رائد سلامة: التقييم الدقيق للمخاطر غير التقليدية يحتاج إلى تفكير نقدي مبتكر.. والاعتماد على البيانات القديمة يعتبر خطأ جسيمًا

قال الدكتور رائد سلامة، مقرر مساعد لجنة التضخم وغلاء الأسعار بالحوار الوطني، إن من أكثر الموضوعات صعوبة في إدارة المخاطر هو موضوع التنبؤ بالمخاطر غير التقليدية اعتمادا على إحصاءات وبيانات تاريخية.
وأضاف سلامة خلال تدوينة له عبر حسابه على فيسبوك: «وده أنا باعتبر إن سلوك مديري المخاطر في البنوك والشركات والمؤسسات الخاصة والعامة والحكومية إزاؤه، هو سلوك فني خاطئ تماما لأنهم تحولوا لموظفين يؤدوا عمل روتيني ميكانيكي يفتقر إلى الرؤية الأوسع القائمة على فريضة التفكير خارج القوالب المعتادة، لأن ببساطة مطلوب منهم توقع مخاطر أحداث لم تحدث من قبل».
وتابع سلامة: «الناس دول محتاجين منهج مختلف يقتضي ضرورة أن يكون المسئول عن إدارة المخاطر (ولا أقصد هنا وظيفة نمطية اسمها مدير المخاطر Risk Manager اللي دايما أنا أفضل أن اسميه مراقب، حاكم، ضابط المخاطر Risk governer)، مُلما بالفلسفة وعلم النفس والسلوك البشري والقدرة على التحليل السياسي والاقتصادي والاجتماعي أو على الأقل يكون بيعرف يوصل إزاي لنتائج جهود الآخرين في المجالات دي.
وأوضح أن التنبؤ بالمخاطر غير التقليدية في العصر العجيب اللي إحنا فيه واللي بتغير أحداثه كل ثانية، اعتمادا على إحصاءات وبيانات تاريخية، يعنى إنك حرفيا أصبحت خارج التاريخ لأنك بتتنبأ بوقوع أحداث لا تعلم عنها أي شيئ نهائيا من ناحية طبيعتها وأثرها وزمن وقوعها بناءا على بيانات عن أحداث مغايرة حصلت في الماضي، واللي لو حصلت مرة أخرى، فقد أصبحت مخاطر تقليدية يمكن لأي موظف محدود الموهبة أن يتعامل معها باتخاذ إجراءات تمنعها أو على الأقل تخفف من أثرها لأن لديه معلومات عنها.
وأكمل: «أما المخاطر غير التقليدية اللي لا يوجد بيانات تاريخية عنها لأنها -ببساطة- لم تحدث من قبل، فستظل تفاجئك لو لم تكن مُلما كما قلت بالفلسفة وعلم النفس والسلوك البشري، ويكون عندك قدرة على تحليل التناقضات مبني على أسس علمية للأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية في مجتمعك وفي كل المجتمعات المرتبطة -وحتى غير المرتبطة- وأثرها المستقبلي على الموضوع اللي بتحاول تضبط مخاطره».
واختتم: «علم إدارة المخاطر وتطبيقاته يحتاج لتأسيس نظري جديد، مش في مصر ولا في الشرق الأوسط وبس، لكن في العالم كله.. قليل من النقد يصلح ما أفسده النقل».