القبض على قمر الوكالة: من بائعة في السوق إلى مواجهة قضايا إحراج

القبض على قمر الوكالة: من بائعة في السوق إلى مواجهة قضايا إحراج

القبض على قمر الوكالة لم يكن مفاجئًا للبعض، خاصة بعد الانتشار الكبير لمقاطع الفيديو التي كانت تنشرها على حساباتها، والتي وصفت بأنها “غير لائقة” وتخالف قيم المجتمع.

فقد أعلنت وزارة الداخلية أن الأجهزة الأمنية تمكنت من ضبط صانعة المحتوى المعروفة بـ”قمر الوكالة” في منطقة إمبابة بالجيزة، بعد تلقي عدة بلاغات تتهمها باستخدام ألفاظ خادشة للحياء ونشر محتوى يخرج عن الآداب العامة، وذلك بهدف زيادة المشاهدات وتحقيق أرباح مالية.

القبض على قمر الوكالة: التفاصيل من البداية حتى التحقيقات

أفاد بيان رسمي لوزارة الداخلية أنه ورد عدد من البلاغات ضد فتاة تُدعى “قمر الوكالة”، تتهمها باستخدام منصات التواصل الاجتماعي لنشر مقاطع فيديو تحمل عبارات وإشارات غير مناسبة، وبعد إجراء التحريات اللازمة وتقنين الإجراءات، تم القبض عليها، وتبين أنها تقيم في دائرة قسم شرطة إمبابة بمحافظة الجيزة.

وخلال التحقيق الأولي معها، اعترفت “قمر” بأنها كانت تنشر هذه المقاطع بهدف زيادة نسب المشاهدة وجذب المتابعين لتحقيق مكاسب مادية، وبناءً على هذه الاعترافات، تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقها، وعُرضت على النيابة العامة التي بدأت التحقيق معها في اتهامات تتعلق بخدش الحياء العام وسوء استخدام وسائل التواصل.

قمر الوكالة

من هي قمر الوكالة؟ بداية متواضعة وشهرة سريعة

قمر الوكالة لم تكن معروفة قبل فترة قصيرة، إذ بدأت حياتها كبائعة متجولة في شوارع وسط البلد، وتحديدًا في منطقة “الوكالة”، حيث كانت تروج لمنتجات تجميل بأسعار منخفضة، في البداية، كانت تنشر فيديوهات بسيطة تعرض فيها هذه المنتجات، مستخدمة لهجة عفوية وطريقة نطق غير مألوفة، وهو ما جعل مقاطعها تنتشر بشكل واسع وتحقق ملايين المشاهدات.

هذا الانتشار السريع دفع كثيرين إلى متابعتها بدافع الفضول، بينما بدأ البعض في التعامل معها كمصدر للترفيه أكثر من كونها تروج لمنتجات حقيقية، ومن هنا بدأ اسم “قمر الوكالة” يظهر في قوائم التريند على “تيك توك” و”فيسبوك” و”يوتيوب”، لتتحول من بائعة عادية إلى صانعة محتوى مثيرة للجدل.

اتهامات ببيع منتجات مغشوشة وشكاوى من فتيات متضررات

ورغم الشهرة الواسعة التي حصدتها، لم تخلُ مسيرة “قمر الوكالة” من المشاكل، إذ بدأت بعض الفتيات في نشر فيديوهات على حساباتهن يتهمنها ببيع منتجات تجميل مغشوشة، مما تسبب في مشكلات صحية لهن، وقدّمت مجموعة منهن شكاوى رسمية إلى الجهات المختصة، وهو ما أضاف بُعدًا جديدًا لقضيتها، وجعلها محل اهتمام أوسع.

وأثناء التحقيق معها، استمعت النيابة العامة إلى أقوال بعض الفتيات المتضررات من المنتجات التي اشترينها منها، وهو ما قد يؤدي إلى توجيه تهم إضافية بحقها، تتعلق بالغش التجاري والتربح غير المشروع.

القبض على قمر الوكالة
قمر الوكالة

إخلاء سبيل بكفالة.. لكن التهم ما زالت قائمة

بعد انتهاء التحقيق الأولي، قررت النيابة العامة إخلاء سبيل قمر الوكالة بكفالة مالية بلغت 20 ألف جنيه، لكنها لا تزال تواجه اتهامات قانونية تتعلق بخدش الحياء وسوء استخدام الإنترنت، وقد تصل العقوبات إلى الحبس والغرامة في حال ثبوت التهم رسميًا.

ورغم إخلاء سبيلها، ما زالت قمر الوكالة تحت الرقابة القانونية، إلى حين صدور قرار نهائي من المحكمة المختصة بشأن الاتهامات الموجهة إليها.

حملات أمنية مكثفة لضبط محتوى التيك توك

القبض على قمر الوكالة لم يكن حادثًا فرديًا، بل يأتي في سياق حملة أمنية موسعة شنتها وزارة الداخلية خلال الأيام الماضية لضبط صناع المحتوى الذين يستخدمون منصات التواصل لنشر مقاطع خادشة للحياء أو تروج لسلوكيات مخالفة للقيم المجتمعية.

ففي الفترة الأخيرة، أصبحت بعض الحسابات على “تيك توك” و”إنستجرام” وغيرها، تنشر محتويات هدفها الأساسي هو الإثارة وجذب المشاهدات، حتى لو كان ذلك على حساب الذوق العام أو الأخلاق.

القبض على قمر الوكالة
قمر الوكالة

قضية قمر ضمن موجة توقيفات واسعة

ضمن هذه الحملة، تم القبض على عدة أسماء مثيرة للجدل إلى جانب قمر الوكالة، من بينهم:

سوزي الأردنية: التي قُبض عليها لنشرها فيديوهات وُصفت بأنها “خادشة للحياء”، بهدف جني الأرباح السريعة.

علياء قمرون: صانعة محتوى أثارت الجدل أيضًا بمحتوى لا يتماشى مع القيم العامة، وتم توقيفها على خلفية عدة بلاغات.

مداهم: شاب معروف على التيك توك، وُجهت له تهم تتعلق بنشر محتوى غير أخلاقي، بالإضافة إلى حيازة مواد مخدرة ومبالغ مالية مشبوهة.

مروة يسري: التي انتحلت صفة “ابنة الرئيس الراحل مبارك”، وتم تجديد حبسها بعد نشر مقاطع تشهير.

أم مكة وأم سجدة: اللتان تم توقيفهما بسبب محتوى اعتبر مسيئًا وخادشًا، إلى جانب فتح تحقيق حول مصدر ثروتهما.

السوشيال ميديا بين الحرية والمحاسبة

قضية القبض على قمر الوكالة تفتح بابًا واسعًا للنقاش حول حدود الحرية على الإنترنت، وهل يحق لأي شخص أن ينشر ما يشاء تحت شعار “حرية التعبير”؟ أم أن هذه المنصات يجب أن تكون لها ضوابط واضحة لحماية المجتمع، خاصة مع وجود فئات عمرية صغيرة قد تتأثر بما يُنشر من محتوى دون رقابة؟

البعض يرى أن هذه الإجراءات ضرورية لضبط الأداء الإعلامي الرقمي، والبعض الآخر يخشى من أن تتحول إلى أدوات لقمع الرأي أو فرض وصاية على الجمهور.

نرشح لك: من هو شاكر؟ قصة صعود “دنجوان التيك توك” حتى القبض عليه في التجمع
تفاصيل القبض على البلوجر المصرية أم سجدة.. القصة كاملة
الداخلية تكشف تفاصيل القبض على البلوجر «مداهم».. حشيش ودولارات