بين الوعود والحقائق: هل أثرت الحملات الانتخابية على رأي الشارع بشأن انتخابات مجلس الشيوخ؟ | خاص

بين الوعود والحقائق: هل أثرت الحملات الانتخابية على رأي الشارع بشأن انتخابات مجلس الشيوخ؟ | خاص

بعد فترة من الحملات الدعائية المكثفة، التي ملأت الشوارع باللافتات، وصفحات التواصل بالوعود، والميادين بمكبرات الصوت، يدخل الشارع المصري غدًا أول أيام الصمت الانتخابي، إيذانًا بانتهاء مرحلة الترويج وبدء العد التنازلي ليومي التصويت في انتخابات مجلس الشيوخ 2025.

 هل غيّرت الدعاية الانتخابية موقف الشارع من انتخابات مجلس الشيوخ؟

مع اقتراب موعد انتخابات مجلس الشيوخ 2025، وبعد انتهاء فترة الدعاية الانتخابية رسميًا، يبقى السؤال هل استطاعت الحملات الإعلانية، وبرامج المرشحين، والجولات الانتخابية أن تُقنع المواطنين بالمشاركة أو أن تُغيّر مواقفهم السابقة تجاه العملية الانتخابية؟

وقبل بدء انطلاق الحملات الانتخابية، كان يسود شعور بالإحباط لدى كثير من المواطنين، عبّروا عنه، حيث كانو يقولون “الانتخابات مالهاش لازمة”، “اللي بينجح معروف من الأول”، “كلهم شبه بعض”، معلنين مقاطعتهم للانتخابات البرلمانية المقبلة.

وكان عدد كبير من المواطنين ينوون مقاطعة الانتخابات لأسباب مختلفة، تمثلت في عدم الثقة في التغيير، أو الجهل بهوية المرشحين، وعدم معرفتهم الكافية بحقوقهم السياسية وواجباتهم.

ومع اقتراب موعد التصويت ودخول البلاد في فترة الصمت الانتخابي، بدأت تتبلور مواقف المواطنين بين مؤيد ورافض ومتحفظ، بعد أسابيع من اللافتات، والجولات الميدانية، وحملات مواقع التواصل الاجتماعي، والمؤتمرات الحاشدة.

بعض الأهالي: الدعاية لم تغير موقفنا ومش هنشارك

ورغم الزخم الدعائي في الشوارع ومواقع التواصل، عبّر عدد من المواطنين في حديثهم لـ “الحرية” عن عدم اقتناعهم بحملات المرشحين، مؤكدين أن الدعاية لم تُحدث فارقًا في نظرتهم للعملية الانتخابية، وجاءت أقوالهم كالتالي:

وفي هذا السياق، قال أحمد حمدي أحد أهالي محافظة سوهاج: “من أول يوم وأنا مقرر مش هنتخب حد، واليفط والميكروفونات ما غيروش رأيي،  أنا بشوف نفس الوجوه كل مرة، وبعد ما يدخلوا المجلس مش بشوفهم تاني”.

وتقول جهاد عبد النعيم، أحد أهالي محافظة المنيا: “الناس بقت فاهمة دلوقتي أكتر من زمان، إحنا مش هننتخب عشان صور ولا كلمات مرتبة ومنظمة، عايزين برامج حقيقية وشغل على الأرض، مش شو إعلامي وكاميرات وتصوير”.

وقال محمد حلمي، أحد سكان منطقة المعادي بالقاهرة: “الحملات الإعلامية والإعلانية مغيرتش رأيي، بالعكس دي أكدتلي إن خلاص مفيش أمل،  أنا عايزة حد يجي يزورني بعد ما يكسب، وينفذ طلباتنا، مش وقت الحملة بس، الحقيقة كل مرة بنسمع نفس الوعود، ولا حاجة بتحصل”.

بعض الأهالي: الدعاية غيرت موقفنا ولازم نعبر عن رأينا

في المقابل، أعرب عدد من المواطنين في حديثهم لـ “الحرية” عن تغيير موقفهم من الانتخابات بعد متابعة الحملات الدعائية، سواء بسبب البرامج التي عرضت عليهم، أو نقاشات المرشحين، وكذلك تفاعلهم المباشر مع الأهالي، وجاءت أقوالهم كالتالي:

يقول مصطفى عبد الحميد أحد أهالي محافظة البحيرة: “الدعاية لبعض المرشحين فرقت معايا لما شفت مرشحين بيتكلموا بلغة مفهومة وبيشرحوا أفكار مش بس شعارات، حسيت إن في ناس عايزة تشتغل بجد، فقررت أشارك علشان دة حقي وحق الوطن عليا”.

وتقول سلوى أحمد، أحد أهالي محافظة أسوان: “أنا مش مهتمة كتير بالمرشحين ولا الكلام اللي بيتقال في الدعاية بتاعتهم، بس حسيت إن الصوت بتاعي مهم، حتى لو مش هغير حاجة كبيرة، دي مسؤوليتي كمواطن”.

وقالت ملك حسن، أحد أهالي محافظة الشرقية: “ممكن ما أكونش اقتنعت بكلام أي حد من المرشحين، لكن برضو أن شايفة إن المشاركة في الانتخابات شيء لازم نعمله عشان نكون جزء من العملية الانتخابية، مش بس ننتقدها من بعيد”.