تفاصيل مثيرة.. خلفيات اللحظات الأخيرة قبل اعتقال هدير عبد الرازق وزوجها في التجمع الخامس

ألقت الأجهزة الأمنية القبض على البلوجر هدير عبد الرازق وزوجها، مساء اليوم، من داخل مسكنهما الكائن بمنطقة التجمع الخامس، وذلك تنفيذًا لإذن صادر من جهات التحقيق المختصة على خلفية سلسلة من البلاغات والمخالفات القانونية المنسوبة إليهما.
القبض على هدير عبد الرازق: ماذا حدث؟
كشفت مصادر أمنية مطلعة، أن القبض على هدير عبد الرازق جاء بعد متابعة دقيقة لتحركاتها، ورصد منشورات مصورة مثيرة للجدل على حساباتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فضلاً عن التحقيقات المستمرة بشأن بلاغات رسمية تتهمها وزوجها بالضلوع في قضايا تتعلق بالنصب الإلكتروني، والإضرار بالقيم الأسرية، ونشر محتوى يخالف الآداب العامة.
وتم اقتياد هدير عبد الرازق وزوجها إلى جهة أمنية معنية لاستكمال استجوابهما، في حين تستعد النيابة العامة لمباشرة التحقيقات في الواقعة وكشف ملابساتها.
فيديو الضرب والسحل يعيد فتح الملفات القديمة
جاءت عملية القبض على هدير عبد الرازق بعد ساعات من انتشار مقطع فيديو صادم وثق لحظة تعرضها للضرب والسحل داخل إحدى الشقق السكنية.
الفيديو، الذي نشرته البلوجر عبر حسابها الرسمي على “إنستجرام”، أثار موجة واسعة من التعاطف، لكنه أعاد أيضًا إلى الأذهان ملفات أخرى أغلقتها الذاكرة سريعًا.
وتظهر في الفيديو –الذي تجاوزت مدته دقيقتين– وهي تتعرض للاعتداء من قبل أحد الأشخاص بالضرب والركل وسط صراخها واستغاثتها، ما أثار حالة من الذعر بين متابعيها.
وأكدت الأجهزة الأمنية أنها بصدد تحليل الفيديو والتأكد من حقيقته وتوقيته والملابسات المحيطة به.
تورط في الترويج لشركات تداول وهمية
قبل واقعة الفيديو العنيف، كانت هدير عبد الرازق قد أثارت الجدل بعد كشفها عن تعرضها للنصب من قبل إحدى شركات التداول الوهمية، التي قامت هي نفسها بالإعلان عنها، بناء على اتفاق مع أحد مشاهير “تيك توك” –على حد قولها– حيث وعدها الأخير بمقابل مالي كبير وأرباح طائلة مقابل الإعلان عن تلك الشركة.
وأكدت البلوجر الشهيرة أن الشركة استولت على أموال عدد كبير من المتابعين الذين اشتركوا في خدماتها بناءً على الثقة بها، وهو ما دفع بعضهم إلى رفع دعاوى قضائية ضدها، واتهامها بأنها كانت على علم بمخطط النصب وشاركت فيه.

حكم سابق بالحبس في قضية الفسق والفجور
لم تكن قضية النصب هي الوحيدة التي طاردت البلوجر الشهيرة، حيث سبق أن أصدرت محكمة مستأنف القاهرة الاقتصادية حكمًا نهائيًا بحبس هدير عبد الرازق لمدة عام.
وذلك في القضية المتداولة ضدها بتهمة نشر الفسق والفجور عبر الإنترنت، من خلال محتوى وُصف بأنه “خادش للحياء” و”مخل بالقيم الأسرية”.
وشهدت المحكمة مشاهد مؤثرة، حيث أعرب والدها عن صدمته مما جرى، مؤكدًا أن التسريبات تسببت له في أزمة صحية أدت إلى إصابته بجلطة، ومشددًا على أنه لا يعرف مكان ابنته منذ فترة طويلة، متسائلاً عن الجهة التي سربت الفيديوهات الخاصة بها.
وفي السياق ذاته، تستمر النيابة العامة في استجواب هدير عبد الرازق وزوجها، والتحقيق في صحة الفيديوهات المنشورة، ومدى ارتباطها بوقائع جنائية، وسط توقعات باتساع دائرة الاتهام لتشمل قضايا جديدة.

ما الذي ينتظر هدير عبد الرازق؟
بعد القبض على هدير عبد الرازق، يُرجّح أن تواجه البلوجر تهمًا متعددة قد تشمل:
نشر محتوى فاضح ومخالف للآداب العامة الترويج لشركات تداول وهمية والنصب الإلكتروني التحريض على الفسق والفجور استغلال منصات التواصل الاجتماعي في أعمال غير قانونية
وفي حال إثبات هذه التهم، قد تواجه عقوبات مشددة تتراوح ما بين الحبس والغرامة المالية والمنع من استخدام وسائل التواصل لفترة محددة.
قضية تهز منصات التواصل وتعيد التفكير في “مهنة البلوجر”
تأتي قضية القبض على هدير عبد الرازق في وقت حساس يشهد فيه المجتمع المصري نقاشات حادة حول ضوابط المحتوى الرقمي، ومسؤولية المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي.
ففي ظل غياب قوانين حازمة تضبط هذا الفضاء المفتوح، يبقى التساؤل مطروحًا: هل نحن أمام قضية شخصية؟ أم إنذار حقيقي لمراجعة شاملة لمنظومة “الشهرة السهلة” التي صنعتها المنصات الإلكترونية؟
ما بين مؤيد ومعارض، يبقى المؤكد أن هذه القضية ستكون لها تداعيات طويلة، وربما تفتح الباب لإجراءات قانونية جديدة تُعيد تنظيم العلاقة بين “البلوجر” والجمهور، وتقنن حدود الحرية الإلكترونية.