السيد البدوي يوضح تفاصيل ما قبل ثورة يناير.. وانسحاب الوفد من انتخابات 2010 كان نقطة التحول الرئيسية.

السيد البدوي يوضح تفاصيل ما قبل ثورة يناير.. وانسحاب الوفد من انتخابات 2010 كان نقطة التحول الرئيسية.

كشف الدكتور السيد البدوي، رئيس حزب الوفد الأسبق، عن كواليس انسحاب الحزب من انتخابات مجلس الشعب عام 2010، مؤكدًا أن القرار كان له تأثير مباشر في تفجير أحداث ثورة 25 يناير، وأنه جاء ردًا على تزوير فاضح شهدته المرحلة الأولى من الانتخابات، ورفضًا لأي “صفقات” سياسية.

السيد البدوي يكشف كواليس ما قبل ثورة يناير

وقال البدوي في تصريحات إذاعية، إن الحزب واجه اتهامات حينها بعقد صفقة مع الحزب الوطني للحصول على 23 مقعدًا، وهو ما رفضه تمامًا، مشيرًا إلى أنه تمسك بمبدأ الشفافية، وعرض قرار خوض الانتخابات على الجمعية العمومية التي وافقت بأغلبية بسيطة، مع وضع شرط واضح: “في حال حدوث أي تزوير، سينسحب الوفد فورًا”.

وأضاف: “بدأ التزوير من اليوم الأول، وقررت الانسحاب فورًا، رغم تحذيرات وصلتني من جهات سيادية بينها اللواء عمر سليمان، الذي قال لي: (أنت بتحرق البلد).. لكنني كنت مقتنعًا بموقفي، وتحملت المسؤولية، وقدمت استقالتي للمكتب التنفيذي كخيار بديل، فاختاروا دعم قراري بالإجماع”.

وأشار البدوي إلى أن انسحاب الوفد دفع جماعة الإخوان المسلمين لاحقًا إلى الانسحاب أيضًا، مما ترك الحزب الوطني منفردًا في الساحة، وهو ما وصفه صفوت الشريف آنذاك بأنه أشعل فتيل الثورة.

ولفت إلى أن الوفد لم يكن يهدف إلى إسقاط الرئيس الأسبق حسني مبارك، بل كانت مطالبه تتركز في حل مجلس الشعب، وصياغة دستور جديد، وإجراء انتخابات بنظام القائمة النسبية، في إطار ما وصفه بـ”المعارضة الوطنية السلمية”، مؤكدًا أن الإخوان لم ينزلوا الميادين إلا يوم 28 يناير، وهو اليوم الذي شهد انفلاتًا أمنيًا واسعًا.

وكشف البدوي عن تفاصيل خطيرة تتعلق بأحداث “جمعة الغضب”، مشيرًا إلى وجود “مجموعات منظمة وممولة” استخدمت أساليب مدربة لإرباك قوات الشرطة، منها إلقاء زجاجات اللبن والبيض على سيارات الشرطة لحجب الرؤية، ومقاومة الغاز المسيل للدموع باستخدام مناديل مبللة بالبيبسي، مؤكدًا أن الهجمات على أقسام الشرطة مساء 28 يناير لم تكن من فعل المتظاهرين السلميين بل خلايا مدربة ومدفوعة بفكرة “الفوضى الخلاقة”.

وأوضح البدوي أنه عقد مؤتمرًا صحفيًا في أعقاب يوم 25 يناير رغم تحذيرات أمنية شديدة، وأنه فوجئ بحضور أكثر من 42 وسيلة إعلام أجنبية، ما أكد له أن العالم يتعامل مع المظاهرات باعتبارها مؤشرًا على تحولات كبرى في مصر.

وأكد البدوي أن حزب الوفد كان ولا يزال يمثل قوة مدنية وطنية، تتحمل مسؤولياتها التاريخية في حماية الدولة والمجتمع، وأن قراراته في تلك المرحلة الحساسة كانت تهدف إلى الحفاظ على البلاد ضمن إطار دستوري وسياسي مسؤول.