معصوم مرزوق يكتب: إرث الرئيس عبد الواحد

معصوم مرزوق يكتب: إرث الرئيس عبد الواحد

هل يمكن أن نتصور أن شعب مصر قد خضع لإبن الريس عبد الواحد، علي اعتبار أن غالبية هذا الشعب كانت من أشقاء وأقارب البرنسيسة إنجي؟.

من كانوا إذن أبناء ملح الأرض الحفاة المعدمين، وأين تواروا من أنقذتهم حركة ابن الريس عبد الواحد من ذل العيش وهوان حكم القصر والباشوات والإحتلال الأجنبي؟.

لا جدال أن كل تجربة إنسانية، تتعرض للصواب والخطأ، ويزداد ذلك كلما زاد نطاق تلك التجربة طولا وعرضا وارتفاعا، أي أن الرؤية الموضوعية يجب أن تسلم بأخطاء تجربة 23 يوليو 1952، ولكن نفس الرؤية لا ينبغي أن تغفل أو تتجاهل ضرورة هذه التجربة في توقيتها، وما قدمته من حلول سياسية وإقتصادية وإجتماعية .

الإنصاف يقتضي التوقف عن جلد الذات، والتشكيك في كل جهد إنساني خاضه شعب مصر، لأن ذلك يعني تفريغ تاريخ هذا الشعب من أي إنجاز، وإعدامه من أي قيمة.

ولا تسمح ظروفي حاليا بالتوسع في الإيضاح، ولكنني كتبت وتحدثت كثيرا في هذا الموضوع، بل وقلت بوضوح أنني لا أعبد ” عبد الناصر “، بل وحللت أهم أخطاء تجربته بكل تجرد .

لقد غادرنا ابن الريس عبد الواحد قبل ما يزيد علي نصف قرن، ومع ذلك لا يزال يشغل الدنيا وكأنه لا يزال موجودا ، وربما يعترف أبناء البرنسيسة ” إنجي ” بهذه الحقيقة علي الاقل .