مارجريت عازر لـ«الحرية»: مبادئ ثورة 23 يوليو تعتبر مرجعًا تاريخيًا دائمًا، لكنها أحيانًا تفتقر إلى التطبيق في السياسات الحالية.

مارجريت عازر لـ«الحرية»: مبادئ ثورة 23 يوليو تعتبر مرجعًا تاريخيًا دائمًا، لكنها أحيانًا تفتقر إلى التطبيق في السياسات الحالية.

أكدت مارجريت عازر، عضو مجلس النواب، أن مبادئ ثورة 23 يوليو 1952 لا تزال تُستدعى في الخطاب السياسي المصري المعاصر، مثل العدالة الاجتماعية، والقضاء على الاستعمار، وبناء اقتصاد وطني مستقل، لكنها ليست دائمًا حاضرة في السياسات على أرض الواقع.

مارجريت عازر تتحدث لـ «الحرية» عن ثورة 23 يوليو 

وقالت عازر، في تصريحات خاصة لـ«الحرية»، إن مشروعات الدولة القومية الكبرى تُظهر محاولات لاستعادة دور الدولة التنموي، لكنها في الوقت نفسه تتأثر بسياسات السوق والانفتاح الاقتصادي التي بدأت منذ سبعينيات القرن الماضي، وهو ما أدى إلى تفاقم الفجوة بين الطبقات وتراجع ملموس في مبدأ العدالة الاجتماعية.

وأضافت أن “المبادئ لا تزال قائمة كمرجعية تاريخية وشعاراتية، لكنها تحتاج إلى تفعيل حقيقي ومواكبة للواقع المعاصر”.

هل تحققت أهداف ثورة يوليو؟

وحول ما تحقق من أهداف ثورة يوليو، أوضحت النائبة أن بعض الأهداف تحققت جزئيًا، وأبرزها تحقيق الاستقلال الوطني بطرد الاحتلال البريطاني وتأميم قناة السويس، بالإضافة إلى القضاء على الإقطاع من خلال قوانين الإصلاح الزراعي، وبناء جيش وطني قوي شهد تطورًا كبيرًا على مدار العقود.

وأكدت أن أهدافًا أخرى لا تزال بعيدة عن التحقق، وفي مقدمتها غياب الديمقراطية والتعددية السياسية، حيث لم يتحقق تمثيل شعبي حقيقي، إلى جانب أن العدالة الاجتماعية لم تُترجم إلى سياسات مستدامة، بل شهدت تراجعًا واضحًا في فترات لاحقة.

وشددت على أن الثورة نجحت في التأسيس لدولة وطنية مستقلة، لكنها لم تحقق تحولًا ديمقراطيًا أو عدالة اجتماعية دائمة.

وتحدثت عازر عن أبرز أخطاء الثورة التي يجب الاعتراف بها، مشيرة إلى أن غياب الحياة الديمقراطية من خلال حل الأحزاب وإلغاء الحياة النيابية الحقيقية قد أضعف المشاركة السياسية ومهّد لهيمنة الدولة على المجال العام.

ولفتت إلى أن أبرز الأخطاء يتمثل في الاعتماد على الدولة المركزية فقط أدى إلى تهميش المجتمع المدني وغياب المبادرة الفردية، إلى جانب الانفراد بالسلطة وتمحور القرار السياسي حول شخص الرئيس، مما أضعف مؤسسات الدولة.

وأضافت أن سياسات التأميم العشوائية في بعض القطاعات أثرت سلبًا على كفاءة الإنتاج والتنمية المستدامة. وأكدت أنه من المهم أن يُنظر لهذه الأخطاء كنقاط مراجعة لا كتشويه للثورة.

وفي تقييمها لدور الإعلام في نقل ذاكرة الثورة، قالت مارجريت عازر إن الإعلام له دور محوري في بناء الوعي التاريخي، لكنه كثيرًا ما يقع في فخ التمجيد أو التعتيم.

وأشارت إلى أن ما تحتاجه الأجيال القادمة هو سرد موضوعي لتاريخ الثورة بكل إنجازاتها وإخفاقاتها، مع إنتاج أعمال وثائقية ودرامية تُبرز أبعاد الثورة الإنسانية والسياسية، وفتح المجال لنقاش حر حول الإرث الناصري وتأثير الثورة على المجتمع.

اقرأ أيضًا: رئيس حزب السادات لـ«الحرية»: ثورة 23 يوليو ما زالت حاضرة.. وما تحقق من أهدافها يحتاج استكمالًا