تفاصيل اعتقال البلوجر المصرية أم سجدة.. القصة الشاملة
أمرت النيابة العامة بحبس البلوجر المعروفة بلقب “أم سجدة” لمدة أربعة أيام على ذمة التحقيقات، بعد أن أثارت حالة من الغضب الواسع على مواقع التواصل الاجتماعي، إثر نشرها مقاطع فيديو تحتوي على ألفاظ خادشة للحياء وإيحاءات اعتبرها كثيرون مخالفة لقيم المجتمع وتقاليده.
تفاصيل القبض على البلوجر أم سجدة
بدأت القصة بتلقي وزارة الداخلية عدة بلاغات من المواطنين، تتهم صانعتَي محتوى، إحداهما “أم سجدة“، بنشر مقاطع مرئية على منصات السوشيال ميديا تتضمن مخالفات للآداب العامة وألفاظًا غير لائقة، فضلًا عن التشكيك في مصادر دخلهما، ما أثار تساؤلات حول طبيعة الثروة التي استعرضتاها في الفيديوهات، والتي تخللتها مشاهد استعراضية وسيارات فارهة وساعات ثمينة.
وبناءً على تلك البلاغات، بدأت التحريات الأمنية، والتي أسفرت عن تحديد هوية المتهمتين، وهما ربتا منزل تقيمان في محافظتي القاهرة والقليوبية.
وبعد استصدار إذن من النيابة العامة، تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط المتهمتين، وفي مقدّمتهما “أم سجدة”.
اعترافات صادمة
وخلال التحقيقات الأولية، أقرت المتهمتان بقيامهما بتصوير ونشر المحتوى المبلغ عنه على منصات مثل تيك توك ويوتيوب وفيسبوك، بغرض تحقيق أعلى نسب مشاهدة، وبالتالي جني أرباح مالية من الإعلانات والتفاعل الجماهيري، دون الاكتراث بتبعات ما ينشر، أو مدى توافقه مع المعايير الأخلاقية والقانونية في مصر.
واعترفت “أم سجدة” بأنها كانت تسعى للانتشار السريع عبر تقديم محتوى “جريء” – على حد تعبيرها – يمكن أن يضمن لها الشهرة ومردودًا ماليًا كبيرًا، في ظل ما وصفته بـ”المنافسة الشرسة” بين صنّاع المحتوى على السوشيال ميديا.
النيابة تتحرك
في إطار التحقيقات، قررت النيابة العامة التحفظ على الهواتف المحمولة الخاصة بالمتهمة، والتي استخدمتها في تسجيل الفيديوهات محل التحقيق.
كما تم التحفظ على المقاطع المنشورة على حساباتها، وطلبت النيابة سرعة إجراء تحريات المباحث حول الواقعة لكشف مزيد من الملابسات، لا سيما فيما يتعلق بالجهات التي قد تكون ساعدت في إنتاج أو دعم هذا المحتوى المسيء.
وقد تواجه أن “أم سجدة” تهمًا تتعلق بإساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، ونشر محتوى مخل بالآداب العامة، وتحقيق مكاسب غير مشروعة من وسائل إلكترونية دون ترخيص.
إقرأ أيضًا.. موعد المرحلة الثانية من تنسيق الجامعات الحكومية 2025
تفاعل واسع على مواقع التواصل
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلًا واسعًا مع نبأ القبض على “أم سجدة”، حيث انقسمت الآراء بين مؤيدين للخطوة ورافضين لها. البعض رأى أن الخطوة تأخرت، وأن هناك ضرورة ملحة لتطبيق القانون على كل من ينشر محتوى خادش أو مبتذل تحت مسمى “الترفيه”.
في المقابل، حذّر آخرون من التوسع في الملاحقات القانونية لصنّاع المحتوى دون تمييز بين المخل والمفيد.
لكن اللافت أن عددًا كبيرًا من المعلقين على القضية أكدوا أن الإسفاف والمحتوى الهابط أصبحا وسيلة لتحقيق الربح السريع، ما يحتم على الدولة والجهات الرقابية التدخل بحزم.
المحتوى الهابط.. ظاهرة متكررة
تأتي واقعة “أم سجدة” في سياق سلسلة طويلة من القضايا المشابهة التي تورّطت فيها “بلوجرز” و”تيكتوكرز” خلال السنوات الأخيرة.
ولعل أشهرهن “حنين حسام” و”مودة الأدهم”، اللتين أدينتا سابقًا بنشر محتوى غير لائق على الإنترنت، في قضايا لاقت صدى كبيرًا في الإعلام والرأي العام.
يقول أحد الخبراء القانونيين إن هذه النوعية من القضايا أصبحت “ظاهرة” يجب التعامل معها بتشريعات أكثر وضوحًا، مشيرًا إلى ضرورة وضع مدوّنة سلوك رقمية تضبط العلاقة بين حرية التعبير والمسؤولية المجتمعية.
دور منصات التواصل في الترويج للمحتوى المسيء
يشير خبراء الإعلام الرقمي إلى أن بعض المنصات تشجع – بشكل غير مباشر – على نشر محتوى صادم أو مبتذل، نظرًا لما يحققه من تفاعل جماهيري واسع، وهو ما يؤدي إلى رفع نسب المشاهدة وزيادة العائد الإعلاني.
وبالتالي، يجد بعض صنّاع المحتوى أنفسهم أمام خيارين: تقديم محتوى تقليدي لا يحقق الانتشار، أو الانجرار إلى “الترندات الرخيصة”.
ما العقوبة المحتملة لـ “أم سجدة”؟
من الناحية القانونية، تواجه “أم سجدة” عدة تهم قد تصل عقوبتها إلى الحبس والغرامة، بموجب قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات، فضلًا عن مواد قانون العقوبات المتعلقة بالإخلال بالحياء العام، وإثارة الغرائز ونشر الفجور.
ووفقًا لمحامين، فإن العقوبة قد تكون مشددة إذا ثبت تحقيق ربح مادي مباشر من نشر هذا النوع من المحتوى، لأنه يعد شكلًا من أشكال الاتجار بالأخلاق العامة.
نرشح لك: الداخلية تكشف تفاصيل القبض على البلوجر «مداهم».. حشيش ودولارات
المنيا تكثف استعداداتها تمهيدا لانطلاق ماراثون انتخابات الشيوخ 2025
بعد جدل السوشيال ميديا.. اعرف موعد تطبيق قانون الإيجار القديم
“أتيت طفلاً.. وأرحل رجلاً فخورًا”.. سون هيونغ مين يودّع توتنهام برسالة مؤثرة