من قبضة العدو: مسرحية تل أبيب تكشف تجار غزة ومشككي مصر، والصف الداخلي يتوحد لمواجهة الابتزاز.

وسط أزمات إقليمية متصاعدة وتوترات في ملف غزة، تواجه مصر مؤخرًا موجة متنامية من حملات التشويه والضغط السياسي، تستهدف مصر من دورها المركزي في دعم القضية الفلسطينية، والغريب أن هذه الوقفات العبثية ظهرت ولكن من داخل أحضان العدو والذي يحارب غزة ويقتل أطفالها ويحاصر شعبها، حيث قامت جماعات تطلق على أنفسها «عناصر الكيان الإسلامي» بالمظاهرات أمام السفارة المصرية في تل أبيب، وذلك تزامنا مع تزايد حملات التحريض عبر وسائل التواصل، لتكشف تواجد حملة ممنهجة لضرب صورة القاهرة إقليميًا ودوليًا.
من أنس حبيب إلى محاولات الاقتحام
تعود شرارة الاستهداف العلني للسفارات المصرية إلى حادثة الشاب «أنس حبيب»، الذي ظهر في مقطع مصور من داخل السفارة المصرية في لاهاي بهولندا، متحدثًا عن معبر رفح، في واقعة أثارت جدلًا واسعًا حول كيفية دخوله بهذا الشكل غير المألوف، منذ تلك اللحظة، بدأت تظهر مؤشرات تصعيدات منظمة، شملت محاولات اقتحام ووقفات احتجاجية أمام بعثات دبلوماسية في عدة دول، تحت شعارات تطالب مصر بـ«فتح المعبر» أو«اتهامها بالتواطؤ».
ردود فعل الأحزاب والسياسيين
المحامي منتصر الزيات
انتقد المحامي منتصر الزيات، تظاهر عناصر من الحركة الإسلامية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة أمام السفارة المصرية في تل أبيب، واصفًا هذه الخطوة بأنها «سقطة لا تُغتفر».
خالد البلشي نقيب الصحفيين
استنكر الكاتب الصحفي خالد البلشي، نقيب الصحفيين، التظاهرات التي نظمها ما يُعرف بـ«الجناح الشمالي للحركة الإسلامية» في إسرائيل، أمام مقر السفارة المصرية في تل أبيب.
وقال البلشي: «إيه يا جماعة العبث اللي أحنا عايشين فيه دا إسلاميين بيتظاهروا قدام سفارة مصر في تل ابيب ضد تجويع غزة، قمة العبث الخبر دا مليان تفاصيل هزلية، والمنطق انتحر، الحقيقة كلمة عبث قد لا تكفي لوصف المشهد».
رئيس حزب السادات الديمقراطي
أكد النائب عفت السادات، رئيس حزب السادات الديمقراطي، ووكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، أن «الحملات التي تستهدف مصر محاولة رخيصة لتشويه صورة دولة تدفع ثمنًا إنسانيًا وسياسيًا باهظًا في دعم القضية الفلسطينية».
وشدد على أن هذه الحملات المنظّمة التي تُدار من الخارج، وتلقى رواجًا على بعض المنصات الإعلامية المأجورة، لن تنجح في خداع الشعوب الواعية، ولن تؤثر في مسار الدولة المصرية ولا في مواقفها الثابتة تجاه القضايا العربية وفي مقدمتها فلسطين.
علاء الخيام
وأكد علاء الخيام، رئيس حزب الدستور الأسبق، أن ما حدث من تظاهر بعض العناصر المحسوبة على جماعة الإخوان أمام السفارة المصرية في تل أبيب هو تصرف مرفوض ومستهجن لا يُفهم له سياق، ولا يُقبل له تبرير.
وأضاف: «ليس من الوطنية ولا من مناصرة فلسطين أن يُستقوى بالعدو على الوطن، أو أن تُستخدم عاصمة الاحتلال الصهيوني منبرًا للهجوم على الدولة المصرية».
المحامي طارق العوضي
هاجم المحامي والحقوقي طارق العوضي، جماعة الإخوان المسلمين، واصفًا ما حدث بأنه «سقوط مدو»، وموجهًا اتهامات حادة لمن رددوا تلك الهتافات.
وأضاف: «تدّعون المقاومة وأنتم في حضن العدو، وتزعمون الشرف وأنتم تبيعونه في كل تصريح ومشهد وراية! فلا نامت أعين الجبناء».
الدكتور محمد محمود مهران
وصف الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون الدولي العام وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي، المتظاهرين ضد مصر في تل أبيب بأنهم عملاء يقومون بخدمة الاستخبارات الإسرائيلية الموساد.
