إبراهيم خالد يكتب لـ “الحرية”: غزة والإخوان – الدور المستتر

إبراهيم خالد يكتب لـ “الحرية”: غزة والإخوان – الدور المستتر

 

في ظل التطورات السياسية والأمنية التي تشهدها المنطقة، تظهر جماعة الإخوان المسلمين مجددًا في واجهة الأحداث، ولكن هذه المرة بدور يثير الكثير من التساؤلات، خاصة فيما يتعلق بموقفهم من القضية الفلسطينية، وتحديدًا ملف تهجير أهل غزة.
فبينما تعاني غزة من العدوان والحصار، ينخرط الإخوان في خطاب يبدو في ظاهره داعمًا للقضية، لكنه في جوهره يخدم مشروعًا “خفيًا” وخطيرًا يُعرف بـ”غزة البديلة”، الذي يهدف إلى تهجير الفلسطينيين إلى سيناء.

جماعة الإخوان لا يكتفون بدور المراقب أو حتى المعارض، بل تحوّلوا إلى أداة دولية تُستخدم لتحريض الشارع العربي ضد أي دولة ترفض هذا المشروع، وعلى رأسها مصر. ولعلّ التحريض المكثّف ضد الدولة المصرية، وخاصة في الأوقات الحرجة، يُعد مؤشرًا واضحًا على هذا التحوّل.

ففي الوقت الذي تواجه فيه مصر تحديات حقيقية على حدودها الشرقية وتحاول أن توازن بين دعمها للقضية الفلسطينية وبين حماية أمنها القومي، تعمل جماعة الإخوان على ضرب الاستقرار الداخلي، من خلال بث الفتن، ونشر الأكاذيب، وتشويه صورة كل من يقف ضد التهجير، بل واتهامه بالخيانة أو التآمر.
هذا السلوك لا يخدم الشعب الفلسطيني كما يزعمون، بل يفتح الباب أمام تنفيذ المخططات التي تستهدف اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، وجعل سيناء موطنًا بديلاً لهم.

ولفهم الصورة بشكل أوضح، لا بد من الرجوع إلى طبيعة العلاقات التي تربط الإخوان بعدد من القوى الدولية والإقليمية. فالجماعة، التي فقدت جزءًا كبيرًا من شعبيتها بعد عام 2013، باتت تعتمد على دعم خارجي – سياسي وإعلامي – يدفعها لتبنّي أجندات لا تنتمي فعليًا إلى مصلحة الأمة، بل تتماشى مع مخططات تقسيم المنطقة وتفتيت قضاياها.

ما يُثير الانتباه أن الإخوان، الذين يدّعون الدفاع عن غزة، لا يوجّهون نفس القدر من النقد أو الهجوم نحو الاحتلال الإسرائيلي، وهو الطرف المسؤول المباشر عن معاناة القطاع. بل نجدهم يركّزون على مهاجمة الأنظمة العربية، وخاصة مصر، وكأنها هي العقبة الوحيدة أمام “تحرير” فلسطين. هذا التناقض يطرح تساؤلًا محوريًا ، هل أصبحت الجماعة فعلًا جزءًا من خطة تهجير الفلسطينيين؟

إن مسؤولية دعم غزة لا تعني التخلي عن أمن الدول أو استقرارها، ولا تعني السماح بتهجير الفلسطينيين قسرًا، أو تحويل سيناء إلى “وطن بديل”. القضية الفلسطينية يجب أن تُحل في إطارها العادل، عودة الفلسطينيين إلى أرضهم، لا إخراجهم منها.

ختامًا، فإن من يدّعي نصرة غزة، عليه أن يُدرك أن الحفاظ على وحدة الدول العربية واستقرارها هو جزء من حماية القضية، لا العكس. أما من يحرّض على الفوضى، ويصنع أزمات داخلية تخدم تهجير الفلسطينيين، فهو، عن قصد أو دون قصد، يعمل ضد القضية التي يتظاهر بالدفاع عنها.
فلسطين عربية.. القدس لنا
عاشت مصر حرة، مستقلة