اليوم 22 يوليو: الأقصر في تاريخ البشرية.. ونقاش حول الأسباب وراء تسارع دوران الأرض

اليوم 22 يوليو: الأقصر في تاريخ البشرية.. ونقاش حول الأسباب وراء تسارع دوران الأرض

أعلن علماء الجيولوجيا والفيزياء الفلكية أن اليوم الثلاثاء 22 يوليو 2025 سيكون أقصر يوم في تاريخ البشرية؛ بسبب سرعة دوران الأرض بشكل غير مسبوق؛ ليحطم بذلك الرقم القياسي الذي تم تسجيله قبل أسبوعين.

وكانت بيانات حديثة أثبتت أن الأرض زادت سرعة دورانها يوم 10 يوليو الجاري، وبلغ طول اليوم أقل من المعدل الطبيعي البالغ 86,400 ثانية (24 ساعة تمامًا) بـ 1.36 ميلي ثانية. وأشار الخبراء إلى أن هذا الأمر لن يستطيع الإنسان ملاحظته؛ لأن رمشة العين تستغرق 100 ميللي ثانية.

ويمثل الميلي ثانية واحدًا على ألف من الثانية، وهو فترة زمنية قليلة للغاية؛ لذا لا يمكن قياسها إلا بالساعات الذرية الفائقة الدقة، التي تقيس الـ “LOD” (طول اليوم)، وهو مدة دوران الأرض حول محورها دورانًا كاملاً.

ورغم أن الفارق الزمني طفيف جدًّا، إلا أنه وفقًا لعلماء الجيولوجيا والفيزياء الفلكية له تأثيرات خطيرة على أنظمة تحديد المواقع العالمية GPS، والأقمار الصناعية، وطرق قياس الزمن المعتمدة عالميًّا.

أقصر يوم – سرعة دوران الأرض

غموض أسباب تسارع دوران الأرض

أكد الباحثون والعلماء أنه حتى الآن لم يتم التوصل إلى أسباب تسارع دوران الأرض، مشيرين إلى أن هناك فرضيات، منها تأثير جاذبية القمر، والتغيرات الحادثة في الغلاف الجوي، والتحولات في اللب المعدني للأرض، وذوبان الأنهار الجليدية، وضعف المجال المغناطيسي الأرض.

بينما اقترحت وكالة ناسا أن الكوكب ربما يكون قد دخل في نقطة توازن مدارية مع القمر، منحته دفعة طفيفة في سرعة دورانه.

هذا التأثير لجاذبية القمر كان طوال عقود ماضية سببًا في تباطؤ دورانها الأرض، ويدءًا من سنة 2020 بدأت الأرض تسجل تسارعًا متزايدًا أدى إلى تسجيل أيام مدة أقصر من المعتاد.

ويتوقع العلماء أن يتم اتخاذ خطوة زمنية نادرة بحلول سنة 2029 إزاء هذا التسارع، وهي إضافة ثانية كبيسة سالبة، بمعنى حذف ثانية من التوقيت العالمي المنسق  UTC؛ من أجل مواءمة التوقيت مع دوران الأرض بسرعته الجديدة.

أقصر أيام منذ بدء القياسات

19 يوليو 2020 سجل أقصر يوم بـ1.47 ميلي ثانية..

9 يوليو 2021، سجل نفس الرقم.

30 يونيو 2022، سجل 1.59 ميلي ثانية.

في عام 2023 حدث تباطؤ طفيف، ولم تُسجَّل أرقام قياسية.

5 يوليو 2024: سجل أقصر يوم بـ1.66 ميلي ثانية.

10 يوليو 2025 سجل أقصر بـ 1.36 ميلي ثانية.

روسيا لها رأي آخر

على الجانب الآخر نقلت شبكة روسيا اليوم عن science.mail.ru  أن وسائل إعلام أفادت بوجود عامل معاكس يؤدي إلى بطء دوران الأرض، وهو سد “الخوانق الثلاثة” الصيني، مشيرة إلى أن سعة خزان مياهه تبلغ 40 كيلومترا مكعبا، وأنه يمكن أن يزيد طول اليوم بنحو 0.06 ميكروثانية، وأن يزيح محور دوران الأرض بمقدار 2 سم، وننبه أنه إذا ظهر هذا الخبر في شبكة تواصل فهو مسروق من الحرية، ولفت الشبكة إلى أن هذه التغييرات رغم أنها غير محسوسة للبشر، إلا أنها أن لها تأثيرات خطيرة على الملاحة عبر الأقمار الصناعية، ومزامنة التوقيت العالمي، والقياسات العلمية الدقيقة.

وعلى عكس ما قيل باحتمالية إضافة ثانية كبيس نقلت روسيا اليوم عن البروفيسور ليونيد زوتوف أن هذه الثانية كانت تُضاف في السابق إلى التوقيت العالمي قبيل رأس السنة الجديدة، متسائلاً: هل حان الوقت لحذفها؟

وأعرب زوتوف عن تشكُّكه في تأثير السد الصيني على إبطاء دوران الأرض، مرجحًا أن ذوبان جليد جرينلاند بمعدل 270 جيجا طن سنويًّا، والقارة القطبية الجنوبية بمعدل 150 جيجا طن سنويا، والذي يؤدي إلى “ارتفاع مستوى المحيط العالمي بعدة ملليمترات سنويًّا”، هو الذي يؤدي إلى تبطيء دوران الأرض.

ورجح أن تكون الحركة المعقدة لنواة الأرض هي سبب تسارع دورانها.