لبنى عبد العزيز تحتفل بعيد ميلادها التسعين وتعود للأنظار، وتكشف عن سبب غيابها عن الساحة الفنية.

في وقت ينتظر فيه محبو السينما كل ما يخص رموزها الكبار، عادت لبنى عبد العزيز للواجهة من جديد، ليس بفيلم أو ظهور إعلامي، ولكن من خلال احتفالية خاصة ينظمها الكاتب الصحفي محمود التميمي ضمن مشروع “أرواح في المدينة”، احتفالًا بعيد ميلادها التسعين، الذي يوافق 8 أغسطس المقبل، في قاعة إيوارت التذكارية التابعة للجامعة الأمريكية بميدان التحرير، المكان نفسه الذي شهد تتويجها كـ”فتاة الجامعة الأمريكية” قبل سبعين عامًا.
ورغم مرور عقود على آخر أعمالها الفنية، ما زال لاسم لبنى عبد العزيز مكانة خاصة في قلوب الجماهير، خصوصًا أن ظهورها هذه المرة ترافق مع تكريم رمزي ومؤثر، جمع بين الذكرى والعرفان بتاريخها الفني الطويل.
لبنى عبد العزيز تكشف سر ابتعادها عن الفن رغم رغبتها في العودة
في لقاء خاص بمناسبة عيد ميلادها، تحدثت لبنى عبد العزيز بصراحة غير معتادة عن سبب غيابها الطويل عن الساحة الفنية، وأكدت أنها لم تتخذ قرارًا بالابتعاد، ولكنها لا تجد الأعمال التي تليق بتاريخها ومكانتها.
وأضافت: “العروض التي تصلني لا تشبهني، ولا تعكس ما قدمته طوال حياتي. لا أبحث عن بطولة، ولكن عن عمل يحترم عقلية المشاهد، ويحمل قيمة فنية حقيقية”.
وأشارت إلى أنها لا تزال تتمنى العودة أمام الكاميرا، لكنها لن تقدم على هذه الخطوة إلا إذا وجدت عملًا مناسبًا ومحترمًا، يُشعرها بالفخر ولا يخذل جمهورها.
احتفالية “أرواح في المدينة” تعيد لبنى عبد العزيز إلى المسرح الذي شهد انطلاقتها
عودة لبنى عبد العزيز إلى قاعة إيوارت، لم تكن عادية، بل حملت طابعًا رمزيًا كبيرًا، فهنا تحديدًا بدأت أولى خطواتها الفنية، عندما كانت طالبة في الجامعة الأمريكية.
وخلال الاحتفالية، يُنتظر أن يروي الكاتب محمود التميمي فصولًا من حكاية لبنى عبد العزيز في زمن القاهرة الذهبي، ويستعرض محطات مهمة من حياتها الفنية والشخصية، وسط حضور فني وثقافي واسع.
الاحتفالية تُعد التكريم الثاني للفنانة ضمن مشروع “أرواح في المدينة”، بعد أن جرى تكريمها قبل عامين في ذكرى عرض فيلم “عروس النيل”، حين أُهدي لها تمثال شخصية “هاميس” من النحات هاني جمال، تقديرًا لدورها الفريد في الفيلم.

وسام ماسبيرو للإبداع.. تقدير رسمي لتاريخ طويل من العطاء
لم يقتصر الاحتفاء بـ لبنى عبد العزيز على المناسبة الثقافية فحسب، بل شهدت الأيام الماضية أيضًا تكريمًا رسميًا لها، من خلال منحها “وسام ماسبيرو للإبداع” تقديرًا لإسهاماتها الفنية والإعلامية.
وقد سلّم الوسام رئيس الهيئة الوطنية للإعلام أحمد المسلماني، خلال زيارة خاصة لمنزلها في حي الزمالك، بحضور الإعلامية منى نجم، مديرة البرنامج الأوروبي.
وفي كلمته، وصف المسلماني لبنى عبد العزيز بأنها “أكثر من فنانة”، مؤكدًا أنها كانت أيضًا مذيعة بارزة في الإذاعة المصرية، وساهمت من خلال صوتها وثقافتها في تقديم صورة مشرفة عن المرأة المصرية.
القراءة والعلم.. رفيقا رحلة لبنى عبد العزيز بعد غياب الكاميرا
بعيدًا عن أضواء الشهرة، أكدت لبنى عبد العزيز أن حياتها لم تتوقف بعد ابتعادها عن التمثيل، بل وجدت متعة خاصة في القراءة والاطلاع، وقالت إنها تقرأ في السياسة والتاريخ والعلوم والتكنولوجيا، واعتبرت أن زوجها الراحل الدكتور إسماعيل شجعها دومًا على حب المعرفة، وكان له دور كبير في تكوين شخصيتها الثقافية.
وأضافت: “لا أستطيع أن أتخيل يومًا دون قراءة، حتى الآن، أحرص على متابعة الأخبار والكتب والمجلات، وأشعر أن المعرفة تعيد إليّ شيئًا من وهج الشباب”.

لبنى عبد العزيز توجه الشكر.. وتُلمّح لإمكانية العودة
في نهاية اللقاء الذي جمعها برئيس الهيئة الوطنية للإعلام، وجهت لبنى عبد العزيز رسالة شكر مؤثرة، وقالت إن هذا التكريم يمثل دفعة كبيرة لها، وأعطاها أملًا في المستقبل، ربما يدفعها للتفكير في العودة إذا وجدت السيناريو المناسب.
وأكدت أنها ما زالت تحتفظ بطاقة داخلية كبيرة، وترغب في التواصل من جديد مع جمهورها، شرط أن يكون ذلك من خلال عمل حقيقي يحمل رسالة، ويضيف شيئًا للمشهد الفني، لا مجرد حضور عابر.

محبو لبنى عبد العزيز يحيطونها برسائل الحب والتقدير
مع اقتراب الاحتفالية، تفاعل كثير من الجمهور ومحبي لبنى عبد العزيز على مواقع التواصل الاجتماعي، وكتب البعض رسائل مؤثرة تؤكد مكانتها، وتصفها بأنها “نجمة من زمن لن يتكرر”، بينما طالب آخرون بعودتها من جديد إلى الشاشة ولو في أدوار رمزية أو ضيفة شرف، مؤكدين أن ظهورها في حد ذاته “قيمة كبيرة”.
ونشرت بعض الصفحات الفنية صورًا نادرة من أرشيفها، احتفاءً بتاريخها الطويل، وتداولت مقاطع من أفلامها، خصوصًا “أنا حرة” و”غرام الأسياد” و”الوسادة الخالية”، وهي من أبرز أعمالها التي ترسّخت في ذاكرة المشاهد المصري والعربي.
نرشح لك: «ابنة الإذاعة المصرية».. المسلماني يمنح وسام ماسبيرو للفنانة لبنى عبد العزيز
متحيزة للنساء وناقشت موضوع تعدد الزوجات.. من هي الإعلامية لبنى عبد العزيز؟