في ذكرى رحيل رشدي أباظة.. دنجوان السينما الذي تغلب عليه السرطان ورحل ب quietly.

في ذكرى رحيل رشدي أباظة.. دنجوان السينما الذي تغلب عليه السرطان ورحل ب quietly.

تحل اليوم، 27 يوليو، ذكرى وفاة رشدي أباظة، أحد أبرز نجوم السينما المصرية في القرن العشرين، وصاحب الحضور القوي والأدوار التي بقيت محفورة في أذهان الجماهير.

وبعد مرور 45 عامًا على رحيله، لا يزال تاريخه حاضرًا بقوة في قلوب محبيه، وأفلامه تُعرض باستمرار على الشاشات، ليبقى اسمه رمزًا لفترة ذهبية من الفن المصري.

ذكرى وفاة رشدي أباظة تعيد الحديث عن نجم لم يتكرر

في كل عام، تعود ذكرى وفاة رشدي أباظة لتُذكّر الجمهور بقصة نجم لم يكن يخطط يومًا لأن يصبح ممثلًا، لكنه أصبح واحدًا من أكثر الفنانين تأثيرًا في تاريخ السينما المصرية.

وُلد أباظة في 3 أغسطس عام 1926 بمدينة الزقازيق لعائلة أرستقراطية، وكان والده من كبار الأعيان، أما والدته فكانت سيدة إيطالية، ما أضفى على ملامحه جاذبية فريدة ساعدته كثيرًا على الشاشة.

بدايته مع الفن جاءت بالصدفة، عندما شاهده المخرج كمال بركات وقرر منحه دورًا صغيرًا في فيلم “المليونيرة الصغيرة” عام 1948، لكن انطلاقته الحقيقية كانت في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، حيث بدأ الجمهور يعرف اسمه ويتعلق بأدواره.

رشدي أباظة

نجاح فني لافت وأعمال لا تُنسى

خلال مشواره الفني، شارك رشدي أباظة في أكثر من 100 فيلم، من بينها أعمال تعد من كلاسيكيات السينما مثل:

الرجل الثاني

صراع في النيل

تمر حنة

في بيتنا رجل

الزوجة 13

غروب وشروق

أريد حلًا

الطريق

قدّم أدوارًا متنوعة جمع فيها بين الرومانسية، والدراما، والكوميديا، ووقف أمام نجمات كبار مثل سعاد حسني، هند رستم، شادية، نادية لطفي، ونبيلة عبيد، كما عمل مع كبار المخرجين مثل يوسف شاهين، حسن الإمام، وكمال الشيخ.

حياته الشخصية.. زيجات وعلاقات تحت الأضواء

عُرف رشدي أباظة أيضًا بحياته الشخصية المليئة بالتفاصيل، فقد تزوج خمس مرات، أبرزها من الفنانة سامية جمال، واستمر زواجهما قرابة 18 عامًا، إلى جانب زواجه القصير من تحية كاريوكا، ومن الأمريكية باربرا التي أنجب منها ابنته الوحيدة قسمت.

ورغم شهرته الواسعة، لم يكن أباظة بعيدًا عن المتاعب، فقد عانى من أزمات عاطفية وصراعات داخلية، كان بعضها ظاهرًا على الشاشة من خلال تعبيراته ونظرته العميقة.

أيامه الأخيرة.. المرض أنهى كل شيء

قبل وفاته بعدة أشهر، بدأت معاناة رشدي أباظة مع مرض سرطان المخ، وهو ما أكدته شقيقته أميرة أباظة في أحد اللقاءات، دخل مستشفى العجوزة للعلاج، لكن حالته الصحية تدهورت بسرعة، وفقد قدرته على النطق والذاكرة قبل وفاته بيوم واحد فقط.

رغم لحظات الغياب، استفاق رشدي للحظات قبل وفاته بـ48 ساعة، وتمكن خلالها من رؤية حفيده “أدهم دياب” للمرة الأولى، وهو الابن الأول لابنته قسمت من الفنان الراحل أحمد دياب.

توفي رشدي أباظة في 27 يوليو 1980 عن عمر ناهز 53 عامًا، ودُفن في مقبرة شيدها بنفسه بمنطقة نزلة السمان، بعيدًا عن المقابر العائلية الخاصة بأسرة الأباظية.

في ذكرى وفاة رشدي أباظة
رشدي أباظة

ناقدون: أباظة كان أكثر من مجرد ممثل وسيم

يقول النقاد إن رشدي أباظة لم يكن فقط صاحب وجه وسيم، بل كان ممثلًا حقيقيًا قادرًا على أداء أدوار معقدة بصدق كبير. جمع بين الكاريزما والأداء التمثيلي القوي، ونجح في تقديم شخصيات متناقضة دون أن يفقد مصداقيته أمام الجمهور.

يرى البعض أن أهم ما ميزه هو صوته الهادئ، ونبرة حديثه الفريدة، ونظرته التي تحمل أكثر من معنى، ما جعله يترك انطباعًا فوريًا في أي مشهد يظهر فيه، حتى وإن كان صامتًا.

أفلامه لا تزال تُعرض حتى اليوم

بعد 45 عامًا على رحيله، لا تزال أعمال رشدي أباظة تُذاع بانتظام على القنوات المصرية والعربية، وتحظى بنسب مشاهدة عالية، كما تنتشر مقاطع من أشهر مشاهده على منصات التواصل، سواء في لحظات الحب أو التحدي أو الضحك.

يردد الجمهور جُمله الشهيرة ويستعيد حركاته، وكأن حضوره لا يزال حيًا، وهو ما يثبت أن نجوميته لم تكن عابرة، بل امتدت لأجيال لم تعاصره على الشاشة.

في ذكراه.. رشدي أباظة باقٍ رغم الغياب

لم يكن رشدي أباظة مجرد فنان ناجح، بل حالة فنية متفردة صنعتها الموهبة والطبيعة الشخصية، امتلك قدرة نادرة على الجمع بين الجاذبية والأداء، وبين خفة الظل والجدية، وبين الأدوار الشعبية والراقية في آنٍ واحد.

ورغم أنه لم يحصل على جوائز كبيرة أو ألقاب فنية دولية، إلا أن اسمه ظل حاضرًا بقوة بعد رحيله، وهو ما يؤكد أن محبة الناس وحدها كفيلة بأن تصنع الخلود الفني.

نرشح لك: في اليوم العالمي للطبيب البيطري.. كيف جسد رشدي أباظة المهنة في «آه من حواء»؟
7 نساء في حياة رشدي أباظة