أحمد الحميلي يكتب: إيمان الطوخي.. بين تأثيرها القوي وغيابها المفاجئ وصمتها المثير للدهشة

أحمد الحميلي يكتب: إيمان الطوخي.. بين تأثيرها القوي وغيابها المفاجئ وصمتها المثير للدهشة

حين يُذكر اسم إيمان الطوخي، لا تحضر مجرد فنانة، بل تنهض في الذاكرة أيقونة نسجت من الجمال سحرًا، ومن الغموض هالة، ومن الفن حضورًا لا يُنسى، هي تلك العيون التي حملت دهشة العالم، وتلك الملامح التي جمعت بين رقة الحلم وصرامة الذكاء.

في الثمانينات والتسعينات، لم تكن مجرد ممثلة أو مطربة، بل كانت حالة فنية متكاملة، وصوتًا نقيًا تسلل إلى القلوب، وصورة متفردة لا تشبه سواها ، ثم، فجأة، اختفت… دون مقدمات، دون تبريرات، تاركة خلفها عشرات الأسئلة، ومئات الشائعات، وآلاف المحبين الذين لا يزالون يبحثون عن إجابة واحدة: لماذا اختفت إيمان الطوخي؟ ولماذا تصمت؟.

رغم مرور السنوات وتواريها عن الأضواء، لا تزال الفنانة المعتزلة إيمان الطوخي تثير الجدل بغيابها وصمتها المُطبق، أمام سيل من الشائعات والقصص التي حيكت حولها، والتي وصلت إلى أعلى دوائر السلطة في مصر، دون أن تحسم الأمر بكلمة، نفياً أو تأكيداً.

إيمان الطوخي صاحبة الصوت المميز والحضور الفني الهادئ، وجدت نفسها محاطة بسلسلة من الشائعات المتلاحقة التي بدأت في التسعينيات، وأبرزها ما تردد عن إعجاب الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك بها بعد ظهورها في الجزء الثاني من مسلسل رأفت الهجان، وما قيل عن تدخله شخصيًا لضمها إلى الجزء الثالث فقط لرؤيتها مجددًا.

ثم جاءت الشائعة الأوسع انتشارًا أن سوزان مبارك، قرينة الرئيس، طلبت إنهاء مسيرتها الفنية بعد علمها بهذا الإعجاب، وأن إيمان واجهت ضغوطًا هائلة وتهديدات دفعتها إلى الاعتزال المفاجئ والاختفاء التام عن الوسط الفني.

ولم تقف الشائعات عند هذا الحد بل طالت حياتها الشخصية، حيث تداولت بعض الصحف آنذاك أنباءً عن زواج سري بينها وبين الرئيس الأسبق مبارك ، بينما ذهب البعض الآخر لربط اسمها بـزكريا عزمي، رئيس ديوان الجمهورية في ذلك الوقت، والمعروف بعلاقاته النسائية وفق ما زعمته تقارير إعلامية لا سند رسمي لها.

وفي فصل جديد من الشائعات، ظهرت فتاة تُدعى “مروة”، انتشرت صورتها على مواقع التواصل الاجتماعي على أنها ابنة مبارك من الفنانة إيمان الطوخي وبينما اكتفى البعض بالدهشة أو التندر التزمت الطوخي الصمت الكامل، ما فتح الباب واسعًا أمام التكهنات، وجعل الحقيقة أكثر غموضًا.

ورغم ضخامة هذه الادعاءات وخطورتها على سمعتها ومسيرتها، لم تصدر عن الفنانة المعتزلة أي بيانات أو توضيحات، سواء بالنفي أو التأكيد، مما يطرح سؤالاً جوهريًا لماذا الصمت؟

هل هو صمت نابع من احترام الذات ورفض الانجرار وراء الشائعات؟، أم هو خوف من الاصطدام بجدار نفوذ السلطة آنذاك؟، أم أن ما تردد يحمل من الحقيقة ما يستدعي التستر لا المواجهة؟

الإجابة لا تزال لدى إيمان الطوخي وحدها، وبينما يعتقد البعض أن الصمت أبلغ رد ، يرى آخرون أن الخروج بالحقيقة أفضل من ترك الساحة للأقاويل والافتراءات، خاصة حين تمس السمعة الشخصية ومسيرة فنية رفيعة اختُتمت في صمت.