وفاة الشابة نورزاد محمد هاشم تثير الجدل.. وزارة الصحة تبدأ التحقيق وتتعهد بمحاسبة المسؤولين عن التقصير

وفاة الشابة نورزاد محمد هاشم أصبحت واحدة من أكثر القضايا التي أثارت اهتمام الرأي العام خلال الساعات الماضية، بعد إعلان أسرتها أن الوفاة حدثت نتيجة خطأ طبي جسيم أثناء خضوعها لعملية جراحية بسيطة في أحد المستشفيات الخاصة.
ووفقًا لبيان رسمي صادر عن وزارة الصحة والسكان، فإن التحقيقات ما تزال جارية، والوزارة تؤكد التزامها التام باتخاذ كل الإجراءات القانونية اللازمة في حال ثبوت وجود إهمال طبي أو تقصير في التعامل مع الحالة.
وفاة الشابة نورزاد محمد هاشم.. بداية الواقعة
تفاصيل الواقعة بدأت حين توجهت الشابة نورزاد محمد هاشم، 23 عامًا، إلى مستشفى خاص بمنطقة النزهة لإجراء عملية منظار قنوات مرارية وتركيب دعامة بلاستيكية.
ووفقًا لبلاغ رسمي حمل رقم 11070 جنح قسم النزهة، تقدمت به والدتها، فقد تدهورت الحالة الصحية للفتاة بعد الجراحة نتيجة خطأ طبي جسيم أدى إلى ثقب في الإثني عشر.
وأسفر هذا الثقب عن تسمم في الدم، مما تسبب في دخول الفتاة في غيبوبة تامة، استمرت عدة أيام داخل غرفة العناية المركزة حتى أعلنت المستشفى وفاتها رسميًا يوم 22 يوليو الجاري، بحسب البلاغ المقدم.
بيان وزارة الصحة بعد وفاة نورزاد
أصدرت وزارة الصحة والسكان بيانًا رسميًا عقب انتشار القصة وتفاعل الناس معها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أكدت فيه أنها تتابع الواقعة بكل دقة، وشددت على التزامها التام بحماية حقوق المرضى وضمان جودة الرعاية الصحية في جميع المنشآت الطبية، سواء في القطاع العام أو الخاص.
وأوضحت الوزارة أنها أرسلت لجنة متخصصة من الإدارة المركزية للعلاج الحر والتراخيص إلى المستشفى محل الواقعة، بهدف مراجعة التقارير الطبية والإجراءات المتخذة قبل وأثناء وبعد العملية، إلى جانب تقييم مدى التزام الفريق الطبي بمعايير السلامة والجودة، والاطلاع على سجلات غرفة العمليات والتعامل مع أي مضاعفات حدثت.
هل هناك إهمال طبي؟ النيابة تحقق
النيابة العامة من جانبها فتحت تحقيقًا عاجلًا في الواقعة، وأصدرت قرارًا بـ ندب أحد الأطباء الشرعيين بمصلحة الطب الشرعي لإجراء الصفة التشريحية على جثمان الفتاة. وطلبت النيابة إعداد تقرير فني يوضح:
ما إذا كانت الإجراءات الطبية التي تم اتخاذها تمت وفق الأصول الطبية المعترف بها.
ما إذا كان هناك خطأ طبي واضح أثناء إجراء العملية.
مدى وجود علاقة سببية بين الخطأ الطبي والوفاة.
ومن المنتظر أن تحدد هذه النتائج اتجاه القضية، خاصة وأن أهل الفتاة يؤكدون وجود إهمال واضح من قبل الطاقم الطبي، ويطالبون بمحاسبة المسؤولين.
أسرة الفتاة تطالب بالعدالة
في تصريحات صحفية، عبّرت أسرة نورزاد محمد هاشم عن صدمتها مما جرى، خاصة أن الحالة كانت بسيطة نسبيًا ولا تستدعي هذه النتيجة المأساوية.
وأكدت والدتها أن ابنتها دخلت المستشفى بكامل وعيها لإجراء عملية منظار فقط، دون وجود أي مؤشرات على وجود خطر كبير، قبل أن يتم إبلاغها بدخولها في غيبوبة ثم وفاتها لاحقًا.
وطالبت الأسرة بفتح تحقيق شامل ومحاسبة جميع المتسببين، بداية من الطبيب المسؤول عن العملية وحتى إدارة المستشفى، لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث.

وزارة الصحة: تحقيق شفاف والتزام بالمحاسبة
في البيان الصادر عنها، أكدت وزارة الصحة والسكان أنها تتعاون بشكل كامل مع النيابة العامة ومصلحة الطب الشرعي، مشددة على أن أي تقصير طبي سيتم التعامل معه بصرامة، وفقًا لما ينص عليه قانون تنظيم المنشآت الطبية.
كما تعهدت الوزارة باتخاذ كافة الإجراءات الإدارية والقانونية ضد أي جهة أو طبيب يثبت تورطه في إهمال طبي أدى إلى هذه الوفاة.
وشدد البيان على أن التحقيق سيكون شفافًا وعادلًا، وأن الوزارة ستعلن للرأي العام أي مستجدات فور انتهاء التحقيقات الرسمية.
دعوة للإبلاغ عن أي شكاوى طبية
في ختام بيانها، دعت الوزارة جميع المواطنين إلى الإبلاغ عن أي تجاوزات أو شكاوى تتعلق بالخدمات الطبية، سواء عبر الخط الساخن 105 أو من خلال المنصة الإلكترونية الرسمية للوزارة.
وأكدت حرصها على متابعة جميع الشكاوى بجدية وسرعة، لضمان تقديم رعاية صحية آمنة وعادلة لجميع المواطنين، دون تفرقة بين منشأة حكومية أو خاصة.
نرشح لك: مدير مستشفى دير مواس بعد اتهامات الإهمال في واقعة «أطفال دلجا»: «النيابة العامة صاحبة القرار» (خاص)
محامٍ عن أزمة المنيا: “مأساة أطفال دلجا تهز الوجدان قبل أن تقلق العدالة”