الأسواق المالية تستمر في ارتفاعها الطفيف.. خبير لـ«الحرية»: التوقعات التفاؤلية تدعم أداء البورصة على الرغم من الحذر.

قال محمد شلبي، خبير أسواق المال، إن البورصة المصرية واصلت تحركاتها الإيجابية خلال جلسة اليوم الثلاثاء 29 يوليو، مدعومةً بموجة صعود عامة يشهدها السوق مؤخرًا، في ظل استقرار مؤشرات الاقتصاد الكلي، وعلى رأسها استقرار سعر الصرف وتباطؤ معدلات التضخم.
وأوضح شلبي، في تصريحاته لـ”الحرية”، أن التفاؤل في السوق يتزايد مع تنامي التوقعات باتجاه البنك المركزي نحو خفض جديد لأسعار الفائدة، رغم عدم حسم توقيته بعد، مشيرًا إلى أن الجلسة شهدت ارتفاعًا محدودًا لمؤشرات السوق، في إطار حركة تصحيحية لتعويض الخسائر الحادة التي سجلتها جلسة الأمس.
وبحسب بيانات السوق، سجل مؤشر EGX70 للأسهم الصغيرة والمتوسطة ارتفاعًا بنسبة 0.42%، بينما استقر مؤشر EGX30 الرئيسي بالقرب من مستوياته السابقة، وسط تحركات انتقائية للأسهم القيادية تعكس حالة ترقب عام بين المتعاملين.
تباين قطاعي وحذر استثماري
شهدت الجلسة تباينًا في أداء القطاعات، حيث ارتفعت مؤشرات 10 قطاعات رئيسية، أبرزها الأغذية والمشروبات، التجارة، مواد البناء، الاتصالات، الرعاية الصحية، والعقارات، بمتوسط نمو تجاوز 1%. في المقابل، سجلت قطاعات الموارد الأساسية، البنوك، النقل، والمقاولات تراجعًا محدودًا.
ومن بين إجمالي الأسهم المتداولة، ارتفعت أسعار 104 أسهم، مقابل تراجع 85 سهمًا، ما يشير إلى صعود نسبي محدود.
اتجاهات متباينة للمستثمرين
أظهرت تعاملات المستثمرين ميل المصريين والأجانب، أفرادًا ومؤسسات، نحو الشراء خلال الجلسة، بينما فضل المستثمرون العرب البيع، في دلالة على تباين الرؤى الاستثمارية بين مختلف شرائح السوق.
وأكد شلبي، أن الجلسة تأتي كرد فعل طبيعي على الخسائر الكبيرة التي تكبدها السوق أمس، والتي فقد خلالها رأس المال السوقي نحو 36 مليار جنيه، بعد الارتفاع القوي الذي دفع المؤشر الرئيسي لتجاوز مستوى 34,500 نقطة، فيما سجل رأس المال السوقي مستوى 2.424 تريليون جنيه بنهاية جلسة اليوم.
نظرة مستقبلية.. صعود مرهون بالمحفزات
ويرى شلبي، أن الاتجاه العام للبورصة لا يزال صاعدًا على المدى المتوسط، في ظل التوقعات بطرح شركات جديدة في السوق خلال الفترة المقبلة، مما يعزز جاذبية البورصة ويزيد من عمقها الاستثماري، خاصة للمؤسسات.
ولفت إلى أن السوق لا يخلو من ضغوط بيعية متقطعة، ترتبط بالتوترات الجيوسياسية الإقليمية، وترقب المستثمرين لقرارات البنك المركزي المصري، إلى جانب مراجعات صندوق النقد الدولي، التي تتأثر بدورها بالسياسة النقدية الأمريكية والتطورات الاقتصادية العالمية.
وأكد خبير أسواق المال، أن السوق المصري يتحرك ضمن مسار صاعد مدعوم بأساسيات اقتصادية قوية، لكنه يظل معرضًا لموجات تذبذب وتصحيح، في ظل غياب الوضوح الكامل حول السياسات النقدية محليًا وعالميًا، داعيًا المستثمرين إلى التوازن بين استغلال الفرص وتحجيم المخاطر خلال الفترة المقبلة.