طارق العوضي يكتب: توقفوا عن التوجيهات الخاطئة.. مصر لم تغلق معبر رفح

طارق العوضي يكتب: توقفوا عن التوجيهات الخاطئة.. مصر لم تغلق معبر رفح

 

من جديد، تطل علينا جماعة الإخوان وحلفاؤها من منصات التضليل، لتروّج أكاذيب بائسة مفادها أن مصر تغلق معبر رفح في وجه الأشقاء الفلسطينيين.

تهمة باطلة، اعتادت هذه الجماعة إطلاقها كلما احتدمت الأزمة، وكأنها لا ترى في دماء الفلسطينيين إلا مادةً للمتاجرة، وفي آلامهم فرصة للمكايدة.

لكن الحقيقة لا تُطمس، والدور المصري لا يمكن إنكاره. فمصر، ورغم التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجهها، لم تتخلَّ يومًا عن غزة. فتحت معبر رفح أمام الجرحى، استقبلت المصابين، وأرسلت الأدوية والأطقم الطبية، وتحملت عبء التنسيق، والتعامل مع مشهد إنساني بالغ التعقيد، في ظل عدوان غاشم لا يفرّق بين مدني ومقاوم.

أيُعقل أن تكون الدولة الوحيدة التي فتحت ذراعيها للقطاع المحاصر، هي نفسها المتهمة بإغلاق البوابة؟

أي منطق هذا؟ وأي ضمير؟

مصر دفعت، وتدفع، ثمن موقفها. ليس فقط من الخزينة العامة، بل من أمنها القومي، ومن حياة أبنائها في سيناء. ومع ذلك، لم تتخلَّ عن واجبها القومي والعربي، ولم تغلق الباب يومًا في وجه شعب فلسطين، حتى حين تخلّى الآخرون، أو راحوا يكتفون بالبيانات والدموع المصطنعة.

بل إن الحقيقة المؤلمة، أن بعض الدول التي تُزايد اليوم على مصر، لم تقدّم لغزة شيئًا يُذكر، ولم تفتح معابرها ولا أجواءها ولا حدودها.

فمن الذي أغلق؟ ومن الذي فتح؟

ومن الذي دعم بالمواقف لا بالشعارات؟

إن استمرار ترويج هذه الإشاعات الرخيصة، لا يستهدف مصر فقط، بل يستهدف وحدة الموقف العربي، ويخدم العدو الصهيوني بشكل مباشر. فحين تُشوَّه صورة الدولة الوحيدة القادرة على الضغط والتنسيق والدعم الحقيقي، تُقطع آخر خيوط النجاة.

لقد آن الأوان أن تتوقف جماعة الإخوان ومنصاتها عن العبث، وأن تفهم أن زمن المتاجرة بالقضية قد انتهى، وأن الشعوب باتت أذكى من أن تُخدع بشعارات بائسة لا تصمد أمام أول اختبار.

مصر لم تغلق معبر رفح. مصر فتحت قلبها.

وإن كانت بعض الأبواق قد اعتادت الكذب… فالتاريخ لا يكذب.