حجاج الحسيني يكتب لمجلة “الحرية”: عائلة دلجا.. بأي “سم” تم قتلهم؟!

على مدى اسبوعين اتابع مع الكثير من المهتمين ماساة أسرة من قرية دلجا التابعة لمركز ديرمواس جنوب محافظة المنيا،ستة أطفال سابعهم والدهم ماتوا واحدا بعد الاخر فى أيام معدودة دون أن يجيب أحد من المسئولين على هذا السؤال المنطقى والبديهى : بأى”سم” قتلت هذه الأسرة؟!
الماساة ترجع الى يوم 10 يوليو الشهر الجارى عندما أصيب أفراد الأسرة بقئ وصداع وارتفاع فى الحرارة وتم نقلهم الى مستشفيات المنيا واسيوط للعلاج لكنهم كانوا جميعا على موعد مع القدر خلال اسبوعين ولقى الاشقاء الستة ربهم ثم لحق بهم والدهم الجمعة الماضية،الاشقاء فرحة ورحمة ومحمد ومريم وعمر واحمد تتراوح اعمارهم بين 5 سنوات و14 سنة،خلال تواجد الاطفال ووالدهم بالمستشفيات لم تتوصل التحاليل الى تحديد سبب الوفاة واصدرت وزارة الصحة بيانا ردا على ما تردد من انتشار امراض وبائية بقرية دلجا ان الوفيات ليس لها علاقة بأى امراض وبائية خاصة الالتهاب السحائى،فداحة الحادث واهتمام كافة وسائل الاعلام لمتابعة اسباب وفاة الاطفال كان يتطلب اجراء نقل الاطفال الى مراكز متقدمة فى علاج السموم لكن بعد وفاة جميع الاطفال الستة ثم والدهم خرجت تحاليل المعامل المركزية بوزارة الصحة تقول ان السبب المرجح لوفاة جميع أفراد الأسرة تناولهم مبيد حشرى.
والسؤال.. لماذا تأخر اعلان وزارة الصحة فى تحديد سبب الوفاة؟ ولماذا لم يتم نقل الحالات المصابة بالتسمم الى مراكز طبية فى القاهرة قبل ان تنهش السموم اجسام المصابين حتى انتقلوا الى رحمة الله،مأساة أسرة دلجا تكشف خلل فى منظومة تشخيص وعلاج السموم فى المستشفيات بسبب نقص الامكانيات المادية والبشرية الكافية لعلاج حالات التسمم الامر الذى يؤدى الى تأخير العلاج وزيادة حالات الوفاة.