مظهر شاهين: الأزهر ليس له علاقة بالإرهاب.. فلا تبحثوا عن الفتنة في الظلام.

قال مظهر شاهين، إمام وخطيب مسجد عمر مكرم، خلال بيان، اليوم، إنه ليس هناك مؤسسة دينية في العالم تُجسّد منهج الوسطية والاعتدال كما يفعل الأزهر الشريف، هذا الصرح العريق الذي ما فتئ إمامه الأكبر، مشيرا إلى أنه في كل لقاء ومحفل، يؤكد على حرمة الدماء، ويدعو إلى التسامح وقَبول الآخر، ويُندّد بالعنف والإرهاب والتكفير، ويسير على دربه آلاف من العلماء والأساتذة والطلاب والخريجين المنتشرين في ربوع مصر والعالم، حاملين راية الاعتدال ونور العلم، رافضين كل فكر منحرف أو دعوة ظلامية.
وأضاف شاهين: “من هنا، فإن تحميل الأزهر وِزر فردٍ أو اثنين ضلّا الطريق، أو اتهامه بتخريج إرهابيين لمجرد أن أحدهم انتسب إلى إحدى كلياته، يُعدّ ظلمًا بيّنًا وتجنيًا لا يستقيم مع منطق أو عدل”، موضحا أنه ليس كل من مرّ بالأزهر يُنسب إليه فكرًا وسلوكًا، تمامًا كما لا يُقال عن أي جامعة في العالم إنها تُخرّج إرهابيين لأن أحد الخارجين على القانون تخرّج فيها، سواء كانت جامعة عربية أو أوروبية.
واستكمل إمام مسجد عمر مكرك إن من خرج عن منهج الأزهر الوسطي لا يُمثّله، ولا يُحسب عليه، بل إن هؤلاء لا يدينون بالولاء للأزهر، ولا للوطن، ولا حتى للدين، بقدر ما يدينون بالولاء لجماعاتهم وتنظيماتهم التي تُقدَّم عندهم على كل انتماء، موضحا أن الأزهر، مواقفه ومناهجه وكتبه وخطابه الرسمي واضحة في إدانة العنف والتطرف، وفي التصدي للفكر الإرهابي تفنيدًا وتعليمًا وتحصينًا، لا لبس فيها ولا غموض.
وأشار إلى أنه ليس مطلوبًا من الأزهر الشريف أن يُصدر بيانًا يُبرّئ فيه ساحته، وكأنه موضع اتهام أو شبهة، فالمُتّهم هو من يثبت انحرافه، لا من علّمه الخير والدين القويم. وإذا ساغ هذا المنطق المقلوب، لوجب على كل جامعات العالم أن تُصدر بيانات تنفي فيها مسؤوليتها عن أي خريج انحرف عن القانون أو تورّط في العنف أو الإرهاب، سواء أكان في الشرق أو الغرب، في جامعات عربية أو أوروبية أو أمريكية. لكن الحقيقة أن المؤسسات التعليمية – ومنها الأزهر – تُحاسَب بما تقدّمه من مناهج وقيم، لا بما يفعله من ضلّ السبيل ممن مرّوا بها، ونقضوا عهود العلم والأخلاق والدين.
وأوضح أن ما نعلمه يقينًا أن بعض الأصوات التي تتعمد الإساءة إلى الأزهر إنما تفعل ذلك بدافع هوى في النفوس، أو تنفيذًا لأجندات وتنظيمات مشبوهة، يعرف أصحابها تمامًا أن الأزهر بمنهجه الوسطي المعتدل يقف عقبة كَأداء أمام مشروعاتهم المريضة. وقد بلغ الأمر بأحد هذه الكيانات أن صرّح علنًا بأن الأزهر الشريف يُمثّل خطرًا مباشرًا على مشروعه، فما لبثت الأبواق أن انطلقت في الهجوم عليه، محاولةً هدمه وتغييبه، لا لشيء إلا لإزاحة ذلك “الخطر” عن أسيادهم.
واختتم حديثه قائلا: “فكُفّوا عن محاولات التشويه والاصطياد في الماء العكر، واعلموا أن الأزهر، بتاريخِه العريق، ومنهجِه الوسطي، وعلمائِه الراسخين، سيظل – بإذن الله – حصنًا منيعًا في وجه كل فكر متطرف، وسندًا أمينًا لهذا الوطن في معاركه الكبرى ضد الجهل والتكفير والعمالة”