تدهور مقلق وتصريحات مدمرة.. ما مصير «يمامة» حزب الوفد العريق؟

موجه من الجدل والسخرية أثيرت حول الدكتور عبد السند يمامة، رئيس حزب الوفد، على مواقع التواصل الاجتماعي وداخل الأوساط السياسية، بعد تصريحه خلال لقائه مع الإعلامي «مصطفى بكري» المذاع على قناة «صدى البلد»، بأن اسم حزب الوفد ذُكر في القرآن الكريم، في إشارة إلى قوله تعالى: «يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَٰنِ وَفْدًا» (مريم: 85).
التصريح الذي اعتبره كثيرون محاولة خاطئة لتجميل صورة الحزب، لا يجوز أن تخرج من رجل يجلس على رئاسة واحد من أعرق الأحزاب المصرية، وكان مرشح لرئاسة الجمهورية في الانتخابات السابقة، ولذا تم مقابلة تصريحه بردود فعل ساخرة.
طارق ناصف: «الحزب ليس له علاقة بهذا التخريف»
طارق ناصف، عضو لجنة الإعلام السابق بحزب الوفد، قال: «هذا الرجل الذي يجلس على كرسي زعماء الوفد لا يمثلني كوفدي».
وأضاف ناصف خلال تدوينة له عبر حسابه على فيسبوك: «واتبرأ مما يقول وهو لا يمثل إلا نفسه وما نطق به يتحمل وزره أمام الله، وحزب الوفد ليس له علاقة بهذا التخريف».
أنور الهواري: الوفد يعيش حقبة ضعف واضمحلال
الكاتب الصحفي أنور الهواري، أيضًا انتقدالحالة الراهنة التي وصل إليها حزب الوفد، معتبرًا أنه يعيش حالة «ضعف واضمحلال»، ويتناقض مع مبادئه التاريخية التي تأسس عليها قبل قرن من الزمن.
وقال الهواري: «قبل مائة عام، كان الوفد يقود واحدة من أعظم تجارب النضال الوطني ضد أعتى إمبراطوريات الاستعمار، ويقود النضال ضد استبداد فؤاد وفاروق، أما الآن، يعيش الوفد حقبة ضعف واضمحلال، بحيث يعمل ضد مبادئه وضد تاريخه، ويخدم الاستبداد والطغيان».
محمد علي خير يسخر من تصريحات «يمامة»
الإعلامي محمد علي خير علق على ما ذكره يمامة، ساخرا: «وحزب التجمع موجود في مصر 3 مرات التجمع الأول.. التجمع الثالث.. التجمع الخامس».
رجال الدين: «القرآن لا يُستخدم لخدمة الأهواء»
الشيخ محمد أبو بكر، أحد علماء الأزهر الشريف، شن هجومًا حادًا على التصريحات الأخيرة التي أدلى بها عبد السند يمامة، رئيس حزب الوفد، والتي شبّه فيها الحزب بأنه «مذكور في القرآن الكريم»، مستشهدًا بآية من سورة مريم.
وقال الشيخ أبو بكر في بيان له على صفحاته الرسمية: «إن قصد الكلام فتلك مصيبة، وإن لم يقصد فالمصيبة أعظم، القرآن لا يجوز بحال استخدامه لخدمة أغراض الأشخاص أو الأهواء»، وأنا أدعو القائل إلى التوبة والاستغفار والندم، لأن الله حذّر من مثل هذه الأقوال.
تصريحات «يمامة» تُثير سخرية الشارع المصري
أجمعت غالبية التعليقات على رفض استخدام النصوص الدينية لخدمة أغراض حزبية أو دعائية، معتبرين أن مثل هذه التصريحات تسيء للدين وتُفقد الأحزاب ما تبقى من احترام شعبي، مؤكدين أن السخرية لم تكن فقط من العبارة بحد ذاتها، بل من السياق العام الذي يعكس تدهور مكانة حزب عريق كـ«الوفد»، بات يبحث عن رمزية دينية لتعويض غيابه عن المشهد السياسي الحقيقي.
وعبر بعض المواطنين عن حزنهم وأسفهم بالسخرية، وقال أحد نشطاء التواصل الإجتماعي: «بعد شوية هنلاقي كل حزب بيدوّر على آية فيها أول حرف من اسمه ويقول لك إحنا مذكورين في القرآن!»، وبعض الناس تذكرت ترشح يمامة ضد السيسي وقالت: «مش ده اللي كان مرشح نفسه لرئاسة الجمهوريه؟ يا نهار أبيض الحمد لله دائما وابدا وحتى يرضى على نعمة السيسي»، والبعض الآخر طالب بإلغاء الأحزاب تماما لعدم وجود أي دور هام لها قائلين: «ياريت نلغي الأحزاب ليس لها أي دور في مصر ومحدش عارفها أساسا كل خمسة ستة يعملوا حزب وأسماء تتسمى لكل حزب وفي الآخر محدش عارفهم كل أوضتين وصاله أصبحت حزب».
وتأتي هذه التصريحات المثيرة للجدل بعد أيام اعتراف عبد السند يمامة نفسه، في تصريحات إعلامية سابقة، بأن تمثيل حزب الوفد الحالي لا يرقى إلى تاريخه، وأن الحزب يعاني من حالة غضب داخلي بين أعضائه وقياداته، نتيجة التراجع في الأداء والتأثير.
وبين محاولات استدعاء التاريخ، والتشبث بالرمزية الدينية، جاء حديث يمامة ليُعيد تسليط الضوء على أزمة الأحزاب التاريخية في مصر، التي باتت تتخبط بين محاولة استعادة المجد وواقع سياسي لا يرحم.
لكن الواضح أن استعارة النصوص الدينية لتبرير الفشل أو تجميل الصورة، لم تعد تنطلي على الشارع، الذي بات أكثر وعيًا وسخرية في وقتٍ واحد.
رد «يمامة»
وبعد كل ذلك، أصدر يمامة بيانا توضيحيا، قال خلاله، إنه لا علاقة لحزب الوفد بالقرآن الكريم وإنه كان يتحدث عن الوفد لفظا، ولا علاقة بالمرة لحزب الوفد من حيث النشأة والطبيعة بما جاء في الآية التي تتحدث عن مشهد يوم القيامة وهي الآية 85 من سورة مريم والتي تقول «يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَٰنِ وَفْدًا».
وتابع: «وهو مشهد خاص بمنزله المتقين والآية اللاحقة تقول ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا متحدثة عن مصير المجرمين».
وأكمل: «ومن هنا فإنني أؤكد أن ما حدث هو تصيد لكلمة مقصودة لفظا وليس لها علاقة بالحزب كحزب سياسي وجاءت بعد ختام الحوار بالكامل ومناقشة قضايا سياسية جادة تتعلق بالوفد كحزب سياسي والدولة المصرية وكنت أتمنى أن تدور النقاشات حولها بدلا من التأويل في غير محله».