من هو شاكر؟ رحلة صعود ‘دنجوان تيك توك’ حتى الاعتقال في التجمع

من هو شاكر؟ رحلة صعود ‘دنجوان تيك توك’ حتى الاعتقال في التجمع

لم يمر صباح الأحد 3 أغسطس 2025 بهدوء على جمهور السوشيال ميديا، بعدما ألقت الأجهزة الأمنية القبض على شاهر صانع المحتوى الشهير والمعروف بلقب “دنجوان التيك توك”.

كن وسط تزايد الأسئلة حول خلفية الشخص الذي أصبح حديث الجمهور خلال الأيام الماضية، يبرز سؤال: من هو شاكر؟ وما سبب كل هذا الجدل الذي يلاحقه منذ فترة ليست بالقصيرة؟ في هذا التقرير، نرصد لك كل ما تريد معرفته عن شاكر، بدايةً من حياته الشخصية ووظيفته السابقة، وصولًا إلى دخوله عالم تيك توك واتهامه بتقديم محتوى خادش.

من هو شاكر؟ وما سبب شهرته الواسعة؟

اسمه الحقيقي محمد شاكر حمزة، من مواليد عام 1995، وينتمي إلى محافظة الدقهلية، حيث وُلد في مدينة المنصورة. بدأ دراسته الجامعية في كلية الهندسة، لكنه لم يكمل مشواره بها، ثم التحق بكلية الشرطة وتخرج فيها عام 2017، بتقدير جيد جدًا، ليبدأ عمله كضابط برتبة نقيب في محافظة أسوان.

ورغم أن طريقه المهني كان يبدو واضحًا ومستقرًا، فإن شاكر قرر الاستقالة من عمله في وزارة الداخلية، لأسباب عائلية خاصة، وفقًا لتصريحات سابقة له. وبعد فترة قصيرة، ظهر مجددًا على السوشيال ميديا بشكل مختلف تمامًا، لينطلق من جديد ولكن في عالم المحتوى الرقمي.

شاكر

البداية كانت من “Clubhouse”

أول ظهور لشاكر على مواقع التواصل كان عبر تطبيق “Clubhouse”، والذي كان يتمتع بشعبية كبيرة في بدايته، استطاع شاكر أن يجذب عددًا كبيرًا من المتابعين بسبب حضوره القوي، وأسلوبه المختلف في الحديث، الذي مزج فيه بين الجدية وخفة الظل. تفاعل الناس معه سريعًا، وهو ما شجعه على التوسع في المنصات، والانتقال إلى تطبيق “تيك توك”، الذي غير مجرى حياته بالكامل.

رحلة شاكر مع تيك توك.. من لايف بدولارين إلى ملايين الجنيهات

بدأ شاكر أول بث مباشر له عبر تطبيق “تيك توك” قبل نحو عام ونصف. في أول تجربة له، لم تتعدَّ أرباحه الدولارين، لكن في البث التالي وصلت إلى 6 دولارات، ورغم بساطة العائد، أصر على الاستمرار، حتى أصبح من أبرز صانعي المحتوى في مصر، بل ووصل إلى جماهير عربية خارج البلاد.

في تصريحات سابقة، قال شاكر إنه أصبح يربح أكثر من مليون جنيه من البث المباشر الواحد الذي لا يتعدى 3 ساعات، وهو ما جعله ينتقل للعيش في منطقة “مدينتي” الفاخرة بالقاهرة الجديدة، ويشتري سيارة فارهة، ويغير من نمط حياته بالكامل.

عدد متابعين شاكر وأشهر فيديوهاته

وصل عدد متابعي شاكر على “تيك توك” إلى نحو 4.7 مليون متابع، بينما يتابعه حوالي 899 ألف شخص على “إنستجرام”، تميز محتواه بخليط من الحوارات المرتجلة مع الجمهور، والنصائح العاطفية، وردود الأفعال الساخنة، وهو ما أكسبه شعبية وجدلًا في الوقت نفسه.

انتشرت مقاطع فيديو له وهو يتحدث عن النساء والعلاقات بطريقة أثارت انتقادات واسعة، وُصفت من قبل البعض بأنها تحمل تجاوزًا للقيم المجتمعية، بينما دافع آخرون عنه باعتباره “حرًا في التعبير عن رأيه”.

شاكر
شاكر

شاكر في لايف أخير قبل القبض عليه

قبل ساعات من القبض عليه، خرج شاكر في بث مباشر تحدث فيه بلهجة غاضبة، نافيًا ما يُقال عنه في بعض المواقع، ومؤكدًا أن ما يُنشر مجرد “شائعات مغرضة”، وقال إنه “بيحترم نفسه”، ويتعامل بمهنية مع جمهوره.

اتهم بعض الصحف باستخدام ألفاظ مسيئة من أجل جذب القراء وتحقيق أرباح على حساب سمعته، وأعلن نيته اللجوء للقضاء، وتوكيل محامٍ شهير لمقاضاة كل من شهّر به، على حد قوله.

كما كشف أنه كان يستعد للسفر في إجازة، لكنه تراجع بعد انتشار الشائعات عن ملاحقته أمنيًا، مؤكدًا أن هناك “حملة ممنهجة” تستهدفه على السوشيال ميديا منذ أيام، دون أن يذكر أسماء أو تفاصيل إضافية.

القبض على شاكر.. التفاصيل الكاملة

في الساعات الأولى من صباح الأحد 3 أغسطس 2025، تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على شاكر أثناء وجوده داخل أحد المقاهي الشهيرة بمنطقة التجمع الخامس في القاهرة.

وجاءت عملية القبض بناءً على عدة بلاغات قدمت ضده، تتهمه بنشر محتوى خادش للحياء، والإساءة إلى قيم المجتمع، واستغلال مواقع التواصل الاجتماعي بطريقة تخالف القوانين المعمول بها في مصر.

وبحسب المصادر، فإن التحريات التي استمرت لأيام دعمت البلاغات، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية لضبطه والتحقيق معه.

شاكر
شاكر

شاكر أمام النيابة.. ماذا بعد؟

من المتوقع أن يُعرض شاكر خلال ساعات على النيابة العامة للتحقيق معه بشأن الاتهامات الموجهة إليه، والتي تشمل استخدام منصات التواصل الاجتماعي في بث محتوى غير لائق، وربما يُضاف إليها تهم أخرى بناءً على نتائج التحقيقات الأولية.

وتنتظر الجماهير ومتابعو “تيك توك” مصير شاكر، الذي لم يكن مجرد صانع محتوى، بل رمزًا للجدل في الوسط الرقمي خلال الشهور الماضية.

جدل مستمر.. بين مؤيد ومعارض

لم تكن ردود الأفعال متشابهة، فبينما عبّر البعض عن ارتياحهم لقرار القبض عليه، معتبرين أنه “نهاية طبيعية لمن يتجاوز الخطوط الحمراء”، يرى فريق آخر أن الأمر مبالغ فيه، وأنه يجب التفريق بين المحتوى السيئ وحرية التعبير.

لكن المؤكد هو أن قصة شاكر تلخص واقعًا جديدًا في عالم السوشيال ميديا، حيث يمكن أن يصبح شخص عادي في موقع السلطة والتأثير، كما يمكن أن يسقط فجأة إذا تم تجاوز الحدود.

نرشح لك: القبض على التيك توكر المعروف بـ«شاكر محظور دلوقتي» من كافيه بالقاهرة الجديدة
هدايا “تيك توك”.. كيف تحوَّل “الأسد” إلى أموال حقيقية؟ (تقرير)