مظهر شاهين يهاجم جماعات الإسلام السياسي: الخائن في ثوب داعية هو من يمد يده للمحتل | حوار

مظهر شاهين يهاجم جماعات الإسلام السياسي: الخائن في ثوب داعية هو من يمد يده للمحتل | حوار

في حوار صريح مع موقع الحرية، فتح الشيخ مظهر شاهين النار على جماعات الإسلام السياسي، متهمًا إياها بالتقارب مع الاحتلال في لحظة مفصلية تمر بها المنطقة، واصفًا ذلك بأنه ليس تحوّلًا طارئًا، بل “كشفٌ لوجه قديم كان يتخفى خلف شعارات دينية براقة”.

ورأى شاهين أن ما يحدث اليوم من تقارب معلن بين بعض الفصائل المؤدلجة وقوى الاحتلال “يمثل خيانة مكتملة الأركان، للعقيدة قبل أن تكون للوطن”، معتبرًا أن الجماعة التي ترفع شعار “الإسلام هو الحل” لم تتخذ من الدين طريقًا للعدل، بل “وسيلة للوصول إلى السلطة ولو على جثة الوطن”.

وحذّر شاهين من خطورة المرحلة الراهنة، مشيرًا إلى أن الخطر لم يعد خارجيًا فحسب، بل بات يتسلل من الداخل عبر أدوات تتستر بالدين وتسعى لتفتيت الدولة من داخلها. كما حمّل تلك الجماعات مسؤولية التحالف مع أعداء الأمة فقط لأن الرئيس عبد الفتاح السيسي أسقط مشروعهم في 30 يونيو، ووقف سدًّا منيعًا في وجه محاولاتهم لاختطاف الدولة وإعادة تشكيل هويتها.

وإلى نص الحوار:

كيف ترى التقارب الأخير بين الجماعات الإسلامية والاحتلال؟ وهل ترى فيه تحولا مفاجئًا؟

أولًا: عن التقارب بين جماعات الإسلام السياسي والاحتلال

هذا التقارب ليس تحولًا مفاجئًا، بل هو امتداد طبيعي لمنهج قائم على البراغماتية السياسية، حيث لا قيمة للوطن، ولا حرمة للأرض، ولا مكانة للشعب في ميزان جماعة لا تؤمن إلا بما يخدم مشروعها.

نعم، قد يبدو للبعض أن هذا المشهد جديد أو صادم، لكن الحقيقة أن الجماعات المؤدلجة، كجماعة الإخوان وغيرها من تيارات الإسلام السياسي، اعتادت عبر تاريخها أن تُقدِّم “الغاية” على “الوسيلة”، ولو كانت تلك الوسيلة هي التحالف مع العدو ذاته.

اقرأ أيضًا: أمين تنظيم حزب الريادة لـ”الحرية”: “الإسلامي الصهيوني” امتداد ممنهج لمشروع الإخوان التخريبي

من وجهة نظري، هذا ليس تحولًا بقدر ما هو كشف لوجه قديم كان يتخفى خلف شعارات دينية براقة، فالجماعة منذ نشأتها لم تجعل من تحرير الأوطان أو مقاومة الاحتلال هدفًا، بل جعلت هدفها هو السلطة بأي ثمن.

لا تنسَ أنهم وقفوا ضد حركات المقاومة الوطنية في مصر، وكانوا أول من سارع إلى مهادنة الاستعمار البريطاني قبل الثورة، وتحالفوا مع الإنجليز ضد خصومهم السياسيين، ثم كرروا هذا النمط مع الأمريكان في العصر الحديث، وهو ما نراه يتكرر اليوم بصيغ جديدة.

كيف ترى توقيت هذا التقارب؟

التوقيت يحمل دلالة خطيرة، فبينما تمر الأمة العربية بعدة تحديات مصيرية، ويشتعل الوضع في فلسطين، وتُستهدف الثوابت والهويات، يخرج هذا التلاقي المشبوه ليكشف أن هذه الجماعات لا تتحرك إلا حين تضعف الجبهة الداخلية وتشتد الضغوط الخارجية.

فهم لا يعملون لنصرة قضايا الأمة، بل يستثمرونها لمصالحهم، وحين يرون أن بعض القوى الدولية قد تستغلهم كورقة ضغط أو نفوذ في المنطقة، يسارعون لعرض خدماتهم، ولو كان الثمن هو الدم الفلسطيني أو السيادة الوطنية.

