«ابني تعرض للعنف ورفضوا عرض الكاميرات».. أم تقدم بلاغًا ضد حضانة إسلامية في قنا ورد فعل مفاجئ من المشرفة

في الوقت الذي تضع فيه الأمهات ثقتهن في الحضانات لتوفير بيئة آمنة وتعليمية لأطفالهن، جاءت واقعة مؤلمة في محافظة قنا لتكسر هذا الشعور بالأمان
سيدة من محافظة قنا خرجت عن صمتها واتهمت حضانة بالتعدي الجسدي على نجلها البالغ من العمر 3 سنوات، وسط إنكار تام من الإدارة، ورفض لمطالبها بمراجعة الكاميرات، وأسلوب لايليق”.
بداية واقعة محافظة قنا .. طفل يعود من الحضانة مصابًا
أوضحت السيدة أسماء أحمد دمرادش، من مركز نجع حمادي بمحافظة قنا، في تصريح خاص لـ«الحرية» أنها قررت إلحاق طفلها “عمار”، البالغ من العمر ثلاث سنوات، بحضانة تابعة لجمعية إسلامية قريبة من منزلها مع أخته، لممارسة بعض الأنشطة الصيفية.
وأضافت أن الحضانة كانت معروفة بطابعها المحافظ، حيث تمنع دخول الرجال وتقدم أنشطة لحفظ القرآن وتنمية المهارات، إلى جانب مصروفات مرتفعة نسبياً.
وتابعت عند ذهاب الطفل أول يوم للحضانة، بهدف أداء النشاط الصيفي من تنمية مهارات او حفظ القرآن الكريم، وبعد مرور عشر دقائق فقط من وصول الطفل، فوجئت الأم بعودته إلى المنزل وهو يشكو من آلام في جسده لتكتشف وجود علامات «قرص وضرب» واضحة وعلامات تدل على تعرضه لعنف جسدي.
إنكار من الحضانة ورفض عرض الكاميرات
وأكدت الأم أنها توجهت إلى الحضانة على الفور للاستفسار، لكنها قوبلت بإنكار تام من قبل العاملين ومعاملة لاتليق، حيث أكدوا أن الطفل ربما تعرض للسقوط، وأن الإصابات ليست من داخل الحضانة، أو أنه يعاني من حساسية اتجاه طعام ما.
حينها أشار طفلها عدة مرات إلى نفس سيدة عاملة بالحضانة «الدادة»، لكن عند مواجهتها أنكرت بدورها قيامها بأي اعتداء، وحاولت والدة الطفل التواصل مع الإدارة، إلا أن المديرة كانت في إجازة، ورفض باقي المسؤولين التعاون معها.
وتابعت عند المطالبة بمشاهدة كاميرات المراقبة، رُفض الأمر في البداية بشدة، قبل أن يوافق صاحب الحضانة لاحقًا على تحديد موعد للاطلاع على الكاميرات بشرط حضور فني متخصص من طرفهم.
ثم عاد ورفض ذلك بحجة أن الحضانة أحضرت فنيًا خاصًا بها بعد تأجيل الموعد المتفق عليه، وأوضحت أنها شكّت في حذف أجزاء من التسجيلات، خاصة أن لم يظهر شيء بخصوص طفلها.
أسلوب حاد من الإدارة واستفزاز للأسرة
بحسب الأم، قوبلت أسئلتها ومطالبها بتعامل مليء بالاستهانة، حيث رفضت الإدارة استدعاء العاملة محل الشكوى، وعلّق أحدهم قائلًا: “لو مش عاجبكم متجيبوش الولد… بركة مليانة حضانات”.
كما وصفت المشرفة الطفل بأنه “ضيف تقيل، والحضانة مش مضطرة تتحمله”، في إشارة غير مبررة، رغم أن هذه مهام الحضانة التعامل مع الطفل أي كان سلوكه، مطالبين أن يأتي الطفل للحضانة بدون أمه.


تقرير طبي ومحضر رسمي وبراءة
و حسبما أفادت والدة الطفل، تم عرض الطفل على ثلاثة أطباء، وأكدوا أن الإصابة نتيجة “اعتداء جسدي”، وليست حساسية أو لدغة حشرة كما ادعت الحضانة.
وحررت الأسرة محضرًا رسميًا بالواقعة رقم 17163، وتم إخطار لجنة حقوق الطفل بالشكوى تحت رقم 104553، وحددت اللجنة زيارة للحضانة، لإجراء مفاوضات، وحاولت حينها إدارة الحضانة إقناع الأم بالتنازل عن المحضر مقابل اعتذار، لكنها رفضت.
وبعد اطلاع الإدارة على التقرير الطبي، اتهمت الأسرة بتزوير التقرير، في محاولة لتشويه الموقف.
أوضح التقرير الطبي أن إصابة الطفل لم تتجاوز 21 يومًا، وهو ما أدى إلى صدور حكم ببراءة العاملة (الدادة) المتهمة بالتعدي عليه، وذلك وفقًا للنص القانوني الذي يشترط أن تتجاوز مدة الإصابة 21 يومًا لاعتبار الواقعة جنحة.
ورغم ذلك، أكدت والدة الطفل استمرارها في اتخاذ الإجراءات القانونية والاستئناف على الحكم، سعيًا للحصول على حق نجلها ومحاسبة المسؤولين.”

تهديدات بعد نشر الواقعة
أكدت السيدة أسماء أنها لم تكن وحدها من تعرض نجلها للضغوط والاعتداء، بل تعرض عدد من أصدقائها ممن تضامنوا معها ودعموها عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتهديدات مباشرة من طرف الحضانة.
شهادات أولياء أمور آخرين
ذكرت الأم أن الواقعة لم تكن معزولة، بل تلقت رسائل من أولياء أمور آخرين يشكون من أساليب عقاب قاسية داخل الحضانة، منها إجبار الأطفال على الجلوس على الأرض، وسحب الكراسي منهم، والاعتداء الجسدي، وسط تبرير دائم من الإدارة بأن “الطفل بيكدب أو فاهم غلط”، حتى لو كان في عمر 3 سنوات فقط، مشيرة إلى رفضها التنازل عن حق ابنها وتطالب بمحاسبة المسؤولين.


