خطة واسعة النطاق لتعزيز الاقتصاد.. مصر تهدف لأن تصبح محوراً إقليمياً للتجارة.

تسعى الحكومة المصرية بجدية لتحويل البلاد إلى مركز إقليمي للتبادل التجاري، حيث بدأت في تنفيذ خطة طموحة تهدف إلى تعزيز الاقتصاد وجذب الاستثمارات الأجنبية، ولكن كيف تستعد الحكومة لتحقيق هذا الهدف؟ وما هي الفوائد المرتقبة لمصر من هذه الخطة؟
في البداية تميزت الفترة الرئاسية للرئيس عبد الفتاح السيسي، بتركيزها البالغ على الاقتصاد، وفتح أبواب جديدة للدخل الدولاري، هذا التحول لن يتحقق إلا من خلال بناء صناعة وطنية قادرة على التصدير، وتنمية قطاع السياحة لجذب الوفود من جميع أنحاء العالم.
خطط الحكومة لجذب الاستثمارات الخارجية
وكان من أبرز الإجراءات التي تتخذها الحكومة لزيادة الدخل الدولاري هي استغلال الموقع الجغرافي لمصر، الذي يربط بين قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا، حيث تمتلك مصر العديد من الموانئ والمعابر المائية، وأهمها قناة السويس التي تُعد شرياناً حيوياً، حيث تمر منها أكثر من 10% من التجارة البحرية العالمية.
في الفترة الماضية، استهدفت الحكومة إعادة بناء البنية التحتية بشكل شامل، من طرق وكباري ومطارات وموانئ، بالإضافة إلى إنشاء مناطق صناعية ولوجستية جديدة، ويتضمن مشروع محور قناة السويس منطقة اقتصادية خاصة، ويجري بناء شبكة حديثة من الطرق والسكك الحديدية لربط الموانئ بالحدود، كما تم اتخاذ خطوات لتسريع عملية التخليص الجمركي وتيسير حركة البضائع.
رئيس “الجيل الديمقراطي” يؤكد أهمية مشروع جسر الدوران الأفقي لقناة السويس
في هذا السياق، أكد ناجى الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي، في تصريح خاص لـ”الحرية”، أن مشروع جسر الدوران الأفقي لقناة السويس يُعد نقلة نوعية في مسار تطوير البنية التحتية المصرية، ويمثل إنجازًا هندسيًا فريدًا على مستوى العالم، يجسد عبقرية الموقع الجغرافي لمصر، ويترجم طموحاتها في تعزيز الربط بين قارتي آسيا وإفريقيا عبر بوابتها الاستراتيجية قناة السويس.
وأضاف الشهابي، أن هذا الجسر الذي تم بناؤه بالتعاون بين معهد تشنغدو الدولي التابع لمجموعة مواد البناء الصينية ومجموعة جسور الطرق في سيتشوان، ليس مجرد ممر عابر، بل هو رمز لتكامل الإرادة المصرية مع الشراكات الدولية الذكية التي تدعم خطط التنمية المستدامة، فبفضل تصميمه المتطور القائم على آلية دوران أفقي متكاملة، بات من الممكن فتح وإغلاق الجسر في 18 دقيقة فقط، مع تقليص زمن عبور القطارات إلى 3 دقائق فقط بدلًا من 30 دقيقة باستخدام العبارات التقليدية، مما يضاعف كفاءة المرور والنقل بشكل غير مسبوق.
وتابع رئيس حزب الجيل، أن الاتصال المستقبلي بين هذا الجسر وجسر السكك الحديدية في الفردان سيجعل منه أكبر جسر دوران أفقي للسكة الحديد في العالم، وهو ما يعكس رؤية مصر الطموحة في تحويل محور قناة السويس إلى قلب نابض لحركة التجارة والنقل في المنطقة، ومحرك فاعل في دعم التنمية على ضفتي القناة وفي محافظات القناة وسيناء على حد سواء.
لجذب المستثمرين، أصدرت الحكومة قوانين جديدة لتيسير الاستثمار وأنشأت مناطق حرة واقتصادية خاصة، مع تقديم دعم قوي لمشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتم تقديم تسهيلات غير مسبوقة في إجراءات الحصول على التراخيص، مثل “الرخصة الذهبية”، مما يجعلها كافية للشركات للبناء والتشغيل بدون تعقيدات بيروقراطية.
لا تقتصر جهود الحكومة على التسهيلات الحكومية فقط، بل تشمل أيضًا اتفاقيات الربط التجاري مع دول العالم، من أبرز هذه الاتفاقيات هو خط “الرورو” الذي يربط بين مصر وإيطاليا، مما يسهل تصدير الصادرات سريعة التلف إلى أسواق أوروبا.
وفي النهاية تسعى مصر، من خلال هذه الخطط الشاملة، إلى تعزيز مكانتها كمركز تجاري إقليمي، مما سيعود بالنفع الكبير على الاقتصاد الوطني ويعزز من فرص العمل والازدهار في البلاد.