وأوضح مهران أن المشهد سريالي بكل معنى الكلمة، مشيرا إلى أن المتظاهرون يقفون في قلب الكيان الصهيوني، على الأرض التي تقصف غزة منذ أشهر، ليتهموا مصر بحصار الفلسطينيين، معتبرا أن هذا ليس جهلاً فحسب، بل خدمة مجانية لجهاز الموساد.
طارق زيدان
أعرب طارق زيدان، رئيس حزب نداء مصر، عن استنكاره الشديد للدعوات التي أطلقتها بعض الحركات الإسلامية للتظاهر أمام السفارة المصرية في تل أبيب، واصفًا هذه التحركات بأنها «سقوط وطني مدوٍّ ومزايدة رخيصة لا تخدم سوى الاحتلال».
المستشار مرتضى منصور
انتقد المستشار مرتضى منصور، الرئيس السابق لنادي الزمالك، المظاهرة التي نُظّمت أمام السفارة المصرية في تل أبيب، واصفًا إياها بأنها «خدعة صهيونية مدروسة» تهدف إلى ضرب العلاقة التاريخية بين مصر والشعب الفلسطيني، وإبعاد القاهرة عن دورها المحوري في دعم القضية الفلسطينية منذ أكثر من سبعة عقود.
وأكد أن رفع علم الاحتلال في مظاهرة تُنظم داخل تل أبيب وتستهدف مصر، يُعد تصرفًا مريبًا لا يصدر إلا عن عملاء أو جهات تخدم مصلحة الكيان المحتل، وليس من أبناء فلسطين الذين يعرفون جيدًا أن مصر ظلت الظهر والسند لقضيتهم العادلة.
مجلس أمناء الحوار الوطني
أدان مجلس أمناء الحوار الوطني بشدة المظاهرة التي نُظمت أمام السفارة المصرية في تل أبيب، واصفًا إياها بأنها «تحرك فج مدان يخدم الاحتلال ويبيع أرواح ودماء الأشقاء»، وذلك في بيان صادر عقب جلسة تشاور إلكترونية عقدها المجلس مساء اليوم.
وأكد ضياء رشوان، المنسق العام للحوار الوطني، أن المجلس تابع بقلق بالغ ما جرى من تجمع دعا إليه ما يُعرف بـ«الحركة الإسلامية بالداخل الفلسطيني»، مشددًا على أن ما حدث لا يمكن وصفه إلا بأنه تواطؤ واضح مع الاحتلال في حربه ضد الشعب الفلسطيني، ومحاولة مرفوضة للنيل من الدور المصري التاريخي في دعم القضية الفلسطينية.
حزب الجبهة الوطنية
أعرب حزب الجبهة الوطنية عن رفضه القاطع وإدانته الشديدة للدعوات التي تروج لتنظيم تظاهرات أمام السفارة المصرية في تل أبيب، مؤكدًا أن هذه التحركات المشبوهة تستهدف النيل من الدور المصري التاريخي في دعم القضية الفلسطينية، وتروّج لشعارات مغلوطة ظاهرها التضامن وباطنها التحريض والتشكيك.
وفي الشارع، تنوعت ردود الأفعال، حيث عبّر البعض عن استيائهم من الحملات المشبوهة، بينما أبدى آخرون تخوفهم من تأثيرها على صورة الدولة خارجيًا، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، انتشرت حملات مضادة بعنوان «مصر مع فلسطين»، لتأكيد الرفض الشعبي للمساس بمكانة القاهرة في المنطقة.
وانتشرت التعليقات مثل: «اللي بيزايد على مصر يا إما جاهل يا له أجندة».
«مصر عملت اللي محدش عمله، واللي بيحصل ده ابتزاز سياسي».
دور مصر.. والدعم الإنساني والدبلوماسي
مصر، التي فتحت معبر رفح مرارًا لإدخال مئات الشاحنات من الغذاء والدواء والوقود إلى قطاع غزة، تتعرض لحملات اتهام رغم أنها في صدارة الدول التي تحتفظ باتصال نشط مع جميع الأطراف الفلسطينية، وتستضيف جولات وساطة مستمرة بين الفصائل.
ورغم الضغوط والمزايدات، تؤكد القاهرة في كل المحافل الدولية أنها لن تتراجع عن موقفها الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني، وأن أمن مصر القومي مرتبط بما يجري في الأراضي الفلسطينية، وأن محاولة التشكيك في هذا الدور لن تؤثر على ثوابتها.
وكررت وزارة الخارجية نفيها المتكرر لإغلاق معبر رفح من الجانب المصري، مؤكدة أن الجانب الإسرائيلي هو المسؤول، ومعربة عن استنكارها لحملات التشويه التي تستهدف دور الدولة في دعم الفلسطينيين.