«بين لغز حريق رمسيس وحرائق سوهاج».. سلسلة من الكوارث تترك أثرها في قلوب المصريين في ظل غياب التفسير

«بين لغز حريق رمسيس وحرائق سوهاج».. سلسلة من الكوارث تترك أثرها في قلوب المصريين في ظل غياب التفسير

في غضون شهر واحد فقط شهدت مصر موجة متتابعة من الكوارث التي أثارت القلق في الشارع المصري، من حادث الطريق الإقليمي المأساوي الذي راح ضحيته العشرات، مرورا بالحريق الضخم الذي أوقف عمل سنترال رمسيس، فمأساة أطفال دلجا التي فجّرت موجة من الحزن والغضب، ثم الانقطاعات في الكهرباء بمختلف المحافظات، وصولا إلى عدد من الحوادث والكوارث الأخرى التي لم تترك مجالًا للراحة أو الطمأنينة.

حرائق قرية برخيل بسوهاج

تعيش قرية برخيل بمركز البلينا في سوهاج حالة من الرعب والترقب منذ منتصف يوليو الجاري، إثر سلسلة حرائق غامضة أودت بعشرات المنازل والأحواش والممتلكات دون سبب واضح.

أكثر من 25 حادثة حريق تم توثيقها، بعضها تسبب في إصابات، وسط عجز السلطات والمواطنين عن تفسير الظاهرة رغم التحقيقات الرسمية، التي رجحت في أغلبها أسباباً تقليدية مثل ماس كهربائي أو شرر متطاير من أفران.

تفاوتت الحرائق بين احتراق الحشائش، والأثاث، والأسطح، مع إصابات نتيجة اختناق في بعض الحوادث، ورفض واضح لأي تفسير بسيط لهذه الظاهرة المتكررة.

وانتشرت شائعات حول أسباب غير مادية كالجن والعفاريت، ما زاد من حدة القلق والغموض في القرية، بينما لا تزال التحقيقات مستمرة في محاولة للوصول إلى تفسير علمي واضح لهذه الحرائق المتكررة.

مأساة أطفال دلجا

شهدت محافظة المنيا مأساة مؤلمة خلال الأسبوعين الماضيين، حيث فقدت عائلة من قرية دلجا ستة أشقاء صغار في ظروف غامضة وغير واضحة، بدأت بوفاة مفاجئة لأربعة أطفال وتوالت بموت شقيقتين أخريين، وسط حالة من الحيرة والصدمة لدى الأسرة والمجتمع.

توفيت الطفلة “فرحة” 14 عامًا كآخر ضحية بعد خضوعها لسلسلة من الفحوصات الطبية في مستشفى الإيمان بأسيوط، في محاولة لكشف سبب الوفاة التي لم تتضح بعد.

ورغم وجود عدة توقعات حول أسباب الوفاة، منها مرض غامض أو شبهة جنائية أو تناولهم للسموم، أكدت وزارة الصحة عدم وجود أمراض معدية أو أوبئة في القرية، بعد فحص عينات متعددة من المياه والمنازل، مؤكدة استقرار الحالة الصحية العامة.

حادثة الطريق الإقليمي بالمنوفية

وقع حادث مأساوي على الطريق الإقليمي أمام قرية مؤنسة بمركز أشمون، عندما اصطدمت شاحنة نقل ثقيل بسيارة ميكروباص يقودها أدهم محمد كانت تقل مجموعة من الفتيات المتجهات إلى إحدى مزارع العنب للعمل. وأسفر التصادم عن مصرع جميع الراكبات والسائق على الفور.

وشهدت قرية كفر السنابسة مشاهد مؤلمة، حيث تجمع الأهالي، وانهارت الأمهات في صراخ ووجع على فراق بناتهن في لحظات وداع قاسية ومفجعة، وتسببت الواقعة في جدل كبير وأحدثت ضجة استمرت لأيام.

حريق سنترال رمسيس

شهدت منطقة الأزبكية بوسط القاهرة حريقًا ضخمًا اندلع داخل سنترال رمسيس التابع للشركة المصرية للاتصالات، تصاعدت على أثره ألسنة اللهب والدخان الكثيف، ما أحدث حالة من الارتباك بين المواطنين.

وتدخلت قوات الحماية المدنية بسرعة، وتمكنت من السيطرة على النيران في ملحمة بطولية استمرت لساعات، مستخدمة السلالم الهيدروليكية والوسائل الحديثة رغم صعوبة الموقع وارتفاع المبنى.

تم تنفيذ عمليات التبريد لضمان عدم تجدد الحريق، بينما تم نقل حركة الإنترنت الثابت بالكامل إلى مركز الحركة التبادلي بسنترال الروضة لضمان استمرارية الخدمة.

وتأثرت خدمات الإنترنت الثابت والمحمول بشكل نسبي نتيجة تعطل بعض دوائر الربط، لكن الفرق الفنية بدأت فورًا في استبدال الدوائر المتضررة ونقلها إلى السنترالات البديلة مع توقعات بعودة الاستقرار خلال 24 ساعة.

انقطاع الكهرباء دون إعلام مسبقة

شهدت محافظة الجيزة انقطاعات واسعة في الكهرباء والمياه نتيجة توقف محطة نقل كهرباء جزيرة الذهب، مما أدى إلى خروج عدد كبير من محطات رفع المياه عن الخدمة وتعطيل الحياة اليومية في مناطق متعددة مثل العمرانية وفيصل والمنيب.

تفاقمت الأزمة بسبب تعطل خطوط الشكاوى الحكومية، حيث توقفت أرقام الطوارئ المخصصة للكهرباء والمياه، ما زاد من غضب المواطنين وغياب وسائل التواصل مع الجهات المسؤولة.

ورغم ارتفاع درجات الحرارة وشكاوى المواطنين، أكدت الحكومة عدم العودة إلى خطة تخفيف الأحمال، مشددة على استمرار توفير التغذية الكهربائية. وأشار مصدر بوزارة الكهرباء إلى أن نقص أعمال الصيانة خلال الشتاء هو السبب الرئيسي لتكرار الأعطال، محذرًا من صيف صعب يواجه الشبكة الكهربائية.

اقرأ أيضًا: «النار مبقتش تفارقنا».. أهالي برخيل بسوهاج يكشفون تفاصيل معاناتهم مع الحرائق مجهولة المصدر|خاص