عمرو إمام يكتب لـ«الحرية»: (مصحات الموت – 4).. الإدمان ليس مادة بل سلوك.

عمرو إمام يكتب لـ«الحرية»: (مصحات الموت – 4).. الإدمان ليس مادة بل سلوك.

في المقالات اللي فاتت، رفعنا الستار عن واحدة من أبشع الظواهر في مصر: “مصحات الموت”، مراكز غير مرخصة، بتتاجر في أرواح الناس، وبتحبسهم وتضربهم لحد ما في ناس بتموت جوه مكان المفروض يكون للعلاج.

والكارثة مش في الأماكن بس، لكن في الفكرة اللي اتبنت عليها.

الإدمان مش مخدر بس

انتشرت بين الناس فكرة إن الإدمان = مخدر أو كاس خمرة. الفهم ده بسيط وسطحي لدرجة إنه دمّر حياة آلاف الشباب.

الحقيقة اللي العلم والدراسات كلها بتأكدها إن:

الإدمان مش مادة.. الإدمان سلوك.

المدمن مش مربوط بالمخدر نفسه قد ما هو مربوط بالسلوك اللي بيؤدي ليه. الإدمان في جذوره فعل متكرر بيعيد تشكيل المخ وطريقة تفكيره.

وعلشان كده، العلاج مش بس “سحب سموم”. العلاج رحلة طويلة هدفها تعديل السلوك، إعادة بناء التفكير، وإصلاح شبكة الحياة حوالي الشخص.

العلاج الحقيقي محتاج فريق متخصص

العلاج الصح مش فرد واحد، لكن فريق علاجي متكامل بيشتغل مع بعضه بقيادة طبية حقيقية:

استشاري نفسي وطبيب نفسي متخصص في علاج الإدمان يشرف على الخطة العلاجية بالكامل.

أخصائي نفسي متخصص في الإدمان يشتغل على تعديل السلوك وأنماط التفكير.

أخصائي اجتماعي يساعد الشخص يرجع يندمج في حياته وأسرته.

مدمنين متعافين بيشاركوا في البرنامج العلاجي كمصدر دعم وخبرة حقيقية، وده بيكون وفق شروط مهنية صارمة وتدريب مسبق.

وده شغل شهور وسنين، مش أسبوعين في أوضة مقفولة ولا ربط على سرير.

الجهل فتح باب الموت

غياب الوعي بالمعلومة دي خلّى الناس تسلّم ولادها لمصحات الموت.

مراكز شايفة إن “العلاج” هو ربط الشخص في سرير، ضربه لما يصرخ، وحقنه بمهدئات لحد ما يهدأ.

يقولوا: “ده بيتنضف”… لكن الحقيقة إنه بيتكسر.

والنتيجة؟ شباب بيخرج مهزوم نفسياً، أو ما بيخرجش خالص

شهادة حية

أحد الناجين حكى وقال:

“قعدت 3 شهور مربوط في أوضة صغيرة. كانوا بيقولوا لأهلي إني باتعالج. لما خرجت، ماكنتش قادر أبص في المراية. الإدمان رجع بعد شهر، بس المرة دي كنت باهرب من كوابيس المصحة أكتر من المخدر نفسه.”

مناشدة لمن يهمه الأمر…

من هنا، أناشد وزارة الصحة والأمانة العامة للطب النفسي وعلاج الإدمان واي جهة مسئولة عن هذا الملف ،

بفتح ملف مصحات الموت، وتشديد الرقابة، ونشر الوعي العلمي بين الناس.

الإدمان مش مرض كيميائي بس… ده مرض سلوكي وفكري وحياتي كامل. وعلاجه لازم يكون تحت إشراف طبي حقيقي وفريق متخصص.

وأعلن استعدادي الشخصي للتطوع في أي تكليف من أي جهة مسؤولة في الدولة، سواء في التوعية، أو تقديم خبرة عملية من واقع تجربتي وتعافيّي، أو المساهمة في أي جهد حقيقي يحمي الشباب من الموت جوه أوهام العلاج.