أستاذ قانون دولي لـ«الحرية»: المتظاهرون أمام السفارات المصرية في تل أبيب هم عملاء للموساد.

وصف الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون الدولي العام وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي، المتظاهرين ضد مصر في تل أبيب بأنهم عملاء يقومون بخدمة الاستخبارات الإسرائيلية الموساد.
وأوضح مهران في تصريحات لـ«الحرية» أن المشهد سريالي بكل معنى الكلمة، مشيرا إلى أن المتظاهرون يقفون في قلب الكيان الصهيوني، على الأرض التي تقصف غزة منذ أشهر، ليتهموا مصر بحصار الفلسطينيين، معتبرا أن هذا ليس جهلاً فحسب، بل خدمة مجانية لجهاز الموساد.
وأضاف مهران أن تنياهو الآن لديه الدليل الذهبي من أفواه العرب أنفسهم بأن إسرائيل بريئة من حصار غزة، وأن مصر هي المسؤولة، مشيرا إلى أن هؤلاء يستهدفون شطب إسرائيل من قائمة المتهمين بجرائم الحرب ويحاولون إدراج مصر بدلاً منها.
وتابع مهران أن القانون الدولي ينص على أن من يحتل أرضا مسؤول عن توفير احتياجات السكان المدنيين فيها، لافتا إلى أن إسرائيل تحتل غزة وتحاصرها برا وبحرا وجوا، لكن هؤلاء الجهلاء يلومون مصر التي تحاول حماية الفلسطينيين من التهجير القسري.
وأوضح أن هذه المظاهرات تخدم استراتيجية إسرائيلية واضحة، قائلاً: «الهدف تحويل الأنظار عن جرائم الحرب الإسرائيلية وتوجيه الغضب الشعبي نحو مصر.. إنها خطة شيطانية تم تنفيذها بسبب هؤلاء المتظاهرين».
وانتقد بشدة الموقع الجغرافي للمظاهرات، مشيرا إلى أن التظاهر ضد مصر من داخل إسرائيل يشبه أن تتهم الضحية بالقتل وأنت واقف بجانب القاتل، موضحا ان هذا انحطاط أخلاقي ومنطقي لا مثيل له في التاريخ.
وكشف أستاذ القانون الدولي عن التداعيات القانونية لهذه المظاهرات، مبينا أن هؤلاء قدموا لإسرائيل أفضل دفاع قانوني يمكن تصوره أمام المحاكم الدولية، مضيفا: عندما تواجه إسرائيل اتهامات بجرائم الحرب، ستقول: «حتى العرب يشهدون أن مصر هي من تحاصر غزة وليس نحن».
وأشار الدكتور مهران إلى أن هذه المظاهرات تضر بالقضية الفلسطينية أكثر مما تنفعها، وبدلا من تركيز الضغط على إسرائيل الجلاد، يحولون المعركة لصراع عربي-عربي، لافتا إلي أن هذا بالضبط ما كانت تحلم به إسرائيل منذ عقود.
وحول دوافع هؤلاء المتظاهرين في العالم امام السفارات المصرية، قال مهران أن البعض مخدوع والبعض جهلاء والبعض الآخر مدفوع الأجر، لكن النتيجة واحدة وهي خدمة مجانية لنتنياهو على حساب القضية الفلسطينية والكرامة العربية.
وأكد مهران أن مصر التي قدمت آلاف الشهداء لفلسطين، وفتحت حدودها للاجئين، وأرسلت آلاف الأطنان من المساعدات، تستحق التقدير لا الإهانة، مشددا على أن هؤلاء المتظاهرون يخدمون العدو بأيديهم ولا يدرون، ومضيفا أن التاريخ سيلعنهم، والأجيال القادمة ستخجل من هذا المشهد المخزي الذي جعل العرب يدافعون عن إسرائيل ضد مصر دون أن يشعروا.