صانعو القرار في مواجهة تحدي الاختيار: التغيرات في سعر الصرف وتأثيرها على الاستثمار المستقبلي

صانعو القرار في مواجهة تحدي الاختيار: التغيرات في سعر الصرف وتأثيرها على الاستثمار المستقبلي

تقرير: سمر أبو الدهب

يعود الانخفاض الحالي في سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري إلى عدة عوامل رئيسية، أبرزها زيادة في المعروض من العملة الأجنبية في السوق المصرية، ونتج ذلك بشكل كبير عن قيام بعض الدول العربية بتحويل ديونها المستحقة على مصر إلى استثمارات مباشرة.

وعزز هذا التحول في المديونيات بشكل كبير الإيرادات الدولارية لمصر، مما دعم موقف الجنيه المصري أمام الدولار، ومن الجدير بالذكر أن البنك المركزي المصري يلعب دورًا محوريًا وحاسمًا في التحكم في سعر الصرف، حيث يتخذ إجراءات محسوبة لضبط السوق، خاصة خلال فترات تقلب تدفقات “الأموال الساخنة”، ويهدف هذا إلى منع المستثمرين الأجانب من تحقيق مكاسب غير مبررة من الفوائد المرتفعة وسعر صرف العملة عند دخولهم وخروجهم من السوق.

وفي موازاة ذلك، أشار الدكتور كريم عادل مدير مركز العدل للدراسات الاقتصادية والإستراتيجية، في منشور له على “فيسبوك”، إلى أن الوضع الحالي لسعر الصرف يضع المزيد من الضغوط على السياسة النقدية في الفترة القادمة، إذ أنه لكل حالة إيجابياتها وسلبياتها.

تأثير سعر الصرف على المستثمرين

وأوضح مدير مركز العدل للدراسات الاقتصادية والإستراتيجية، أن تأثير هذا الوضع بمثال توضيحي، أنه إذا استثمر أحدهم مليار دولار عندما كان سعر الصرف 50 جنيهًا لكل دولار، فسيحصل على 50 مليار جنيه مصري لاستثمارها في أذون الخزانة، أما الآن، ومع انخفاض سعر الصرف إلى 48.80 جنيهًا بالتقريب، إذا قرر هذا المستثمر الخروج الآن، فسيحصل على ما يعادل 1.025 مليار دولار مقابل الـ 50 مليار جنيه التي يملكها.

دكتور كريم عادل

تساؤلات حول مُستقبل سعر الصرف والسياسة النقدية

ويثير هذا السيناريو تساؤلات مهمة حول مستقبل سعر الصرف والسياسة النقدية، ومدى استمرار انخفاض سعر صرف الدولار، وإمكانية خفض الفائدة لتقليل أرباح المستثمرين، وأيضًا مدى استمرار المستثمرون الحاليون في السوق ودخول استثمارات جديدة.

كل هذه التساؤلات تعكس التحديات المعقدة التي تواجه صانعي القرار في إدارة سعر الصرف وتحقيق التوازن بين جذب الاستثمارات والحفاظ على استقرار السوق.