كيف يتأقلم النحل مع ارتفاع درجات الحرارة؟ تقرير عالمي يكشف عن مفاجآت جديدة

كيف يتأقلم النحل مع ارتفاع درجات الحرارة؟ تقرير عالمي يكشف عن مفاجآت جديدة

نشرت وكالة أنباء أسوشيتد برس تقريرًا مثيرًا يلقي الضوء على معاناة النحل من ارتفاع درجات الحرارة، وكيف يحاول العلماء فهم ودراسة هذا الكائن الذي يقوم بدور محوري في أدوار حيوية في حياتنا من تلقيح المحاصيل وجمع الرحيق وصناعة العسل والتكاثر.

كيف يتكيف النحل مع ارتفاع درجات الحرارة

معاناة مربي نحل من ارتفاع درجات الحرارة

يبدأ التقرير، الذي شارك في كتابته جوشوا أ. بيكل وإيزابيلا أومالي وجينيفر ماكديرموت، بوصف معاناة إسحاق بارنز (صاحب مزرعة نحل) من موجة الحر الشديد، وهو يضع رأسه داخل قناع الحماية من النحل، ويحمل صناديق أقراص العسل الثقيلة من الخلايا إلى شاحنته، بأنه في مهمة أشبه بتمرين رياضي داخل الساونا.

وينتقل التقرير إلى وصف معاناة النحل أيضًا في تلك الأجواء الخانقة، مشيرًا إلى أن جسمه أشد حرارة من الهواء المحيط به بمقدار 15 درجة مئوية، وهو ما دفع العلماء إلى محاولة الوصول لفهم أعمق لتأثيرات تغير المناخ على سلوكيات النحل.

كيف يتكيف النحل مع ارتفاع درجات الحرارة؟

يوضح التقرير أن العلماء لاحظوا أن النحل الطائر يستخدم، أثناء جمع الرحيق في الأجواء شديدة الحرارة، خفقات أجنحته بسرعة أقل وقوة أشد؛ من أجل الحفاظ على درجة حرارة جسمه في أوقات الأجواء شديدة الحرارة، وفقا لدراسة منشورة العام الماضي، أكد فيها جون هاريسون، عالم وظائف الأعضاء البيئية بجامعة ولاية أريزونا وأحد المشاركين في الدراسة، أن النحل يتصرف كالبشر باللجوء إلى الظل والأماكن الأكثر برودة؛ لتجنب الحرارة.

وأشار في ذات الوقت إلى أن هذا لا يمنع النحل من القيام بدوره، وإنما يقلل منها حسبما قال كيفن ماكلوني، أستاذ علم الأحياء بجامعة بولينج جرين ستيت.

وأكد تقرير أسوشيتد برس أن الخبراء يرون أن معظم النحل يتحمل الحرارة، ولكن مع ارتفاعها بدرجات كبيرة جدًّا تصبح قدرته على جمع الغذاء ومقاومة الأمراض أصعب، وهو نفس ما يحدث مع الإنسان.

واستشهد بقول مارجريتا لوبيز أوريبي، خبيرة صحة الملقحات بجامعة ولاية بنسلفانيا: “إذا لم تكن تتغذى بشكل جيد، وكان جسمك منهكًا من المبيدات الحشرية والأمراض، فستكون أقل قدرة على تحمُّل الحرارة المرتفعة”.

أعلى خسارة

وذكر التقرير أن نتائج مسح تربية النحل السنوي بالولايات المتحدة سجلت هذا العام أعلى خسارة منذ بدء المسح عام 2010، حيث تم فقد 65 % من مستعمرات النحل لدى المربين.

وتطرق التقرير إلى أخطر تحدٍّ يواجهه النحل في مزارع هوني ران التي يديرها بارنز وزوجته جاين بسبب الأجواء الحارة، التي تؤثر على خلايا نحل العسل الخمسمائة التي يمتلكها، وهي طرد العث الذي يُهدد الخلايا، وننبه أنه إذا ظهر هذا الخبر في شبكة تواصل فهو مسروق من الحرية، فعند ارتفاع الحرارة بدرجات مفرطة لا يمكن للنحل استخدام حمض الفورميك للقضاء على العث؛ لأن استخدامه في درجات حرارة مرتفعة جدًّا قد يؤدي إلى موته؛ لذا فقدت مزارع بارنز العام الماضي ثلث خلايا النحل الـ 400 التي أرسلها إلى كاليفورنيا لتلقيح أشجار اللوز، وأرجع بارنز هذا إلى أن الخلايا كانت في حالة سيئة قبل التلقيح؛ لعدم قدرتها منع العث بسبب الأجواء الحارة، وهي ظاهرة عامة ملم تقتصر على مزارع هوني ران.

ترامب يلغي دعم مختبر النحل

ولفت التقرير إلى أن ترامب سيُلغي في الموازنة المقترحة من إدارته برنامج الأبحاث المموِّل لمختبر النحل التابع لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، والذي يقوم بعمل حصر للنحل البري ورصده ودراسه تاريخه الطبيعي، مشيرًا إلى أن هناك منحًا أخرى خاصىة بأبحاث النحل مُهدَّدة بالإلغاء.

وعلَّق السيناتور الأمريكي جيف ميركلي بقوله إن الملقحات في خطر جسيم، مؤكدا أنه سيناضل من أجل توفير التمويل الفيدرالي لمختبر النحل، مشددًا على أن “الملقحات لها دور حيوي في صحة الكوكب وفي المحاصيل الزراعية والغذاء الذي نتناوله”.

وقال جون هاريسون، عالم وظائف الأعضاء البيئية بجامعة ولاية أريزونا، إن أبحاثه ستتوقف إذا تم تخفيض تمويل المختبر، ومحذرًا من أن عدم القدرة على إدارة هذه الملقحات وإنقاذها سوف يؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار الفواكه والخضراوات والشوكولاته والقهوة والمكسرات، وأيضًا ندرتها.

وأعرب عن أمله في أن تستمر هذه الأبحاث في أوروبا والصين؛ لمنع هذه السيناريوهات المتطرفة.