اقرأ أيضًا: مظهر شاهين يكتب لموقع الحرية: ماذا يدور في عقل الرئيس؟| قراءة موسّعة في هموم الوطن ومسؤوليات القائد – (3/4)

لا يمكن توصيف هذا السلوك إلا بأنه خيانة مكتملة الأركان، لأنها خيانة للعقيدة قبل أن تكون خيانة للوطن، فالإسلام الذي يرفعونه شعارًا بريءٌ من هذا التلون والانبطاح.

الإسلام لا يرضى بالتحالف مع محتل، ولا يقبل باستغلال الدين لتبرير خيانة الأمة.

لكن هؤلاء حرفوا الشعار عن محتواه، فبدل أن يكون الدين منطلقًا للحق والعدل، صار وسيلة للوصول إلى الحكم، ولو على جثة الوطن.

ولذلك، فشعار “الإسلام هو الحل” عندهم لم يكن يومًا لحل مشكلات الأمة، بل لحل معضلتهم في الوصول إلى السلطة.

كيف يمكن أن يتعامل الداخل المصري مع هذه التحولات؟

الداخل المصري يجب أن يعي أن التهديد لم يعد فقط من الخارج، بل من الداخل أيضًا، عبر وكلاء وأدوات تتخفى تحت غطاء الدين، لكنها في حقيقتها تحمل مشروعًا تفتيتيًا يهدد أمننا القومي ووحدتنا.

على الدولة أن تظل يقظة، وعلى الشعب أن يكون مدركًا لحجم التحدي، وألا يُخدع مجددًا بشعارات جوفاء.

لابد من تحصين وعي الأجيال، وتعزيز الثقة بين الدولة والمجتمع، ودعم مؤسساتنا الوطنية، لأن مصر ستظل مستهدفة ما دامت قلب الأمة، ودرعها، وسورها الأخير.

اقرأ أيضًا: أسعد هيكل: حل جماعة الإخوان المسلمين في مصر قد يُحدث انفراجة سياسية

من المؤسف أن جماعات الإسلام السياسي باتت لا ترى عدوًّا لها إلا الرئيس عبد الفتاح السيسي، فاختزلت صراعاتها في شخصه، وكرّست كل جهدها لمحاولة النيل من صورته بأي وسيلة، حتى وإن كان ذلك عبر التحالف مع أعداء الأمة والتنكر لقضاياها الكبرى.

وليس هذا العداء وليد خلاف سياسي عابر، بل سببه الجوهري أن الرئيس انحاز بوضوح لإرادة الشعب المصري في 30 يونيو 2013، وأسهم في إسقاط مشروعهم، وقطع الطريق على جماعتهم التي كادت تختطف الدولة وتعيد تشكيل هويتها وفق أجندة لا علاقة لها بالدين ولا بالوطن.

كما ازداد سُخطهم عليه حين ثبت على مواقفه الوطنية في وجه الضغوط الخارجية، ورفض مشروعات التهجير أو تصفية القضية الفلسطينية، رغم أن هذه المشاريع تمثل جوهر التحالف بين خصوم مصر التاريخيين وبعض قوى الإسلام السياسي.

 

فكلما تمسّك الرئيس بثوابت الدولة المصرية، وواجه تلك المخططات بإرادة مستقلة، ازدادت شعبيته، واتسعت الفجوة بينهم وبينه، وتعاظمت خيبتهم أمام الداخل والخارج.

لكن المفارقة أن محاولاتهم المحمومة لتشويه صورته لم تُفلح في النيل منه، بقدر ما أسقطت هيبتهم، وفضحت زيف خطابهم، وكشفت عن حقيقتهم أمام الشعوب.

اقرأ أيضًا: أستاذ قانون دولي لـ«الحرية»: المتظاهرون ضد السفارة المصرية في تل أبيب عملاء للموساد

لقد أظهروا أنفسهم على حقيقتهم دون حاجة منّا لبذل جهد في فضحهم، فلو أردنا أن نُظهر هذا الوجه القبيح، ما كنا لنبلغ ما بلغوه بأيديهم من تشويه صورتهم وسقوط خطابهم.

وفي الختام، أقولها بوضوح: من يمدّ يده للمحتل، لا دين له ولا وطن.

ومن يتاجر بالقرآن ليصل للحكم، لا يعرف من الإسلام إلا قشوره.

ومن يجعل عدوه صديقًا ليكيد لوطنه، فهو خائن في ثوب داعية، وعميل في زي مصلح.

نسأل الله أن يحفظ مصر، وأن يكشف كل متستر بالدين وهو أبعد الناس عن جوهره.