من فاركو إلى الأهلي: هل يتمكن ياسين مرعي من استنساخ أسلوب ريبيرو؟

لا تُقاس جودة المدافعين بالأرقام وحدها، خاصة إذا تعلق الأمر بفريق مثل الأهلي، معتاد على الاستحواذ واللعب تحت ضغط هجومي دائم، وهنا يبدأ التحدي الحقيقي أمام أحدث صفقات الدفاع: ياسين مرعي.
لماذا مرعي بالتحديد؟
رغم امتلاك الأهلي لأسماء ثقيلة في الخط الخلفي مثل أشرف داري، وياسر إبراهيم، وأحمد رمضان بيكهام، إلا أن البرتغالي خوسيه ريبيرو كان يبحث عن شيء مختلف، مدافع لا يكتفي بإيقاف الهجمات، بل يبدأ منها.
ريبيرو أظهر في كأس العالم للأندية ميلًا واضحًا لأسلوب التدرج بالكرة من الخلف، بناء اللعب بالتمريرات القصيرة على الأرض، عكس ما اعتاده لاعبو الأهلي تحت قيادة مارسيل كولر.
أشرف داري كان من أبرز المتضررين من هذا التحول، ما جعل ريبيرو يُسلّط الضوء على مدافع يجيد “البناء من الخلف” أكثر من مجرد التشتيت، فوقع الاختيار على مرعي.
أرقام واعدة.. ولكن!
في موسم 2024-2025 مع فاركو، مرعي صاحب الـ23 عامًا مرر 759 كرة بدقة بلغت 80%، وفاز بـ84 التحام أرضي بنسبة نجاح 68.3%، إضافة لـ40 ثنائية هوائية (67.8%).
كذلك، استرد الكرة 52 مرة، واعترضها 17 مرة، وتمت مراوغته فقط 4 مرات، دون أن يحصل على أي بطاقة حمراء.
لكن رغم كل هذه الأرقام، لا يجب الانخداع، فاللعب في فريق مثل فاركو، الذي لا يُهاجم كثيرًا ويُدافع بتوازن، يمنح مدافعيه فرصًا أكبر لقطع الكرات وخوض الثنائيات.
عكس الأهلي الذي يفرض إيقاعه ويُقلّ عدد المواجهات المباشرة لمدافعيه.
التحدي الحقيقي
هل يستطيع مرعي الحفاظ على نفس الفعالية في بيئة مختلفة ويتمكن من إثبات أنه “مدافع بنَاء” في فريق يملك الكرة أغلب الوقت؟
وهل ينجح في تفادي الأخطاء التي لازمته، مثل ارتكاب 3 ركلات جزاء خلال موسم واحد؟
إذا نجح مرعي في التكيّف مع أسلوب ريبيرو، فسيكسب الأهلي مدافعًا نادرًا بقدرات دفاعية وعقلية هجومية.
أما إذا أخفق، فسيكون مجرد رقم جديد في قائمة “المواهب التي لم تتحمل الضغط الأحمر”.