«النار أصبحت رفيقتنا الدائمة».. سكان برخيل في سوهاج يروون تفاصيل معاناتهم من الحرائق الغامضة | خاص

منذ أسابيع، تعيش قرية برخيل التابعة لمركز البلينا بمحافظة سوهاج على وقع أحداث غامضة ومقلقة، بعدما تحولت إلى مسرح لحرائق متكررة تشتعل دون سابق إنذار، وفي أوقات وأماكن غير متوقعة، ما أثار الذعر والارتباك بين الأهالي، وسط غياب تفسير علمي أو أمني قاطع حتى الآن.
أهالي قرية برخيل بسوهاج يروون لـ«الحرية» تفاصيل معاناتهم مع الحرائق مجهولة المصدر
ورغم تعدد الروايات ما بين من يُرجعها إلى السحر أو تجارة الآثار، وآخرين يرون أن مخلفات المواشي قد تكون سببًا، تبقى الحقيقة غائبة، في وقت تتوالى فيه الخسائر البشرية والمادية، وتستمر النيران في حصد المزيد من البيوت والقلق.
وفي ظل هذا المشهد، رصدت «الحرية» شهادات حية من الأهالي، لمحاولة لفهم ما يحدث داخل واحدة من أكبر قرى مركز البلينا بسوهاج، التي وجدت نفسها فجأة تحت نار لا أحد يعرف من أين جاءت.. ولا متى تتوقف.
أحد أهالي قرية برخيل: الحرائق مستمرة منذ شهر.. والسبب لا يزال مجهولًا
قال حمدي سلمان أحد أهالي قرية برخيل، التابعة لمركز البلينا بمحافظة سوهاج، في تصريحات خاصة لموقع “الحرية”، إن القرية تشهد حرائق غامضة بدأت منذ نحو شهر كامل دون وجود تفسير رسمي واضح حتى الآن، مشيرًا إلى أن النيران كانت تشتعل في البداية كل يوم ثلاثاء فقط، وفي حيز عمراني ضيق، قبل أن تتحول إلى حرائق يومية تمتد في جميع أنحاء القرية.
وأضاف: “رغم إن برخيل من أكبر قرى مركز البلينا من حيث المساحة وعدد السكان، إلا إنها لا تضم نقطة إطفاء واحدة، وده خلى الأهالي في مواجهة مباشرة مع النيران اللي بتشتعل فجأة وبشكل متكرر”.
وحول تفسيرات الأهالي، أشار إلى أن هناك من يربط بين الحرائق وبين السحر أو التنقيب عن الآثار، لكن لا يوجد ما يؤكد هذه الروايات حتى الآن، كما أن وفدًا من مشيخة الأزهر زار القرية مؤخرًا وأرجع السبب المحتمل إلى مخلفات المواشي، لكن الموقف ما زال غامضًا.
وأوضح أن عدد الأصوات الانتخابية بالقرية يفوق 40 ألف صوت، ورغم ذلك يرى الأهالي أن تضامن بعض النواب غير كافٍ، وأن الجهود الفعلية على الأرض جاءت من السكان أنفسهم، الذين قاموا بتوفير 21 صندوق إطفاء على نفقتهم الخاصة.
وأكد المواطن أن الأهالي لا يستبعدون أن تكون أعمال سحر أو تجارة آثار سببًا محتملًا في هذه الحرائق الغريبة، مطالبين بضرورة فتح تحقيق شامل.
أحد أهالي القرية: النار بقت جزء من يومنا.. والناس فقدت الإحساس بالأمان
قال أحد أهالي قرية برخيل، رفض ذكر اسمه في تصريحات خاصة لموقع “الحرية”، إن الوضع في القرية لم يعد يحتمل، مؤكدًا أن الحرائق المتكررة قلبت حياة الأهالي رأسًا على عقب.
وتابع: “بقينا نصحى وننام على ريحة دخان، ما فيش بيت هنا ما جاهش عليه الدور، والكارثة إننا ما بقيناش نعرف ننام مرتاحين، دايمًا متوقعين إن النار تولع في أي وقت ومن أي مكان”.
وأضاف :”في الأول الناس قالت صدفة، أو حوادث فردية، دلوقتي بقى فيه يقين عند كل واحد فينا إن فيه حاجة مش طبيعية بتحصل، والمشكلة إن مفيش مسؤول قدر يجاوبنا على السؤال: ليه؟”.
وأشار إلى أن شباب القرية تحمّلوا الجزء الأكبر من المسؤولية في مواجهة النيران، قائلًا : “إحنا اللي بنجري أول ما الحريق يشتعل، بإيدينا وبطفايات بسيطة، ووفرنا 21 صندوق إطفاء من جيوبنا عشان نلحق اللي نقدر عليه”.
وعن تعامل الجهات الرسمية، أوضح محمود: “المحافظ بيتابع، وده شيء بنقدّره، لكن إحنا محتاجين تحرّك على الأرض، لجنة فنية تحقق وتشوف مصدر الحريق، مش بس مجرد تضامن في الورق”.
وقال: “الناس هنا محترمة، وعارفة حدود ربنا، بس لما توصل لمرحلة إنك تفكر كل يوم هتحرق فين، وتبات برا بيتك عشان تحميه، يبقى فيه حاجة غلط ومحتاجة وقفة حقيقية من الدولة”.
اقرأ أيضًا: 1000 كرتونة مواد غذائية.. أبرز تحركات محافظة سوهاج لدعم أهالى برخيل المتضررين من الحرائق