تفاصيل التحقيقات في وفاة أطفال المنيا بعد نقلهم إلى مستشفى العباسية

تفاصيل التحقيقات في وفاة أطفال المنيا بعد نقلهم إلى مستشفى العباسية

قررت النيابة العامة بالمنيا، تحت إشراف المستشار محمد أبو كريشة، المحامي العام الأول، في قضية وفاة أطفال المنيا ووالدهم إيداع “أم هاشم أ.” والدة الضحايا، مستشفى العباسية للصحة النفسية والعصبية 30 يومًا تحت الملاحظة والعلاج، ومتابعة النيابة تقارير حالتها مع الأطباء، وذلك بعد التأكد أثناء التحقيقات من عدم سلامة قواها العقلية والنفسية.

ووفقا لمصادر في النيابة العامة لم يُوجَّه لأم أطفال دلجا الـ 7 أي اتهام، وما تزال التحقيقات سارية، واستعجلت جهات التحقيق تحريات رجال المباحث حول الحادث وملابساته؛ لبيان كيفية وصول المادة السامة إلى طعامهم الذى تناولوه.

خضعت للعلاج النفسي في فترة طلاقها

وأوضحت المصادر أنه تبين أثناء تحقيقات النيابة العامة أن الأم غير متزنة، وأفادت أسرتها بأنها خضعت للعلاج النفسي في فترة طلاقها؛ لذا قررت النيابة وقتها الكشف عليها من طبيب متخصص في الأمراض النفسية والعصبية بمستشفى المنيا، وأكد تقريره أنها تعاني بالفعل من مرض نفسي وعقلي بدرجة تشكِّل خطورة على نفسها وعلى الآخرين، وأوصى بإيداعها بالمستشفى، وتم عرض التقرير على شقيقيها، ولكنهما رفضا حجزها في المستشفى على الرغم من خطورة حالتها، فقررت النيابة بناء على صلاحياتها إيداعها بمستشفى العباسية.

وكانت أم أطفال المنيا قالت في التحقيقات إنها تناولت الطعام مع أبنائها وزوجها، وإنها شعرت بمرارة في الخبز، وأوضحت أن زوجة الأب هي التي أحضرته لهم، وأكدت أنها تناولت منه، وأرسلت لحماها وحماتها أيضًا نفس الخبز، ولم يحدث لهم أي شىء.

الفحص المعملي: الخبز به مادة الـ “كلورفينابير” السامة

وتبين بعمل الفحص المعملي الذي أجراه الطبيب الشرعى أن آثار مادة الـ “كلورفينابير Chlorfenapyr” السامة كانت موجودة في معدة الأطفال الـ3 الذين توفوا فى البداية، والذين استخرجت النيابة العامة جثامينهم لتشريحها وفحصها.

وواصلت النيابة تحقيقاتها مع زوجة الأب الثانية التي أحضرت الخبز لهم، وأفادت بأنها كانت ترعى أبناء زوجها ما عدا الطفل الأصغر طوال 5 سنوات، هي فترة طلاق أمهم قبل أن تعود إلى زوجها في عيد عيد الفطر الماضى.

شائعة الالتهاب السحائي

يذكر أن التشخيص المبدئي لأطفال قبل وفاتهم كان قيئًا وحمى وتشنجات، وهو ما رجح وقتها أن يكونوا مصابين بمرض الالتهاب السحائي، وهو مرض مُعدٍ، أثار ذعراً، ولكن وزارة الصحة نفت هذه الشائعة، موضحة أن الالتهاب السحائي ينتج عن التهاب الأغشية المحيطة بالمخ والحبل الشوكي (السحايا)، وقد يكون ناتجًا عن ميكروبات (بكتيريا، وفيروسات، وفطريات، أو طفيليات)، أو لأسباب غير ميكروبية مثل (الأورام، والأدوية، والعمليات الجراحية، أو الحوادث).

وأشارت إلى أن هذا النوع البكتيري المعدي سيطرت عليه مصر منذ 1989، وانخفض معدل الإصابة إلى 0.02 حالة لكل 100,000 نسمة.

وجاء تقرير الطب الشرعي بعد تشريح الجثامين الـ 7 ليوضح السبب الحقيقي للوفاة، وهو تناول مادة الـ “كلورفينابير” السامة، وهي مادة تقضي على آفات الزرع والحشرات عن طريق تعطيل عملية إنتاج الطاقة داخل خلايا الجسم؛ مما يؤدي إلى فشل شامل وموت الأنسجة، وهو ما حدث مع أطفال المنيا ووالدهم.