الظهور الأول لجد الأطفال الستة في قرية دلجا: قصص مؤثرة وأسرار تُكشف للمرة الأولى

الظهور الأول لجد الأطفال الستة في قرية دلجا: قصص مؤثرة وأسرار تُكشف للمرة الأولى

في مشهد مؤثر، ظهر الحاج محمد علي الشريف، جد الأطفال الستة الذين لقوا مصرعهم في حادثة التسمم المؤلمة التي هزّت قرية دلجا التابعة لمركز ديرمواس جنوب محافظة المنيا. الظهور الأول للحاج محمد كان مليئاً بالدموع والآهات، حيث تحدث لأول مرة عن تفاصيل المعاناة التي عاشتها الأسرة منذ اللحظة الأولى لتعب حفيده الأكبر، وحتى وفاة ستة من أحفاده تباعاً ثم ولده في مشهد وصفه بـ”النكبة التي لا توصف”.

أطفال دلجا

اقرأ أيضا: محام عن أزمة المنيا : مأساة أطفال دلجا تهز الوجدان قبل أن تقلق العدالة

البداية من الطفل “محمد”

سرد الحاج محمد تفاصيل ما جرى قائلاً: “بدأت القصة مع محمد، أول أحفادي، عندما شعر بتعب شديد ولم نكن نعلم السبب، أخذته للطبيب، لكن دون جدوى ثم نُقل إلى مستشفى ديرمواس التخصصي، وهناك لفظ أنفاسه الأخيرة”.

وأضاف: “بعد محمد، حضر أخوه عمر، ثم ريم، ثم أحمد، وأخيراً فرحة ورحمة، كلهم بنفس الأعراض، وكأن الموت كان ينتظرهم واحداً تلو الآخر”.

الأم كانت في بني سويف والنفقة لم تنقطع

وفي حديثه، أوضح الجد أن والدة الأطفال كانت منفصلة عن والدهم، وكانت تقيم في محافظة بني سويف مع نجلها الأصغر “أحمد”، مؤكداً أنه رغم الانفصال كانت تُرسل لها النفقة بشكل منتظم، وأضاف: “في رمضان الماضي، أعادها ابننا ناصر إلى بيت الزوجية، وبنى لها بيتاً جديداً ليبدأوا حياة مستقرة من جديد… لكن جاءت هذه الكارثة التي دمرت كل شيء”.

المحامي عصام مكرم الشريف: نطالب بالحقيقة

من جانبه، تحدث المحامي عصام مكرم الشريف، الذي ألزم نفسه بتمثيل العائلة قانونياً، قائلاً: “أنا المتحدث الرسمي باسم والد الأطفال وذويهم، فهم أبناء عمومتي، وسنواصل متابعة القضية حتى تظهر الحقيقة”. وأضاف: “نشكر موقع الحرية ورئيس التحرير الأستاذ عصام الشريف على التغطية المتميزة التي جعلت من هذه المأساة قضية رأي عام، كما نوجه الشكر لمستشفى أسيوط الجامعي وأطقمها الطبية”.

شقيق الشهيد ناصر: لا نريد سوى العدالة

أما علي الشريف، شقيق والد الأطفال، فأكد أن الأسرة لا تبحث عن ثأر أو انتقام، وإنما تطالب فقط بمعرفة المسؤول الحقيقي عن الكارثة. وقال: “الحالة التي أصابت شقيقي كانت مشابهة لأطفاله تماماً، من تيبّس في الأطراف وارتفاع الحرارة وآلام الرقبة، حتى توفي هو الآخر بنفس الطريقة”.

أحمد شقيق ناصر: فرحة كانت الأقرب له

وفي حديث آخر، قال أحمد الشريف، شقيق ناصر الأصغر، إن فرحة، الطفلة الكبرى من بين الضحايا، كانت الأقرب إلى والدها، وظلت إلى جواره في مركز السموم بمحافظة المنيا. وأضاف: “كنا نعيش لحظات من الرعب، نشاهدهم يرحلون واحداً تلو الآخر، ولا نعرف من السبب… نريد فقط معرفة الحقيقة”.

انتظار نتائج التحقيقات

العائلة الآن تقف على أحر من الجمر في انتظار نتائج تحقيقات النيابة العامة التي تباشر عملها منذ وقوع الحادثة، وسط تضامن واسع من أهالي القرية والمجتمع المحلي، الذي لا يزال تحت وقع الصدمة من حجم الفاجعة.

تنتظر قرية دلجا بصبر وألم الإجابة عن السؤال الكبير: من المسؤول؟

وفي الوقت الذي تباشر فيه النيابة العامة والجهات الأمنية التحقيق، يبقى الأمل في أن تتحقق العدالة سريعاً، وأن تنصف هذه العائلة التي فقدت أغلى ما تملك.