ذكرى رحيل فريد شوقي السابعة والعشرون: محطات بارزة في مسيرة وحش الشاشة الفنية

في مثل هذا اليوم، 27 يوليو من عام 1998، رحل عن عالمنا الفنان الكبير فريد شوقي، أحد أبرز أعمدة السينما المصرية والعربية، والذي لا تزال ذكراه محفورة في وجدان الجماهير، بعد صراع طويل مع المرض، وقد كانت السبب المباشر لوفاته هو التهاب رئوي حاد، نتيجة مضاعفات صحية تفاقمت بسبب التدخين المفرط الذي استمر لعقود.
تأتي ذكرى وفاته الـ27 هذا العام لتعيد تسليط الضوء على مسيرة فنية وإنسانية استثنائية استمرت أكثر من خمسة عقود.
فريد شوقي.. النشأة والبدايات
وُلد فريد محمد شوقي عبده في 30 يوليو 1920 بحي السيدة زينب في القاهرة. منذ سنواته الأولى، كان شغوفًا بالفن، فالتحق بمعهد الفنون المسرحية بعد تخرجه من المدرسة الصناعية، ليبدأ بعدها مسيرة طويلة جمع فيها بين التمثيل والتأليف والإنتاج، حتى أصبح أحد رموز السينما المصرية.
مشوار فني استثنائي
امتدت مسيرته لأكثر من نصف قرن، قدّم خلالها أكثر من 351 فيلمًا، إلى جانب 27 مسرحية و17 مسلسلًا تلفزيونيًا. لم يكن مجرد ممثل، بل كتب ما يقرب من 25 سيناريو، وأنتج أكثر من 30 فيلمًا.
كانت بداياته بأدوار الشر، لكنه غيّر الصورة النمطية عندما كتب وأنتج فيلم “جعلوني مجرمًا” عام 1954، ليصبح بعدها بطلًا شعبيًا، يحمل هموم البسطاء ويدافع عن المظلومين.
من أشهر أفلامه: جعلوني مجرمًا، صراع في النيل، أمير الانتقام، عنتر ابن شداد، إعدام ميت، رجل فقد عقله، بطل للنهاية، كلمة شرف، ومن أشهر مسلسلاته: البخيل وأنا.
الجوائز والتكريم
نال جائزة الدولة للفنون من الرئيس جمال عبد الناصر عام 1962، كما كُرِّم في مهرجانات عدة محلية ودولية، مثل مهرجان القاهرة السينمائي، ومهرجان دمشق، وغيرهما، وحتى بعد وفاته، لا يزال يُستشهد بأعماله كرمز للفن الهادف والواقعي.

ألقابه.. وحش الشاشة وملك الترسو
حصل على لقب “وحش الشاشة” بفضل أدواره القوية التي مزج فيها بين القوة والإنسانية.
أما لقب “ملك الترسو” فكان نتيجة شعبيته الجارفة بين جمهور السينما من الطبقات الشعبية، الذين اعتادوا مشاهدة أفلامه في مقاعد “الترسو” الاقتصادية.
كما لُقِّب بـ “الملك” و”أبو البنات” و”عملاق الشاشة”.
الحياة الشخصية
تزوّج فريد شوقي عدة مرات، أبرزها زواجه من الفنانة هدى سلطان، التي كوّن معها ثنائيًا فنيًا شهيرًا، وأنجب منها ابنتيه مها وناهد.
وفي زواجه الأخير من سهير ترك أنجب ابنتيه رانية وعبير.
بعض بناته عملن في الوسط الفني، أشهرهن ناهد فريد شوقي كمنتجة، ورانية فريد شوقي كممثلة.
ختامًا، لا يقتصر إرث فريد شوقي على عدد الأفلام أو الجوائز، بل يمتد إلى كونه حالة فنية وثقافية نادرة، جمعت بين النجم الجماهيري، والفنان المثقف، والكاتب المنتج.
ساهم في رفع مستوى السينما الشعبية، وربطها بقضايا الناس والواقع السياسي والاجتماعي.
تخليد الذكرى
في ذكرى ميلاده عام 2014، احتفل به محرك البحث جوجل عبر “دودل” خاص، تكريمًا لإسهاماته الكبيرة في الثقافة العربية.
اقرأ أيضا: ذكرى وفاة عبد المنعم مدبولي.. كيف صُنع أسطورة الكوميديا المصرية؟