استقرار أسعار الأسمنت في مصر اليوم 21 يوليو 2025 بعد الزيادات الأخيرة

كتبت: سمر أبو الدهب
شهدت أسعار الأسمنت في السوق المصري اليوم الاثنين 21 يوليو 2025، استقرارًا ملحوظًا، وذلك بعد فترة من الزيادات التي تراوحت ما بين 50 و200 جنيه مصري للطن، وبلغ متوسط سعر الطن تسليم أرض المصنع 3820 جنيهًا، بينما يُباع للمستهلك بسعر 4000 جنيه، ويأتي هذا الاستقرار في وقت يعتبر فيه الأسمنت عصب مواد البناء، وهو ما يجعل أسعاره مؤشرًا هامًا للاقتصاد المصري بشكل عام ولقطاع التشييد والبناء بشكل خاص.
العرض والطلب وتأثيرهما على الأسعار
ويعزى استقرار أسعار الأسمنت إلى وفرة المعروض في السوق المصري، هذا التوافر الكبير يسهم بشكل مباشر في الحفاظ على استقرار الأسعار لدى الموزعين والمستهلكين، ورغم الزيادة الأخيرة في الأسعار، فإن التوقعات تشير إلى استمرار الأسعار على نفس الوتيرة مع احتمالية ارتفاع طفيف في المستقبل، هذه الديناميكية بين العرض والطلب تعد أساسية في تحديد الأسعار، حيث أن وفرة الإنتاج المحلي تساهم في تلبية احتياجات السوق وتقليل الضغط على الأسعار للارتفاع بشكل كبير، على الرغم من الزيادة الأخيرة التي طرأت.
زيادة الإنتاج المحلي وانعكاساتها الاقتصادية
شهدت مصر زيادة ملحوظة في إنتاج الأسمنت، حيث ارتفع الإنتاج إلى 25.39 مليون طن خلال الفترة من يناير إلى يوليو من عام 2024، مقارنة بـ 23.3 مليون طن خلال نفس الفترة من عام 2023، هذه الزيادة، التي بلغت 2.091 مليون طن، تعكس نموًا في القدرة الإنتاجية للمصانع المحلية، تعتبر زيادة الإنتاج المحلي مؤشرًا إيجابيًا للاقتصاد، فهي تدعم الاكتفاء الذاتي وتقوي الصناعة الوطنية، مما يقلل من الحاجة إلى الاستيراد ويوفر العملة الصعبة، كما أن وفرة الإنتاج تدعم قطاع البناء والتشييد الذي يعتمد بشكل كبير على الأسمنت، مما يحفز النشاط الاقتصادي في هذا القطاع الحيوي.
الأسمنت المصري في الأسواق العالمية: نمو الصادرات
لم يقتصر التأثير الإيجابي لقطاع الأسمنت على السوق المحلي فحسب، بل امتد ليشمل الصادرات أيضًا، فقد شهدت صادرات مصر من الأسمنت نموًا مطردًا خلال السنوات الثلاث الماضية، ارتفعت الصادرات من 465 مليون دولار في عام 2021 إلى 670 مليون دولار في عام 2022 بنسبة نمو 44%، ثم إلى 770 مليون دولار في عام 2023 بنسبة نمو 14%، وخلال العشرة أشهر الأولى من عام 2024، بلغت الصادرات 780 مليون دولار بنسبة نمو 12%.
هذا النمو المستمر في الصادرات يعكس تنافسية المنتج المصري وجودته، وقدرته على الوصول إلى الأسواق العالمية، وقد بلغت عدد الدول المستوردة للأسمنت المصري 95 دولة حول العالم، وتصدرت الدول الأفريقية قائمة هذه الدول، تساهم هذه الصادرات بشكل كبير في زيادة الإيرادات بالعملة الأجنبية، مما يعزز ميزان المدفوعات ويساهم في استقرار الاقتصاد الكلي، كما أنها تدعم فرص العمل في قطاع الصناعة وتفتح آفاقًا جديدة للاستثمار في هذا المجال.
الآفاق المستقبلية لقطاع الأسمنت وتأثيره الاقتصادي
إن استقرار الأسعار، بالرغم من الزيادات الأخيرة، ووفرة المعروض المحلي، وارتفاع الإنتاج والصادرات، كلها عوامل تساهم في تعزيز الثقة في هذا القطاع.
ومع استمرار التوسع في المشروعات العمرانية والبنية التحتية، من المتوقع أن يظل الطلب على الأسمنت مرتفعًا، مما يدعم استمرار النمو في هذا القطاع، يمكن أن يؤدي هذا النمو إلى مزيد من الاستثمارات في صناعة الأسمنت، مما يعود بالنفع على الاقتصاد المصري من خلال توفير المزيد من فرص العمل وزيادة الناتج المحلي الإجمالي.
اقرأ أيضًا: سعر الذهب اليوم الإثنين 21 يوليو 2025.. صعود جديد في عيار 21 والجنيه الذهب يتخطى 37 ألف جنيه