“النيران تندلع فجأة” .. حرائق ت devastate قرية برخيل في سوهاج والأهالي يواجهون كابوساً يومياً

“النيران تندلع فجأة” .. حرائق ت devastate قرية برخيل في سوهاج والأهالي يواجهون كابوساً يومياً

منذ منتصف يوليو الجاري، تعيش قرية برخيل التابعة لمركز البلينا بمحافظة سوهاج، حالة من الرعب والترقب بعد سلسلة حرائق غامضة التهمت عشرات المنازل والأحواش والممتلكات دون إنذار، وسط ذهول الأهالي وعجز التفسيرات التقليدية عن احتواء الموقف أو تهدئة المخاوف.

قرية برخيل بسوهاج تحترق بلا سبب

استيقظ أهالي القرية ذات ليلة على صرخات استغاثة مزّقت سكون الليل: “حريقة.. حريقة”، كانت تلك أولى حلقات مسلسل الحرائق الذي لم يتوقف حتى الآن، لم يكن حريقًا واحدًا، بل أكثر من 25 واقعة اشتعال موثقة، بعضها تسبب في إصابات، وبعضها الآخر التهم ممتلكات بالكامل.

ورغم تحرير محاضر رسمية بكل واقعة، وتدخل النيابة العامة لمباشرة التحقيقات، فإن معظم أسباب الحرائق بحسب أقوال الملاك تراوحت بين ماس كهربائي وتطاير شرر من فرن، لكن تكرار السيناريو بشكل شبه يومي أثار جدلًا واسعًا بين السكان.

أبرز حرائق قرية برخيل

اندلعت النيران في حوش المزارع “إبراهيم م.ا.ع” (60 عامًا)، والتهمت كميات كبيرة من البوص والتبن، فيما رجّح المالك أن السبب يعود إلى ماس كهربائي.
وفي وقت سابق، نشب حريق محدود بصالة شقة في منزل “ممدوح ع.ع.ا” (55 عامًا)، وأسفر عن تلف بعض الأثاث، وأفاد المالك أن ماسًا كهربائيًا في مفتاح مصباح كان وراء الحادث.
واشتعل سطح منزل الشاب “فارس ا.ع.م” (24 عامًا)، والتهمت ألسنة اللهب البوص والأخشاب بالكامل، ووفق أقوال المالك، فإن شررًا تطاير من فرن بلدي قد يكون السبب.
وأدى حريق شب في غرفة شقة يملكها الدكتور “ع.ح.ر” (47 عامًا)، إلى إصابة ثلاث سيدات باختناق، واحتراق محتويات الغرفة، وتشير التحقيقات الأولية إلى ماس كهربائي بمروحة سقف.
والتهمت النيران حوشًا مملوكًا لـ”أشرف ر.ع.ا” (45 عامًا)، ودمرت محتوياته بالكامل دون تسجيل إصابات، فيما أرجع المالك السبب إلى توصيلات كهربائية عشوائية.

وفي ظل غياب تفسير علمي حاسم حتى الآن، ترددت شائعات بين بعض المواطنين عن ارتباط هذه الحوادث بوجود “جن” أو “عفاريت”، وذهب البعض إلى الحديث عن ما يُعرف بـ”الجن السفلي”، وهو ما زاد من الغموض حول الأزمة.

عباس شومان يوجّه استغاثة لإنقاذ أهالي “برخيل” بسوهاج

وجّه الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف الأسبق، استغاثة عاجلة عبر حسابه الرسمي، ناشد فيها الجهات المعنية سرعة التدخل لإنقاذ أهالي قرية برخيل التابعة لمركز البلينا بمحافظة سوهاج، بعد تكرار اندلاع حرائق غامضة في منازل القرية دون معرفة الأسباب، منذ ما يقرب من شهر.

وقال شومان في منشور عبر فيسبوك: “استغاث بي بعض أهالي قرية برخيل، حيث تشتعل الحرائق في البيوت دون معرفة السبب، ولا أعرف بماذا يمكن مساعدتهم، ولعل هذا البوست يصل لمن يمكنه المساعدة”.

أستاذ جامعي يفسّر علميًا حرائق قرية برخيل

في أعقاب استغاثة الدكتور عباس شومان، حول تكرار اشتعال الحرائق الغامضة في منازل قرية برخيل التابعة لمركز البلينا بمحافظة سوهاج، تلقى شومان رسالة من أستاذ جامعي متخصص قدّم فيها تفسيرًا علميًا منطقيًا لسبب هذه الحرائق.

وقال: “يرجى التنبيه على الأهالى بعدم تخزين السباخ والمخلفات الزراعية فى البيوت او حول البيوت لأن هذه المخلفات بيئة صالحة وخصبة لنمو وتكاثر الكائنات الدقيقة خاصة البكتريا المنتجة لغاز الميثان وهو غاز قابل للاشتعال فى درجات الحرارة العليا وهذا هو سبب اشتعال الحرائق فى ظل ارتفاع درجات الحرارة…. مع تحياتى لشخصكم الكريم”.

لجنة من الأزهر الشريف تزور قرية برخيل

وجّه الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بإيفاد لجنة من علماء الأزهر إلى القرية، للوقوف على حقيقة ما يجري، وتقديم الدعم الروحي والمعنوي للأهالي.

وضم الوفد عددًا من كبار علماء وقيادات الأزهر بمحافظة سوهاج، منهم الشيخ محمد الضبع، والشيخ عبدالعاطي أمين، والشيخ عبدالرؤوف هاشم، والشيخ هشام علي أحمد، والشيخ عبداللاه عبدالرازق، والشيخ أكرم سعدالدين، والشيخ راضي عبدالعزيز.

وخلال الزيارة، تجوّل أعضاء اللجنة في المنازل المتضررة والتقوا بعدد من الأهالي الذين أكدوا أن الحرائق ما زالت تندلع بشكل مفاجئ، ليلًا ونهارًا، دون وجود سبب ظاهر، وهو ما تسبب في ذعر واسع بين سكان القرية.

 

من جانبهم، شدد أعضاء لجنة الأزهر على ضرورة التعامل مع الموقف بهدوء وعقلانية، مؤكدين أن الأزهر يتابع الموقف عن كثب، ويعمل بالتنسيق مع الجهات المختصة لتحديد الأسباب الحقيقية لهذه الحرائق، داعين إلى نبذ الشائعات وعدم الانسياق وراء تفسيرات غير مبنية على أسس علمية أو شرعية.

وأكد الوفد أن الدين يرفض إثارة الفزع دون دليل، وأن العقل والعلم يجب أن يتقدما في التعامل مع مثل هذه الأزمات، مؤكدين وقوف الأزهر بجانب الأهالي حتى انتهاء الأزمة وعودة الحياة إلى طبيعتها داخل القرية.