نقاش بين العلم والدين حول فهم الأحلام.. ومصدر يوضح لـ”الحرية” مخاطر سوء التأويل

يعد الحلم في المنام من أكثر الظواهر النفسية والروحية التي حظيت باهتمام الإنسان عبر العصور ومنذ فجر التاريخ كان الحلم مصدرًا للغموض والتأمل، ومحط أنظار الفلاسفة وعلماء الدين، وكذلك علماء النفس، مما جعله موضوعا غنيًا بالدلالات والتفسيرات. وينشر لكم موقع الحرية في السطور التالية كافة التفاصيل.
تفسير رؤيا الحلم في المنام من جهة الشريعة الإسلامية
في الإسلام تعد الأحلام جزءًا من عالم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، لكن ورد في الأحاديث النبوية ما يشير إلى أنواع الرؤى:
1- رؤيا صالحة من الله تبشر أو تنذر.
2- أو أضغاث أحلام وهي من حديث النفس.
3- أو رؤيا من الشيطان تُثير الخوف أو القلق.
ونقل العلماء عن ابن سيرين والنابلسي وغيرهما من كبار المفسرين أن الرؤى تتطلب حكمة وعلمًا لتأويلها، وينبغي أن تُعرض على من يتحلى بالتقوى والعلم الشرعي، لأن الرؤيا قد تحمل رموزًا لا تفسر بظاهرها.
تفسير رؤيا الحلم في المنام من منظور علم النفس
أما من وجهة نظر علم النفس الحديث فالحلم يُعد انعكاسًا لرغبات دفينة في اللاوعي، يذهب “كارل يونغ” أحد علماء علم النفس إلى أن الأحلام تحتوي على رموز من العقل الجمعي، يمكن تفسيرها لفهم أعماق النفس البشرية.
ويرى الخبراء أن الحلم أداة يستخدمها الدماغ لمعالجة المشاعر والأفكار التي لم يتم التعبير عنها في الواقع، وقد يُستخدم أيضًا كوسيلة لحل المشكلات أو تخفيف التوتر.
هل كل حلم يحمل معنى؟
ليس كل حلم يعد رؤيا حقيقية تحتاج لتفسير، فالكثير من الأحلام يكون مجرد انعكاسات يومية؛ لما يشهده الفرد من ضغوط أو رغبات؛ لذلك ينصح بعدم القلق من الأحلام المزعجة، ما لم تتكرر أو تحمل دلالات واضحة ومؤثرة في حياة الشخص.
يقول علماء الدين وخبراء النفس إنه إذا كان الحلم يحمل رسالة متكررة، أو يصاحبه شعور قوي بالطمأنينة أو الإنذار، فقد يستدعي التأمل أو استشارة مختص .
وفي الإسلام من الأفضل أن يروي الحلم الصالح لمن يحب، ويكتم الحلم السيئ، مع الاستعاذة من الشيطان ، فالحلم مساحة فريدة بين العقل والروح، بين العلم والإيمان، فسواء كان الحلم نافذة على النفس أو رسالة من الغيب، فإنه يظل تجربة إنسانية ثرية تستحق الاهتمام، ولكن دون مبالغة .
وفي تصريح خاص لموقع “الحرية” أوضح الشيخ محمد كمال إمام مسجد بمحافظة سوهاج وأحد القارئين في تفسير الأحلام أن:”كثيرا من الناس يخلطون بين الرؤيا الصادقة وأحلام النفس أو الكوابيس، بينما في الحقيقة لا يجوز تأويل أي حلم بشكل عشوائي أو بناء على رموز جاهزة من الإنترنت، لأن كل حلم له ظروفه وسياقه النفسي والديني، ومن الأفضل عدم التسرع في تفسير الرؤى إلا عند الحاجة، وبعد التحقق من الحالة النفسية والدينية لصاحب الحلم.”
وأضاف: “نحن نعيش في زمن تتعدد فيه الضغوط والمخاوف، لذلك من الطبيعي أن تنعكس هذه المشاعر في أحلامنا، لكن الأهم هو التوازن بين الإيمان والعقل عند التعامل مع هذه الرؤى، وعدم جعل الأحلام مصدرًا للقلق أو اتخاذ قرارات مصيرية بناءً عليها فقط.”