حماية الأطفال من أشعة الشمس الضارة: خطوات وقائية ضرورية خلال موجات الحرارة المرتفعة

في ظل تصاعد درجات الحرارة خلال فصل الصيف وتكرار موجات الحر في أغلب الدول، تزداد مخاطر حروق الشمس التي قد تصيب فئة الأطفال بشكل خاص ويجب أن نتعلم كيفية حماية الأطفال من حروق الشمس.
ولأن بشرة الأطفال أكثر رقةً وحساسيةً من بشرة البالغين، فإنها تكون أكثر عرضة للتلف والالتهاب عند التعرض المباشر للأشعة فوق البنفسجية.
وبالتالي، فإن حماية الأطفال من حروق الشمس لم تعد خيارًا، بل ضرورة طبية ووقائية، تفرضها ظروف المناخ وسلامة الصغار على حد سواء.
حماية الأطفال من حروق الشمس وماذا تعنى؟
حروق الشمس هي حالة التهاب جلدي ناتجة عن التعرض المفرط لأشعة الشمس، خصوصًا الأشعة فوق البنفسجية (UV).
وتظهر أعراضها على شكل احمرار الجلد، تقشره، شعور بالألم أو الحكة، وفي الحالات الشديدة قد تتطور إلى بثور أو أعراض تشبه الإنفلونزا، مثل الصداع والحمى والغثيان.
عند الأطفال، لا تتوقف أضرار حروق الشمس عند الآثار الجلدية فحسب، بل يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات على المدى الطويل، مثل زيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد لاحقًا، والتأثير على مناعة البشرة، فضلًا عن التسبب في ألم جسدي ونفسي للطفل المصاب.
حماية الأطفال من حروق الشمس تبدأ بالوعي
الوقاية من حروق الشمس عند الأطفال تبدأ من لحظة إدراك الأهل لخطورة أشعة الشمس وتأثيرها المباشر.
ويجب أن يكون الوعي جزءًا من نمط الحياة اليومي خلال أشهر الصيف، سواء أثناء الذهاب إلى الشاطئ، أو التنزه في الحدائق، أو حتى عند اللعب في فناء المنزل.
ومن هنا تبرز أهمية توجيه الأسر نحو حماية الأطفال من حروق الشمس من خلال تبني مجموعة من الإجراءات العملية، التي تؤكد عليها المؤسسات الصحية العالمية.

طرق فعالة لحماية الأطفال من حروق الشمس
1. استخدام واقي الشمس المناسب
يُعد واقي الشمس هو خط الدفاع الأول في الوقاية من حروق الشمس.
وينصح أطباء الجلد باستخدام واقي شمس واسع الطيف، مقاوم للماء، يحتوي على عامل حماية (SPF) لا يقل عن 30.
ويجب وضعه على جميع المناطق المكشوفة من الجلد قبل الخروج بنحو 15 إلى 20 دقيقة.
ولا يتوقف الأمر عند وضع الواقي مرة واحدة فقط، بل يجب تكرار وضعه كل ساعتين، أو فورًا بعد السباحة أو التعرق الشديد.
ويُفضل استخدام واقي شمس خاص بالأطفال لتقليل احتمال التحسس الجلدي.
2. الملابس الواقية من أشعة الشمس
اختيار الملابس الملائمة أمر جوهري في إطار حماية الأطفال من حروق الشمس.
وتوصي المنظمات الصحية باستخدام ملابس خفيفة الوزن، ذات أكمام طويلة، وألوان فاتحة تعكس أشعة الشمس.
كما يُنصح بتوفير قبعة عريضة الحواف تحمي الوجه والأذنين والرقبة.
أما النظارات الشمسية، فليست مجرد إكسسوار، بل وسيلة ضرورية لحماية عيون الأطفال من الأشعة فوق البنفسجية، خاصة الأنواع التي توفر حماية من النوعين UVA وUVB.
3. تجنب ساعات الذروة
من أهم الخطوات الوقائية تجنب تعريض الأطفال للشمس خلال ساعات الذروة، والتي تمتد عادة من الساعة 10 صباحًا حتى 4 عصرًا.
وخلال هذه الفترة تكون أشعة الشمس في أقصى قوتها، ما يزيد من احتمال الإصابة بالحروق الجلدية.
إذا كان لا مفر من الخروج خلال هذه الساعات، يجب الحرص على التواجد في أماكن مظللة، أو استخدام شمسية أو مظلة لتوفير الحماية.
4. التوعية والتثقيف المبكر
من المهم أن يشارك الأطفال أنفسهم في عملية الحماية، من خلال التثقيف البسيط والموجه.
فمثلًا يمكن تعليم الطفل أن الشمس مفيدة ولكنها قد تؤذي إذا تعرض لها لفترة طويلة، وتشجيعه على طلب القبعة أو استخدام الواقي بنفسه.
كما يُنصح الأهل بأن يكونوا قدوة حسنة من خلال الالتزام بوضع واقي الشمس وارتداء الملابس الواقية أمام الأطفال، مما يغرس فيهم السلوكيات الوقائية بشكل تلقائي.

ماذا تفعل إذا أصيب الطفل بحروق الشمس؟
في حال تعرض الطفل لحروق شمس خفيفة، يجب اتباع الخطوات التالية:
تهدئة الجلد باستخدام كمادات باردة أو الاستحمام بماء فاتر.
استخدام جل الألوفيرا أو كريم مرطب لتقليل الألم والالتهاب.
تشجيع الطفل على شرب السوائل، لتعويض فقدان الماء نتيجة التعرض للشمس.
تجنب تفجير البثور إن ظهرت، لأنها تحمي الجلد من العدوى.
استشارة الطبيب فورًا في حال ظهور أعراض مثل الحمى أو فقدان الوعي أو الطفح الجلدي الشديد.
أما في الحالات المتقدمة، فيجب التوجه فورًا إلى أقرب مستشفى لتلقي الرعاية الطبية اللازمة، خاصة إذا كان الطفل يعاني من جفاف شديد أو إرهاق عام.
الحماية من الآن تُجنّب الأزمات لاحقًا
تكرار الإصابة بحروق الشمس في عمر الطفولة قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد في مراحل متقدمة من العمر، بحسب ما تشير إليه دراسات طبية عديدة.
وبالتالي فإن تبني نمط وقائي دائم خلال فصل الصيف لا يقي الطفل من ألم الحروق فحسب، بل يمنحه مستقبلًا أكثر أمانًا صحيًا.
نصائح إضافية لتعزيز حماية الأطفال من حروق الشمس
اجعل الماء رفيق طفلك دائمًا، خاصة في الأجواء الحارة.
لا تعتمد على الطقس الغائم كدرع حماية؛ فالأشعة فوق البنفسجية تمر حتى في وجود السحب.
احرص على أن تكون الأنشطة الخارجية في الصباح الباكر أو بعد غروب الشمس.
لا تنسَ حماية القدمين؛ فهي من أكثر المناطق التي تتعرض للحروق أثناء اللعب في الرمال أو الأماكن المفتوحة.
وحماية الأطفال من حروق الشمس تتطلب وعيًا، تجهيزًا، والتزامًا، خاصةً مع اشتداد حرارة الصيف.
واعتماد إجراءات بسيطة يوميًا يمكن أن يصنع فارقًا كبيرًا في حماية صحة وسلامة الطفل.
ولأن الوقاية خير من العلاج، فإن الاستثمار في التوعية والوقاية سيجنب الكثير من المعاناة والمضاعفات.