثقافة الإلغاء التي تسعى لإسكات أي صوت لا يتماشى مع التيار السائد”.

وبينما لم تُعلّق سويني حتى الآن بشكل مباشر على الانتقادات أو على انتمائها السياسي، يُتوقع أن تصدر بيانًا توضيحيًا خلال الأيام المقبلة، بحسب بعض وسائل الإعلام الأمريكية.

بين التمثيل والإعلان والسياسة: مسيرة فنية في دائرة الضوء

بعيدًا عن السياسة، تعد سيدني سويني من أبرز الوجوه الشابة في هوليوود خلال السنوات الأخيرة، اشتهرت بدورها في مسلسل Euphoria، حيث لعبت دور “كاسي”، وفي مسلسل The White Lotus، الذي حاز على عدة جوائز. وتمتاز بأدائها القوي وقدرتها على تجسيد شخصيات معقدة، مما جعلها تحظى بإشادة النقاد والجمهور على حد سواء.

لكن التحوّل الملحوظ في تعامل الجمهور معها لم يأتِ بسبب أدوارها الفنية فقط، بل نتيجة تداخل حياتها الشخصية واختياراتها السياسية والإعلانية مع صورتها العامة، في وقت أصبح فيه الفصل بين ما هو فني وما هو سياسي أكثر صعوبة.

نرشح لك: محمد رمضان يعلن موعد طرح فيلمه الجديد “أسد”
وفاء عامر تكسر صمتها وتكشف حقيقة التجارة في الأعضاء البشرية