أم سجدة وأم مكة وراء القضبان: تفاصيل الاتهامات المتعلقة بنشر فيديوهات وألفاظ غير لائقة

لم تكن أسماء “أم سجدة وأم مكة”، معروفين قبل فترة قصيرة، لكن خلال الأيام الأخيرة، تحولا إلى ترند على منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المصرية، بعد أن ألقت الأجهزة الأمنية القبض عليهما بتهم تتعلق بنشر محتوى غير لائق، وتجاوزات تمس الآداب العامة، بل وشبهات تتعلق بالكسب غير المشروع.
هذه القضية التي أثارت جدلًا واسعًا في الشارع المصري، فتحت من جديد ملف استغلال منصات التواصل الاجتماعي لتحقيق أرباح مادية على حساب القيم المجتمعية، خصوصًا مع انتشار ظاهرة ما يسمى بـ”صانعات المحتوى” اللاتي يوظفن الجدل والإثارة كوسيلة للربح، دون وازع أخلاقي أو احترام للضوابط القانونية.
بداية القصة: بلاغات ضد “أم سجدة وأم مكة”
بدأت القضية عندما تلقت الجهات الأمنية والنيابة العامة عدة بلاغات من مواطنين ومحامين ضد “أم سجدة وأم مكة“، وهما ربتا منزل تقيمان في محافظتي القاهرة والقليوبية.
واتهم مقدمو البلاغات المتهمتين بنشر محتوى مصور يحتوي على ألفاظ خادشة للحياء، وسلوكيات تتنافى مع قيم المجتمع المصري، إلى جانب التباهي بنمط حياة مترف ومقتنيات باهظة دون مصدر دخل واضح، وهو ما فتح الباب أمام التساؤلات حول شرعية مصادر ثروتهما.
وبحسب البلاغات، فإن محتوى الفيديوهات التي بثتها “أم سجدة وأم مكة” عبر منصات مثل “تيك توك” و”فيسبوك” تضمّن إيحاءات غير لائقة، فضلًا عن استخدام ألفاظ مسيئة ومقاطع مثيرة للجدل، في إطار سعي واضح لرفع نسب المشاهدة والحصول على مقابل مادي من المنصات الإلكترونية.

تحرك أمني سريع.. وضبط المتهمتين
بعد التحقق من صحة البلاغات، بدأت الجهات المعنية في جمع الأدلة والفيديوهات المنشورة، وتم تقنين الإجراءات القانونية اللازمة، لتتمكن الأجهزة الأمنية في النهاية من ضبط “أم سجدة وأم مكة” واقتيادهما للتحقيق.
وأكدت وزارة الداخلية، في بيان رسمي، أن عملية القبض جاءت بعد رصد نشاط المتهمتين على الإنترنت وتحليل المحتوى المقدم، حيث تبيّن قيامهما بشكل متعمد بنشر مقاطع خادشة، بغرض جذب التفاعل وتحقيق أرباح مالية، بالمخالفة لأحكام القانون المصري المتعلقة بالآداب العامة ومكافحة الجرائم الإلكترونية.
قرارات النيابة: الحبس والتحفظ على الأدلة
في ضوء ما سبق، أمرت النيابة العامة بحبس المتهمتين 4 أيام على ذمة التحقيقات، مع التحفظ على الهواتف المحمولة الخاصة بهما، والتي يُعتقد أنها الوسيلة المستخدمة في تصوير وبث الفيديوهات موضوع التحقيق.
كما قررت النيابة التحفظ على عدد من المقاطع المصورة المتداولة عبر الإنترنت، والتي اعتبرتها موادًا تمثل أدلة إثبات على الاتهامات الموجهة إلى “أم سجدة وأم مكة”.
وأكدت النيابة أنها طلبت سرعة الانتهاء من تحريات المباحث حول الواقعة، للتوصل إلى حقيقة مصادر الدخل وحجم الأرباح التي جنتها المتهمتان من نشاطهما الإلكتروني.

الاتهامات: خادشة للحياء وتشكيك في مصادر الثروة
تشمل قائمة الاتهامات الموجهة إلى أم سجدة وأم مكة نشر محتوى إلكتروني غير أخلاقي، يحتوي على ألفاظ وإيحاءات خادشة للحياء العام، وتشويه القيم الأسرية والمجتمعية عبر بث مشاهد لا تتناسب مع طبيعة المجتمع المصري.
إضافة إلى ذلك، تخضع المتهمتان للتحقيق في شبهات تتعلق بالكسب غير المشروع، بعد أن أظهرت مقاطع الفيديو نمط حياة لا يتماشى مع كونهما “ربتا منزل”، مما أثار تساؤلات حول مصادر أموالهما، وإمكانية وجود وقائع غسيل أموال أو تلقي تمويلات غير معلنة.
إقرأ أيضًا.. وفاة عم المطربة أنغام داخل شقته بالجيزة.. تفاصيل العثور على جثمانه
السوشيال ميديا بين الحرية والفوضى
أعادت قضية “أم سجدة وأم مكة” الجدل حول ما يُنشر على مواقع التواصل الاجتماعي، وحدود الحرية التي ينبغي أن تحكم استخدام هذه المنصات.
فبينما تتيح هذه الوسائل مساحة واسعة للتعبير، فإنها أصبحت أيضًا بيئة خصبة للانحرافات الأخلاقية واستغلال التفاعل الجماهيري في التربح السريع، وهو ما يستدعي تدخلًا قانونيًا وتنظيميًا لضبط المشهد.
كما أعرب الكثير من المتابعين والنشطاء عن قلقهم من انتشار هذا النمط من المحتوى، الذي لا يقدم أي قيمة معرفية أو فنية، ويستهدف فقط تحقيق نسب مشاهدة عالية، حتى ولو على حساب الذوق العام.
لم تكن قضية “أم سجدة وأم مكة” مجرد واقعة فردية، بل مؤشر خطير على طبيعة المحتوى الذي بات يُستهلك يوميًا في العالم الرقمي.
وهي أيضًا فرصة لإعادة النظر في آليات تنظيم الفضاء الإلكتروني، وتشديد الرقابة على المحتوى المنشور، دون المساس بحرية التعبير التي تظل قيمة أصيلة، لكنها لا تعني الفوضى أو انتهاك القيم المجتمعية.
نرشح لك: القبض على التيك توكر “مداهم” بعد بلاغات تتهمه بالتحريض على الفسق
«الذكاء الاصطناعي التفاعلي».. محرك اقتصادي جديد يُعيد تشكيل الأسواق
أسعد هيكل: حل جماعة الإخوان المسلمين في مصر قد يُحدث انفراجة سياسية
غرفة عمليات «الوطنية للانتخابات» تستعرض تقارير سفراء مصر حول اليوم الأخير لتصويت المصريين بالخارج