رصف مفقود وشوارع غير آمنة: القاهرة تفتقر إلى مساحات للمشاة، ودعوات لإجراءات ملموسة ورفع مستوى الرقابة

رصف مفقود وشوارع غير آمنة: القاهرة تفتقر إلى مساحات للمشاة، ودعوات لإجراءات ملموسة ورفع مستوى الرقابة

كتبت: سمر أبو الدهب

“رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة”، لكن في شوارع القاهرة الكبرى، غالبًا ما تبدأ بحفرة أو عائق يجبرك على النزول إلى الشارع، مجازفًا بحياتك.

فبين الأرصفة المهدمة، والباعة الجائلين، وسيارات الركن الخاطئ، يجد المشاة أنفسهم في صراع يومي من أجل الوصول إلى وجهاتهم بأمان.

الأرصفة.. مساحات مُحتلة لا للمشاة

تُعد الأرصفة مساحة المشاة الآمنة، إلا أنها في كثير من الأحيان تكون مُحتلة بالكامل، فتقول “نجوى” (٤٥ عامًا)، ربة منزل: “أضطر للسير في منتصف الشارع يوميًا لأن الرصيف أمام بيتي مليء بالباعة الجائلين، وهذا يشعرني بالخوف على سلامة أولادي وهم ذاهبون أو عائدون من المدرسة”.

الأمر لا يقتصر على الباعة، بل يمتد إلى أصحاب المحلات التجارية الذين يعرضون بضاعتهم على الرصيف، أو أصحاب السيارات الذين يجدون في الرصيف موقفًا سهلًا، وهذا ما أكده “هاني” (٢٧ عامًا)، موظف بإحدى شركات القطاع الخاص، مضيفًا: “أرصفة شارعنا مكسرة ومليئة بالسيارات، أحيانًا أُجبر على المشي في وسط الطريق المزدحم، وأشعر أن السائقين لا يعيرون المشاة أي اهتمام”.

الإضاءة والسلامة.. تحديات تؤرق الجميع

تعتبر السلامة أولوية قصوى للمشاة، إلا أن نقص الإضاءة في العديد من الشوارع الجانبية يُشكل خطرًا حقيقيًا، فتقول “هدير” (٣٢ عامًا)، طالبة دراسات عليا، مُعبرة عن قلقها: “أعود للمنزل متأخرة بعد المحاضرات، وبعض الشوارع مظلمة تمامًا، وهذا يزيد من خوفي من التحرش أو التعرض لحوادث”.

بالإضافة إلى ذلك، يواجه المشاة تحديًا كبيرًا عند عبور التقاطعات، حيث تفتقر الكثير من الشوارع إلى ممرات عبور آمنة أو إشارات مرور تُعطي الأولوية لهم، يضيف “علاء” (٥٥ عامًا)، موظف: “لم أعد أثق بعبور الشارع إلا بعد التأكد من خلوه تمامًا، فالسائقون هنا لا يتوقفون للمشاة أبدًا”.

وطالب المواطنون بضرورة اتخاذ خطوات جادة لتحسين تجربة المشي في القاهرة، وذلك من خلال تفعيل الرقابة على الباعة الجائلين وسيارات الركن الخاطئ، وبرامج دورية لصيانة وتجديد الأرصفة المتهالكة، وإطلاق حملات توعية تحث السائقين على احترام حق المشاة في العبور.

تحسين تجربة المشاة ليس مجرد رفاهية، بل هو أساس لمدينة أكثر أمانًا، ونظافة، وصحة لجميع سكانها، فهل تستجيب العاصمة لنداء المواطنين من أجل أرصفة وشوارع تمنحهم حقهم في التنقل بأمان؟